مقال - الأطباء والصيادلة أيد واحدة ضد "الحكومة" بدلاً من "الإرهاب" - دعوة فاشلة

عبد الرحمن مدني 

دعوة فاشلة على طريق الوعي المفقود :

الأطباء والصيادلة إيد واحدة ضد "الحكومة" بدلا من "الإرهاب"

والبدء في الإضراب الإداري من 15 ابريل الجاري

بالإمتناع عن إصدار الشهادت الصحية والزواج وفصائل الدم للتجنيد

بقلم 

عبد الرحمن مدني 

** بينما هنا على أرض مصر حرب ضروس يدور رحاها على الإرهاب والإرهابيين في كل مكان تحت شعار : " الجيش والشرطة والشعب أيد واحدة ضد الإرهاب" ، خرجت حفنة شاردة مغيبة من الأطباء والصيادلة على الإجماع الوطني لكي تعبئ مشاعر زملائها وتحثهم على الخروج عن الإجماع الوطني بالسير في الإتجاه المعاكس على طريق الوعي المفقود ، تحت شعار :

" الأطباء والصيادلة أيد واحدة ضد الحكومة "، بهدف إنزال العقاب على جموع الشعب المصري الذي وقف صفاً واحداً ضد إرهاب الجماعات الإسلامية في الداخل والخارج وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين بإعتبارها جماعة إرهابية ، بموجب الحكم النهائي الصادر من المحكمة الدستورية العليا .

   - بدأت تلك الجماعة (المارقة) من الأطباء  بإسم "أطباء القاهرة" تعلن عن فتح مقارها لإستقبال الراغبين في التوقيع على نموذج الإستقالة المسببة من الأطباء ، وقالوا في بيانهم " طبقاً للحملة التي دشنتها النقابة العامة خلال الأيام الماضية " لتحقيق ما أسموه بالمطالب العادلة لأعضائها ، كما لحقت بهم "لجنة الصيادلة الحكوميين" برياسة الدكتور هيثم عبد العزيز الذي أعلن خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بنقابة الأطباء ، عن بدء حملتهم للأستقالات الجماعية للصيادلة تزامناً مع الإستقالات الجماعية للأطباء .

إتهم الحاضرون منهم خلال المؤتمر الحكومة بتجاهل مطالبهم نحو تطبيق " الكادر" وطالبوا بتقديم إعتذار رسمي من وزير المالية ، وإقالة على السيسي وكيل وزارة المالية لتطاوله (كما جاء في البيان) ، الذي يعكس مدى تجاهل الحكومة لمطالبهم .

وأعلن أصحاب تلك الدعوة عن البدء في الإضراب الإداري من 15 ابريل الجاري بالإمتناع عن إصدار الشهادت الطبية الخاصة وفصائل الدم " للتجنيد"  والشهادات الصحية للعاملين المدنيين والشهادات الطبية للحج والعمرة والعمل بالخارج والإمتناع عن إصدار شهادت الزواج ، على الاّ يشمل الإضراب شهادات الوفاة والميلاد .

ودعا وكيل نقابة الصيادلة لحضور الجمعية العمومية المقرر يوم السبت 12ابريل لتحيد مصيرهم بأنفسهم ، وقال :

" يامن تحتمون بسمو المهنة فالسمو لا يتمثل بالعمل بلا أجر" ، والسمويجب أن يكون طبقاً لمنظومة صحية صحيحة وأجر عادل ."

** بالرغم من عدالة تلك المطالب من تحقيق "كادر" للإطباء و "إعتذار رسمي" من وزير المالية ، عما بدر من وكيل وزارته لتجاهله لمطالبهم ، ألا كان من الأجدى أن ينظر هؤلاء المتصدرون للمشهد حولهم كي يدركوا ما يحيط بنا من مخاطر وأهوال في الداخل والخارج من جماعات إرهابية بإسم الدين راحوا يقتلون ويسفكون دماء الأبرياء من المدنيين حتى الأطباء منهم ، تحت راية سوداء كتبوا عليه " لا إله إلا الله محمد رسول الله "   

ألم ير ويتدبر مثيري تلك الفتن والإضرابات عن العمل بين أبناء المهن الواحدة ، بما وهبهم الله من عقل وعلم وأنعم عليهم بشرف المهنة كي يميزوا بين من قدموا ولا زالوا يقدمون أرواحهم رخيصة وينزفون دمائهم الطاهرة ، كل يوم وساعة في سبيل الدفاع عن الأرواح والشرف والوطن دون مطالب ، وبين مطالبهم المادية الزائلة بزوال طالبها من الحياة ولا يتبقى سوى العمل الصالح كي يُجز عليه من رب العالمين يوم الحساب .

    - أسرة تحرير أفراح اليوم تدعوا كل الشرفاء الحقيقيين من أبناء مصر - الأطباء والصيادلة-  الرافضين عدم الإنزلاق إلى تلك المهاترات في الوقت الراهن على الأقل ، بينما هناك شهداء وقتلى وجرحى ومرضى يسقطون كل يوم ولحظة بلحظة  ، هم أقرب الناس اليهم بحكم المهن التي يمارسونها .  

ندعوكم بإسم رب الديانات السماوية الثلاث بألا تنساقوا خلف من نصّبوا أنفسهم بأمراء الجماعةفي الماضي القريب ، حتى لا يأتي يوم الندم ،كما فعل من إرتد اليه صوابه منهم بعد يوم 30 يونية 2013م وأعادت اليهم ثقتهم بالله وبأنفسم والوطن .  
وأعلموا أن ما تدعو اليه نلك الفئة المارقة تحت شعار براق " الإطباء والصيادلة أيد واحدة ضد الحكومة " كلمة حق يراد بها باطل وإنها لدعوة فاشلة، وعما قريب ستفتح ملفاتهم من تجاوزات مهنية وأخلاقية إرتكبوها في حق المجتمع والدولة وشرف المهنة .
 وإن غدا لناظرة لقريب .