*زمن الصمت قد إنتهى
ونحن أمام المحك الفارق
لمستقبل مصر
* "هيكل" حقيقة
صحفية لا يمكن إنكارها
وحان وقت المكاشفة
*الإنتخابات الرئاسية آخر
المحطات
و" حمدين"
متلهف على
(زواج الأرملة ) .
أجرى الحوار:
عبد الرحمن مدني
الإتحاد العربي للصحافة الإلكترونية
أتحاد المدونين العرب
** الدكتور رفعت
لقوشة المفكر السياسي ، وكما هو معروف عنه
، أول من تحدث عن أزمة "النخبة" منذ عام 2008م وثورة 25 يناير وحتى
يومنا هذا في العديد من كتاباته وأحاديثه التلفزيونية ، حيث كان يحذر من التأثير السلبي لتلك النخبة على
مسار الثورة ، وكان يكرر دائماً أن الثورة لم تلتق برجالها الكبار ، وفي حديث للكاتب
الكبير الأستاذ حسنين هيكل المنشور مؤخراً بجريدة " المصري اليوم " بعددها الصادر 27 سبتمر الجاري بدأ " هيكل
" متوافقاً مع الأفكار التي أطلقها الدكتور لقوشة سلفاً..
لذلك كان لزاماً
علينا إلقاء المزيد من الضوء على ما دار بخاطر وعقل المفكر السياسي الدكتور رفعت
لقوشة حول ما جاء في حوار الاستاذ هيكل .
هيكل يقر بأزمة النخبة
س 1 / كان لديك دائما إحترام وتقدير للإستاذ هيكل ، ولكن كان لديك أيضاً تحفظ على مقترح له ، وقبل ثورة 25 يناير بتشكيل مجلس يلعب دوراً في "هيكلية الحكم" بجوار مبارك . . أليس كذلك ؟!
هيكل يقر بأزمة النخبة
س 1 / كان لديك دائما إحترام وتقدير للإستاذ هيكل ، ولكن كان لديك أيضاً تحفظ على مقترح له ، وقبل ثورة 25 يناير بتشكيل مجلس يلعب دوراً في "هيكلية الحكم" بجوار مبارك . . أليس كذلك ؟!
ج : ملا حظتك
صحيحة . . فأنا أحمل إحترام وتقدير للأساذ هيكل ، فهو حقيقة صحفية ، والحقائق لا
يمكن إنكارها ولا يجوز ، لكن كان لي ـ بالفعل ـ تحفظ على مقترحه آنذاك وكان من بين
أسباب التحفظ . . أن الأستاذ هيكل إقترح أسماء لعضوية المجلس ، وكان رأي أن هذه
الأسماء لا تضيف شيئاً ولا تقدر على أن تضيف شيئاً مع كل التقدير لأشخاصها ، اللهم
إلا لصداقة تجمعهم بالأستاذ هيكل ، فهذه الأسماء تأتي من غرفة نخبة " مأزومة
" . . فماذا تضيف نخبة مأزومة ؟! ، لا تضيف شيئاً . . فكل من ينتمي اليها
يعيش بأنبوبة الأكسجين الإعلامي وإذا حرمته منها ، لفظ أنفاسه .
س 2 / الأستاذ هيكل أقر أخيراً وفي حواره بأزمة "
النخبة" ، وبأن ثورة 25 يناير لم تلتق برجالها الكبار . . هل أسعدك ذلك ؟
ج : بالتأكيد . .
فلقد حان وقت المكاشفة ، وأكون صريحاً معك . . طالما هذه النخبة حاضرة في المشهد
السياسي والمشهد الإعلامي وفي مواقع مؤثرة في مؤسسات الدولة ، فإن المرء عليه أن
يتوقع مزيد من الأزمات التي قد تعوق حركة مصر على الطريق نحو المستقبل ونحو
الإستقرار ، فهذه النخبة ـ في حد ـ ذاتها هي مشكلة بدون حل . . بل وأضيف لا حل لها
.
س 3 / هذا يأخذني
ـ وقبل أن أطرح عليك سؤال أثاره حوار الأستاذ هيكل إلى أن أسألك . . ألم يكن في
المشهد السياسي بعد ثورة 25 يناير أي رجل يوصف بأنه " رجل كبير" إلتقت
به الثورة ؟
ج : على الإطلاق ،
فكلهم ـ وبدون إستثناء ـ لم يستقر في قناعتهم بأن ماحدث في 25 يناير كان ثورة . .
ولم يرغبوا ولو أمام أنفسهم في الإعتراف بها كثورة ، ولكنهم تعاملوا معها
بإعتبارها حادث طريق ، أودى بحياة الزوج واستبقى الأرملة وكلهم ذهبوا اليها طمعاً
في طلب يدها . . فكلهم تعاملوا مع الحدث بإعتباره " إنتقال سلطة "
وأسرعوا لإقتناصها , ولذلك . . فإن ماجرى في 25 يناير ، سوف يبقى في التاريخ . .
قصة معنونة بـ " ثورة " ولكن كان للقصة عنواناً آخر هو " زواج
أرملة "
لم يعترفوا بها كثورة خشية عجزهم
س 4 / مجرد سؤال تقاطعي ـ قلت أنهم لم يرغبوا ولو أمام أنفسهم بالإعتراف بـ " 25 يناير " كثورة . . لماذا لم يرغبوا ؟!
س 4 / مجرد سؤال تقاطعي ـ قلت أنهم لم يرغبوا ولو أمام أنفسهم بالإعتراف بـ " 25 يناير " كثورة . . لماذا لم يرغبوا ؟!
ج : لو إعترفوا
أمام أنفسهم بأنها " ثورة " لأعترفوا بتبعاتها وبالمهام الكبيرة التي
تنتظرها وفي مقدمتها بناء دولة جديدة بتمر بمصر في القرن الحادي والعشرين كقوة
إقليمية كبرى في المنطقة ، وهذه التبعات والمهام تتجاوز ـ بكثير . . بكثير ـ إمكاناتهم وقدراتهم ، ومن ثم . . لو إعترفوا بها
كثورة لأعلنوا ـ بالتبعية ـ عجزهم وإفلاسهم وهو ما لم يرغبوا في الإعلان عنه .
س 5 / الثورة لم
تلتق برجالها الكبار . . هل هذا ينطبق ـ أيضاً ـ على السيد / حمدين صباحي ؟
ج : نعم . . بالتأكيد
.
س 6 / ولكن
الأستاذ هيكل قال في حواره عن السيد حمدين صباحي وفي معرض إجابته على سؤال يتعلق
بالمرشحين لرئاسة الجمهورية ، قال " أعتقد أنه مؤهل " . . فما هو تعليقك
؟
ح : الأستاذ هيكل
لم يقدم مبرراً واحداً للرأي العام وفي حواره . . يزكي به إنحيازه للسيد / حمدين
صباحي ، فلقد قال بالنص في حواره " " صباحي صديق " ، ولكن صداقة
أحدهم للأستاذ هيكل لا تعني إنه قد أصبح مؤهلاً لرئاسة الجمهورية ، وإلا كانت
صداقة البعض للموسيقار محمد عبد الوهاب تمنحهم رخصة التأهل للغناء . . !!!!! ،
وقال هيكل ايضاً وفي نفس الحوار بنص كلماته " حمدين صباحي رجل ذو إتجاه سليم
، فأنا رجل مؤمن جداً بتجربة عبد الناصر " ، ومن حيث المبدأ . . فإن الناصرية
لا تمنح أحد حيثية التأهل لرئاسة الجمهورية وإدارة الدولة ، فعبد الناصر سوف يبقى
ـ قيمة وقامة ـ في التاريخ بكل ماله وعليه
. . وهو ملك لشعبه ولأمته وللإنسانية ، وهو مثل كل رجال التاريخ ـ لم يخلف
ورائه عباءة يرتديها أحد كحيثية تأهل للقصر الجمهوري .
رجال التاريخ لا ورثة لهم
س 7 / أتوقف معك عند هذه النقطة ، فلقد كتبت سيادتك منذ فترة تقول " إن المسافة بين التي تفصل بين جمال عبد الناصر وحمدين صباحي هي سنة فلكية وتزيد ، ولا تقطعها سيارة مكشوفة تتقدمها عربة " نص نقل " . كيف ترى العلاقة بين عبد الناصر وحمدين صباحي ؟
س 7 / أتوقف معك عند هذه النقطة ، فلقد كتبت سيادتك منذ فترة تقول " إن المسافة بين التي تفصل بين جمال عبد الناصر وحمدين صباحي هي سنة فلكية وتزيد ، ولا تقطعها سيارة مكشوفة تتقدمها عربة " نص نقل " . كيف ترى العلاقة بين عبد الناصر وحمدين صباحي ؟
ج : دعني أكون
صريحاً معك . . حمدين صباحي يتعامل مع عبد الناصر ، كما يتعامل ورثة سيد درويش مع
سيد درويش ، فورثة سيد درويش بقومون بتحصيل حق الأداء العلني لمؤلفات " الجد
" . . وهذا حقهم ، والسيد /حمدين صباحي يرغب في تحصيل حقوق الأداء العلني من
هنا وهناك لنضال " الزعيم " وهذا ليس حقه ، فرجال التاريخ لا ورثة لهم
ولا يتركون من خلفهم ـ وكما قلت لك ـ
عباءة يرتديها أحدهم . . خاصة عندما تكون المسافة بينه وبين " أحدهم
" سنة فلكية وتزيد ، ودعني أكون أكثر صراحة . . فإن ما يقوله حمدين صباحي عن
عبد الناصر هو ما يقوله أي مواطن بسيط محب لعبد الناصر مع فارق بسيط وهو أن هذا
المواطن البسيط لا يسعى إلى تحصيل حق الأداء العلني ولم يدعى أنه " مؤهل
" لرئاسة الجمهورية . . !!! ، فالسيد
حمدين كل ما لديه ليقوله عن عبد الناصر . . هو أنه كان بطلاً وكان قومياً وكان
محباً للفقراء . . الخ وهو ما يقوله أي مواطن بسيط محب لعبد الناصر ، فالسيد /
حمدين لا يملك عمقاً فكرياً في تحليل
تجربة عبد الناصر أو في تحليل غيرها ، ولذلك فهو يردد دائماً أنه يستخدم لغة
المواطنين البسطاء في الشارع ، وهو لا يفعل ذلك تودداً إلى المواطنين البسطاء فحسب
ولكنه يفعل ذلك ـ أيضاً ـ لإعفاء نفسهه وأمام الرأي العام من أي تعمق في المسائل
المطروحة عليه . . فهي مجرد حيلة هروبية .
س 8 / هل المعرفة
أحد شروط التأهل لرئاسة الجمهورية ؟
ج : بالتأكيد . .
وإلا فإن على رئيس الجمهورية أن يدير
الدولة من المقهى المجاور للقصر الجمهوري ، ودعني أذكرك بشئ . . عندما سألوا السيد
/ حمدين عن وجهة نظره في كيفية التعامل مع إشكالية " سد النهضة "
الأثيوبي ، كانت وجهة نظره هي أن يتم منع سفن كل الدول التي تساهم ـ أوتساهم شركاتها ـ في تمويل وبناء السد ، من المرور في قناة
السويس ، وإذا أخذنا بوجهة نظر سيادته . . فإن مصر تكون قد أعلنت الحرب ـ ووفقاً
لمعاهدة القسطنطينية ـ على العديد من الدول ومن بينها الولايات المتحدة والصين
وإيطاليا . . فهى دول تساهم في بناء السد ، ويبقى السؤال : هل هذه وجهة نظر يحملها
شخص يوصف ـ كما قال الأستاذ هيكل ـ بأنه " مؤهل " لرئاسة الجمهورية ؟! ،
وسؤال آخر : وهل شخص يجهل معاهدة تتعلق بممر مائي يشق أراضي دولته يصير مؤهلاً ـ
كما يدعي ويدعي له غيره ـ لرئاستها ؟! وكلها أسئلة يبدو الأستاذ هيكل مدعواً
للإجابة عليها ، ولعلي أضيف ـ وفي معرض إجابتي على سؤالك : أن رئيسة صندوق النقد
الدولي ـ وهي فرنسية الجنسية ـ قد وصفت السيد/ حمدين بأنه رومانسي حالم ، وهو وصف
لا يسعد صاحبه ، فهذا الوصف ـ وبإيماءات الثقافة الفرنسية ـ يعني أن صاحبه خارج
الإطار المعرفي ولا يرى إلا نفسه .
هيكل لم يبرر موضوعيا لتحيزة
س 9 / بالعودة إلى حوار الأستاذ هيكل . . الم تجد على الإطلاق أنه قدم حيثية واحدة يبرر بها مقولته عن السيد / حمدين . . بأنه مؤهل ؟
س 9 / بالعودة إلى حوار الأستاذ هيكل . . الم تجد على الإطلاق أنه قدم حيثية واحدة يبرر بها مقولته عن السيد / حمدين . . بأنه مؤهل ؟
ج : على الإطلاق .
. فلقد ذكر إنه صديق ولقد علقت على ذلك ، وذكر أنه له هوى ناصري وعلقت على ذلك ،
وما عدا ذلك . . فما أضافه يثير مراجعة ويسوق تناقضاً ، فلقد قال في حواره "
المشكلة حتى هذه اللحظة إني لا أرى أحداً
في الأفق يمسك بالخيوط ثم يحاول ترجمة الأماني إلى واقع حقيقي وبرنامج عمل "
ـ وهكذا ـ فإذا كان لا يرى أحداً في الأفق . . فكيف رأى السيد / حمدين "
مؤهلاً" ؟!!! ، ومن المؤكد أنه رأى
الحاجة في طلب تأييد الجماعة ودعمها له في الإنتخابات الرئاسية واعتذرت "
الجماعة " عن التأييد ولكنها لم تتردد في الدعم بـ " نفحة مالية "
، فهل كل هذا يجعله " مؤهلاً " ؟!!!
وقبل ذلك كله . .
فمن المؤكد أن الأستاذ هيكل قد يتذكر أشياء أخرى في سبعينيات قرن مضى وفي العقد
الأول من قرن حالي ، في السبعينيات رأى مناظرة السيد/ حمدين ( وكان رئيساً لإتحاد
طلاب كلية الإعلام ) مع الرئيس السادات ، ولكن الأستاذ هيكل يعلم يقيناً ـ كما
يعلم الجميع ـ إن إنتخابات إتحادات طلاب الكليات في السبعينيات كانت تحت السيطرة
الكاملة للقبضة الأمنية ، وبالتالي . . يحق للمرء أن يستنتج أن رؤساء إتحادات
الكليات كانوا ـ أيضاً ـ تحت سيطرة القبضة وقادمون من بين أصابعها ، وهوإستنتاج يبدو
منطقياً ويقود ـ وبالمنطق أيضاً ـ إلى غيره . . وهو ، إن هذه المناظرة لم تك سوى
تمثيلية ولا أنكر على السيد/ حمدين أداؤه التمثياي فلقد كان جيداً ، ولعل ذلك هو
الذي رشحه ـ فيما بعد ـ للقيام بأدوار سينمائية في بعض الأفلام ، ولكنه لا يصلح
لكي يرشحه كـ " شخص مؤهل " لرئاسة الجمهورية .
س 10 / كان هذا في
السبعينيات . . فماذا عن العقد الأول في القرن الحالي ؟
ج : في العقد
الأول من القرن الحالي ، كانت هناك في عام 2005 إنتخابات برلمانية وفاز فيها السيد/ حمدين بمقعد في مجلس
الشعب ، وعندما نعود إلى الوراء ونقلب
صفحاته ،فلسوف نكتشف أن التصويت الإنتخابي في هذه الدائرة والذي حاز ثقل الإغلبية
جمع بين إسمين . . إسم السيد / حمدين كمرشح " فئات " وإسم مرشح الحزب
الوطني " عمال " ، فلقد كان هناك إتفاق بين السيد / حمدين وبين الوطني ،
وفي هذه الإنتخابات قام ـ وكما نشرت الصحف ـ قام مسئول من السفارة البريطانية بزيارة خاصة للسيد / حمدين في دائرته ، وعلى حد
علمي . . فإن بريطانيا كانت تكره عبد الناصر حتى آخر يوم من عمره ( وأعتقد أن
الإستاذ هيكل شاهد على هذه الكراهية ) ، فكيف أحبت بريطانيا من يحاول إرتداء
عباءته ؟ !
س 11 / ولكن . .
السيد / حمدين ومن معه يرددون انه قد جرى تزوير ضده في إنتخابات 2010 ؟!
ج : ليس هذا
صحيحاً ، ففيما قبل إنتخابات 2010 كان احمد عز قد أحكم سيطرته على الحزب الوطني
وقرر ـ لسبب أو آخر ـ التخلي عن بعض التحالفات القديمة وغير المنتمية للحزب الوطني
والتي نسج خيوطها الحرس القديم في الحزب ، ولذلك ففي دائرة السيد / حمدين صباحي ،
قام بتحويل صفة مرشح الحزب ( والذي كان توأم السيد / حمدين في الصوت الإنتخابي في
عام 2005 ) من " عامل " إلى " فئات " ، وبالتالي . . صار من
المستحيل ان يحصل السيد / حمدين على أصوات الحزب الوطني في الدائرة . . كما جرى في
إنتخابات 2005 ، وليخسر ـ بالتالي ـ الإنتخابات ، ولم يستطع السيد / حمدين أن يقدم
أدلة أو قرائن على التزوير ، فالأمر ببساطة . . إنه كانت هناك صفقة بين السيد /
حمدين والحزب الوطني في إنتخابات 2005 ، وقام الحزب الوطني بإبطال الصفقة وإلغائها
في عام 2010 ، لآ أكثر ولا أقل .
س 12 / إذن . . لم يقدم الإستاذ هيكل أي مبرر لوصفه
السيد/ حمدين بأنه " مؤهل " ؟!
ج : بالتأكيد . .
لم بقدم مبرراً واحدأ يبرر بها وصفه له بـ " المؤهل " لذا كان من واجبه
أن يقدم مبرراته الموضوعية إلى الرأي العام ، ويحضرني هنا موقف الرئيس الفرنسي
الأسبق " جاك شيراك " والذي ينتمي إلى معسكر اليمين ، عندما أعلن تأييده
في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة لمرشح الحزب الإشتراكي . . فلقد قدم مبرراته
الموضوعية إلى الرأي العام وأخضعها للنقاش .
لكن ـ مرة أخرى ـ
فإن الأستاذ هيكل لم يقدم ـ من ناحية ـ مبررات موضوعية وبات مدعواً لتقديمها ،
وصمت ـ من ناحية أخرى ـ عن مبررات موضوعية تنزع تماماً ـ صفة " الشخص المؤهل
" عن السيد / حمدين صباحي واظن أن زمن الصمت قد إنتهى . . فنحن أمام المحك
الفارق لمستقبل مصر في القرن الحادي والعشرين ، ونحن أمام ثورة بتبعات ومهام ولسنا
أمام فيلم من أفلام المقاولات بعنوان " زواج أرملة " . . فمصر لا ينبغي
أن يكون لها إلا ما تستحقه .
واسمح لي أن
أستطرد قليلاً . . فالأستاذ هيكل يعلم جيداً أن الشخص " المؤهل " لا بد
وأن تسبقه سيرته المهنية ، فما هي السيرة المهنية للسيد / صباحي ، والأستاذ هيكل
هو أكثر من يعلم بشفافية جمال عبد الناصر في الأمور المالية حتى آخر أنفاسه في
دنياه ، وأثق أن سيادته يوافقني تماماً على أن من يحاول إرتداء عباءة عبد الناصر
ينبغي ـ هو الآخر ـ أن يكون شفافاً في الأمور المالية ، ولذلك . . فإن السيد/
حمدين مدعو ـ وأرجو أن يقنعه بذلك الأستاذ هيكل ـ للإجابة على أسئلتي اليه والتي
حملتها مقالات صحيفة لي وتقول : كم تكلفت حملته الإنتخابية الرئاسية ؟ وما هي
مصادر تمويلها ؟ وما هي أوجه إنفاقها ، وحتى تاريخه لم أتلق ولم يتلق ـ الرأي
العام ـ إجابة على هذه الأسئلة ، ومن امؤكد أن الصمت لا يجعل منه " شخصاً
مؤهلاً " .
حمدين وزواج الأرملة
س 13 / لقد كتبت إحدى الصحف تصف السيد / حمدين بأنه " نسخة جديدة من زعامة عبد الناصر" . . فما تعليقك ؟
س 13 / لقد كتبت إحدى الصحف تصف السيد / حمدين بأنه " نسخة جديدة من زعامة عبد الناصر" . . فما تعليقك ؟
ج : لقد قرأت ذلك ـ
بالفعل ـ في إحدى الصحف التي يرأس تحريرها
أحد أصدقاء السيد/ حمدين وكان ذلك في عددها بتاريخ 16/9/2013 ، ولقد أفردت الصحيفة
في هذا العدد صفحات عن مرشحي الرئاسة ، بينما الإنتخابات الرئاسية هي آخر محطات
خارطة الطريق والتي مازلنا في إحدى محطاتها الوسيطة وهي " ترميم
الدستور" وعلى مايبدو . . فإن السيد / حمدين متلهف على " زواج الأرملة
" ومن حوله متلهفون على ممتلكاتها ، ودعني ـ هنا ـ أستعيد شيئاً جرى قبل 30
يونية وكشفت عنه في حينه . . جرى إنه كانت هناك تفاهمات وإتفاقات بين البعض في
التيار الشعبى والبعض في "جماعة الإخوان" على قسمة المناصب بنسبة أو
بأخرى ، ووصل الأمر إلى تحديد قواعد للقسمة بمثال " محافظ من عندكم ونائب
المحافظ من عندنا " ، و " محافظ آخر من عندنا ونائب المحافظ من عندكم
" . . الخ
وما نشرته الصحيفة
لا يستثير عندي ـ فقط ـ قصة زواج الأرملة " ولكنه يرسل لي بإشارات ترتب لشئ .
. وربما من خارج الحدود ، وتذهب الترتيبات في تقديري إلى تفجير خارطة الطريق (
وسوف يتم ذلك من خلال الدعوة إلى دستور جديد ) ، ومع تطاير شظايا التفجير تتحرك
قوى ـ داخلية وخارجية ـ للضغط في إتجاه إجراء إنتخابات رئاسية عاجلة ، وعندما
يتسلم القصر الجمهوري شخص " مؤهل " سوف يقوم بدوره بتسليم مصر إلى مجلس
وصاية إقليمية ـ دولية ن ليقوم المجلس بإدارة البلاد . . بينما يقوم سيادته بتحية
الجماهير في سيارة مكشوفة تتقدمها عربة " نص نقل " .
لم أنسى الجملة
التي جاءت في الصحيفة وحملها سؤالك وتصف السيد / حمدين بأنه " نسخة جديدة من
زعامة عبد الناصر " ولا أجد الجملة صحيحة بالمرة ولا محل لها من الإعراب ،
ولكن إذا كان البعض يستهويه مثال النسخ ، فإنني أعتقد أن الجملة الصحيحة هي "
حمدين صباحي هو نسخة مزورة من زعامة عبد الناصر "
حمدين نسخة مزورة
س 14 / هل هناك كلمة أخيرة تريد أن توجهها إلى الأستاذ هيكل ؟
س 14 / هل هناك كلمة أخيرة تريد أن توجهها إلى الأستاذ هيكل ؟
ج : نعم . . وأكرر
فيها ما قلته في بداية الحوار . . إنني أحمل له كل التقدير والإحترام فهو جدير
بهما وهو حقيقة صحفية لا يستطيع أن ينكرها أحد ، واضيف . . إنه كان له إنتقادة وفي
الحوار للأداء الصحفي ، وأرى أنه يعزز إنتقاده ويصدق عليه ما قامت به إحدى الصحف
في عددها 26/9/2013 ، فلقد نشرت حواراً مع أحد كبار المؤرخين والذي قال في الحوار
ـ نصاً ـ " الشخصيات السياسية القائمة محروقة سلفاً وهم من صنعوا جبهة
الإنقاذ وكانوا على الساحة ومرشحين للرئاسة " ، ولكن الصحيفة وفي الحوار
المنشور أضافت على لسانه فقرة لم بنطق بها ، وتقول " وبالنسبة للمقارنة بين
السيسي وعبد الناصر فالأقرب هو حمدين صباحي " ، وفي إتصال تليفوني بيننا
أبلغني بأنه إتصل بالصحفية غاضباً من كلمات لم يقولها ولم ينطق بها لسانه ، وهي
واقعة تعزز ـ مرة أخرى ـ إنتقاد الأستاذ هيكل للأداء الصحفي ، فهناك صحيفة أخرى
دأبت على نشر أخبار لقاءات السيد / حمدين لوزراء الخارجية وبالسفراء ، ثم يكتشف
القارئ وفي نص الخبر أن مصدرها هو البيانات الصادرة من التيار الشعبي !!! ولا توجد
صورة واحدة تجمعه بوزير أو سفير !!!.
وأتمني للأستاذ
هيكل ـ وفي عيد ميلاده التسعين ـ المزيد من سنوات العمر ممتداً والمزيد من أكليل
الصحة موفوراً والمزيد من دفق العطاء متصلاً ، وكل عام وهو بخير .
0 تعليقات