اخر الاخبار متحرك

مقال - لوكنت مكان الدكتور مرسي

لوكنت مكان الدكتور مرسي
بقلم
فاروق جويده
fgoweda@ahram.org.eg
** لو كنت مكان الدكتور مرسي ولاحت أمامي ظلال النهاية مع السلطة لوجهت كلمة قصيرة الي المصريين واسدلت الستار علي هذه القصة متمنيا للشعب المصري كل التقدم والازدهار 
لو كنت مكان الدكتور مرسي لقلت للمصريين لقد شرفت بأن اكون رئيسا لمصر العريقة وشعبها العظيم عاما كاملا اخطأت فيه واصبت وارجو ان تغفروا اخطائي وتحفظوا ما كان لي من الحسنات وأسأل الله ان يسامحنا جميعا.
.لو كنت مكان الدكتور مرسي لشرحت لشعبي قبل أن أودعه كيف تعرضت لضغوط رهيبة من مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان المسلمين وكثيرا ما ارتعشت يداي وانا اوقع قرارا او اصدر امرا وانا اعلم ان هناك من يمسك بيدي ويسكت قلمي.. لو كنت مكان الدكتور مرسي لاعترفت أمام الجميع ان هناك عددا من الأشخاص كانوا وراء مأساتي في الحكم وان الانتماء لجماعة دعوية أو دينية أو فكرية يمكن ان يتحول الي قيد ثقيل علي صاحب القرار ولا يتناسب ابدا مع امانة المسئولية..كان زعماء الجماعة يحاصرونني في كل مكان.. ويتسابقون في الوصول الي كراسي السلطة ونسوا ان السلطة طريق لازدهار الشعوب وليست طريقا لجني المكاسب وجمع الثمار.. لو كنت مكان الدكتور مرسي لاعترفت صراحة امام الشعب وانا اترك مكاني راضيا إنني أخطأت في اختيارات كثيرة لم تكن علي مستوي القرار والمسئولية وان نشوة السلطة افقدتني في احيان كثيرة شيئا من التواضع كنت دائما اعتز به وان العناد في إدارة شئون العباد خطيئة كبري لأننا لا نعاند علي ارث تركه لنا الآباء ولكنها مصائر الشعوب واقدار الأوطان.. لو كنت مكان الدكتور مرسي لسمعت صرخات شباب مصر وشيوخها ونسائها يوم30 يونيو ونزلت اليهم وصرخت معهم معترفا بأخطائي مطالبا بالإصلاح تاركا القرار لمن هم اقدر مني.. لو كنت مكان الدكتور مرسي لأعلنت انسحابي من المنصب بكل الكبرياء والترفع وقبل ان تسيل نقطة دم واحدة في رابعة العدوية او جامعة القاهرة او طريق النصر, لأن دماء ابنائنا اهم واعظم من كل المناصب والألقاب.
انها لحظة صدق مع النفس واعتراف بالخطأ, ولكن للأسف الشديد بعد فوات الأوان.

إرسال تعليق

0 تعليقات