حقيقة أم خدعة كبرى ؟!
بقلم
عبد
الرحمن مدني
لقد
وقعت شعوب الأمة العربية بكاملها في شراك كبير نصبه لها أعداء البشر من تجار السلاح ودعاة
الحروب وجهابزة السياسة الغربيون من قديم
الأزل فالشعب العربي ومنطقة الشرق الأوسط الكبير كما أطلق عليها المستعمرين الجدد بأسرها
أصبحت تعيش فوق صفيح ساخن يتقلبون ويتشوّون كالأسماك وهم يلعبون عليها كالوحوش
الضارية على أمل الإمساك بفرائسهم الواحدة تلو الأخرى . . لقد فكر وفكر وفكر كثيراً ( اعداء
البشرية والحياة وتجار السلاح ) كيف يتم صناعة هذا الربيع كي يدخلوننا في دوامة الصراع إلى مالا نهاية مع بعضنا البعض بصرف
النظر عن الدين أو العقيدة
فالدين لله والأوطان للجميع . . لقد حدث ما حدث حتى أصبحت شعوبنا منهكة
منبطحة بعد أن خارت قواها ولا حول لها ولا قوة خاصة بعد ما نجح أعداء السلام في
إستثمار أحداث ما أطلقوا عليه بالربيع العربي كمرحلة ثانية لشغل الشعب العريي عن القضية الفلسطينية بعد أن نجح صقور البيت الأبيض الأمريكي عهد بوش الإبن وحلفاؤه من الأوروبيين والصهيونية
العالمية من القضاء على ألد أعدائها( صدام ) ومن ورائه شعب العراق بأكملة وجعلوه يعيش في دوامة الصراعات المذهبية والعقائدية
والحدودية حتى يومنا هذا وبعدها راحوا يولّون قبلتهم نحو شعب ليبيا المسالم ومن قبلها اليمن الشقيق وتونس الخضراء وأخيرا محاولاتهم
المستميتة لهدم الشعب السوري الصامد على الحدود مع إسرائيل بزرع الفتن والفرقة والمؤمرات بين أبناء الشعب الواحد هذا شيعي وهذا علوي وهذا . .وهذا ولا
زالت الدائرة تدور هناك وعلى التوازي بين شعب البحرين والكويت تلك الأيام . . وللحقيقة فإن " الربيع
العربي " ليست حقيقة بل هي خدعة كبرى من صنيعة أعداء البشر من تجار السلاح ودعاة
الحروب ولا يبقى سوى كلمة أخيرة نوجهها لمن يملكون لعبة السياسة بمختلف إنتماءاتهم في بلدانهم والوجهاء وحكام العرب سواء كانوا
ملوكا أو سلاطينا أم رؤساءاً قدامى أو جدد ممن قذفت بهم ما يسمى برياح " الربيع العربي " إلى مقاعد السلطة . . عليهم جميعاً أن يتقوا الله أولا في أنفسهم والإنتباه لما يدور حولهم من
غليان وأن يتعاملوا بحذر مع المتربصين بأمتنا العربية في الداخل والخارج وألا ينكفؤا
على كراسيهم وما ملكت أيديهم من ملكوت الله وحدود مصطنعة وثروات زائلة وبشر وأن يعملوا
بما أوصانا به خالق الكون في قوله تعالى : وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأذكروا
نعمة الله عليكم . . ( صدق الله العظيم ) وأن يعكفوا على تحقيق مطالب شعوبهم وما ينشدونه
من عيش وحرية وكرامة وعدالة إنسانية حتى لا يجرفهم التيار ويصبحوا على ما فعلوا نادمين
حيث لا ينفع الندم .
0 تعليقات