اخر الاخبار متحرك

مصر - مقال : رسالة عاجلة إلى المجلس العسكري الحاكم

رسالة إلى المجلس العسكري الحاكم
هؤلاء المفسدون في الأرض
 أضربوا على أيديهم . .
ولآ تأخذكم بهم شفقة ولا رحمة
بقلم
جابر مدني
إن أحداث ماسبيرو التي وقعت مؤخراً شيئ محزن ومآساة مؤسفة بكل المقاييس سوف تجر البلاد إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباة إذا إستمر الحال هكذا كما هو عليه الآن بل وقد تؤدي بالبلاد إلى الهاوية ( لا قدّر الله) . . وإنني أستطيع أن أجزم كمراقب عن كتب بأن وراء تلك الأحداث كل من نادى بإلغاء قانون الطوارئ والمطالبة برجوع الجيش إلى ثكناتهم . .
كيف يتم ذلك في ظل تلك الأحداث المتلاحقة التي تمر بها البلاد هنا وهناك وفي كل يوم بلا هوادة . . كيف نطالب بإلغاء قانون الطوارئ الذي إنشئ خصيصاً لمواجهة مثل تلك الحالات من الأنفلات الأمني وعبث العابثين من البلطجية وأصحاب المصالح من أزناب العهد البائد بعد أن نجحوا هم وأعوانهم من البلطجية في أسقاط الجهاز الأمني للدولة . . فهل وجدوا البديل لتولي مسئولية تسيير شئون البلاد والعباد بدلاً من المجلس العسكري ؟!. . إن هؤلاء يعلمون علم اليقين لولا وقوف الجيش المشرف ما نجحت ثورة 25 يناير الخالدة بشهادة العدو قبل الصديق . . إن كل من يطالب برجوع الجيش إلى ثكناته قبل أن تستقر الأوضاع في البلاد آثم قلبه بل ويحق محاسبته ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى للوطن ولأبناء الشعب لأن هؤلاء لا يهمهم مصر ولا أمن مصر من قريب أو بعيد بقدر ما يبغونه من وراء ذلك من تحقيق مصلح فردية شخصية وأطماعهم الرخيصة .
نعم لقد أخطأ المجلس العسكري عندما فتح الباب على مصراعيه لتشكيل هذا الكم الهائل من الأحزاب الكرتونية تحت دعاوي الحريات وممارسة العمل السياسي في ظل عدم إكتمال المنظومة الأمنية وتعافيها للتصدي لبلطجية النظام ومحترفي إرهاب الناخبين كما كان في العهد البائد ولا قينا على يدهم ما لا قيناه من تزوير لإرادة الشعب وإهدار كرامته لصالح فلول الحزب الحاكم على مدى 5 دورات إنتخابية لم تتقدم فيها البلاد خطوة واحدة هبط خلالها سعر الجنيه المصري إلى الدرك الأسفل بالنسبة لسائر العملات العربية والأجنية وعلى رأسها الدولار الأمريكي .
ألا كان من الأصوب في مثل تلك الظروف العصيبة تشكيل مجلس إئتلافي مؤقت من شباب الثورة والقيادات السياسية المشهود لها بالنزاهة والمواقف الوطنية لتسيير الأمور بجانب المجلس العسكري وللإدلاء بالرأي والمشورة تجاه ما يتخذ من قرارات بهدف التعرف على مدى قبولها أو رفضها من جانب الرأي العام ؟!.
لقد أخطأ المجلس العسكري أيضاً عندما أطلق كامل الحرية وبلا حدود لكل هذه السلفيات والعلمانييات التي لم نسمع عنها من قبل إلى جانب الإخوان المسلمين ( المحظورة ) في العهد البائد وغيرهم من أصحاب الدعوات التي لآ أنزل الله بها من سلطان لكي يرتدوا ثياب الثورة ويتظاهروا بالمدافعين عنها مستخدمين في ذلك كل الوان الدهاء والمكر ، والثورة منهم براء طامعين في تولي حكم مصر العظيمة وهم جاهلون بكل أمور السياسة وخباياها وألف باء ديمقراطية.
الآن وبعد أحداث ماسبيرو التي وقعت مساء يوم الأحد الدامي 9 اكتوبر الشهر الجاري وراح ضحيتها 25 قتيلاً و 329 مصاباً بينهم عدد من رجال قواتنا المسلحة . . ألا حانت اللحظة الحاسمة للمجلس العسكري وحكومة الدكتور عصام شرف إبن ميدان التحرير لكي يضعوا كل هؤلاء في جحورهم ومحاكمة كل من له صلة أو الوقوف وراء أحداث شغب هنا وهناك بالخيانة العظمى وتوقيع أقصى عقوبة من خلال تطبيق " قانون الغدر " الذي بات الشرفاء يحلمون بتطبيقة ليأمنوا على أرواحهم وأموالهم تجنباً من جر البلاد نحو مزيد من الفتن والوقيعة بين الجيش والشعب ؟!.
تحركوا أيها السادة يحفظكم الله ولا تأخذكم بهم شفقة ولا رحمة بالضرب على أيدي العابثين من هؤلاء الخونة وأعوانهم الذين راحوا يصولون ويجولون في كل ربوع الوطن وفضائياته ويعملون لأجندات خارجية لخراب البلاد ودمارها على غرار ما حدث ولا زال يحدث بالعراق الشقيق وليبيا واليمن ويسعون للتدخلات الأجنبية بعد الوقيعة بين أبنائها بدعوى إنقاذ البلاد .

إرسال تعليق

0 تعليقات