بمناسبة مرور 59 عاماُ على ثورة 23 يوليو52
جمال عبد الناصر عاشق التدوين
لقد كانت رغبة "جمال عبد الناصر" شديدة فى أن يعرف بنفسه كل شىء ، ويمكننا تتبع ذلك فى قراءاته واهتماماته الفكرية خلال أهم فترات حياته ، وكذلك فى نوعية الشخصيات التى كانت مثاراعجابه ، والتي كان لها بالتالي تأثيركبيرعلى تفكيره فى ظل الظروف الدولية والعربية من حوله ، والتيارات السياسية والإيديولوجية التى عايشها بداية منذ أواخرالثلاثينات وطوال فترة الأربعينيات ، وكذلك فى مرحلة ما بعد قيام ثورة يوليو، حيث لم يكتف "عبد الناصر" بالقراءة والاطلاع ولكن كان لفكره وثقافته أبعاد أخرى كان أهمها الكتابة.. فقد كانت نزعة التدوين لدى "جمال عبد الناصر" قوية لدرجة أنه سجل بخط يده يومياته عن حرب "فلسطين" تحت قصف المدافع مرتين في اليوم الواحد ، فقد كان يبدأ بالكتابة على الأوراق الرسمية والتي كان يعتمد عليها في كتابة تقاريره لقياداته في عبارات موجزة تلخص ما حدث ، فهذه هي ذاكرة الكتيبة السادسة ، قبل أن يسجل يومياته الشخصية فيما بعد ، والتي تتضمن مشاعره ، ومكنونات نفسه على الوقائع والأحداث ، وتمثل هذه اليوميات -الشخصية والرسمية معًا- نصًا طويلاً ومتصلاً ، وكتب - في الحالتين- بذات الطريقة ، المكان واليوم والساعة..
استعرض الكتاب على مدارصفحاته أولي كتابات الطالب "جمال عبد الناصر" وهو في سن السادسة عشرة من عمره ، فقد قامت مجلة مدرسة النهضة الثانوية بنشرأول مقال له ، وكان تحت عنوان "فولتير، رجل الحرية" ، وفي عام 1934 بدأ الطالب "جمال عبد الناصرحسين" في تأليف رواية "في سبيل الحرية" ، التي تتصدرصفحتها الأولى صورة "عبد الناصر"، وتتناول في مضمونها المعركة الخالدة التي خاضها أهل رشيد بمصرعام 1807، عندما تصدُّوا للحملة الإنجليزية بقيادة "فريزر" ، وألحقوا بها هزيمة منكرة ، ثم مقدمات الحملة الفرنسية ، وبعدها الاحتلال البريطاني.
بعد نحو سنة من قيام الثورة في يوليو 1952، صدركتاب "فلسفة الثورة" عام 1953 ، الذي يعد أول وثيقة تصدرعن ثورة يوليوومفاهيمها.
أما حرب حرب "فلسطين" التي تركت أثركبيرعلي فكر"عبد الناصر" وقلمه أيضًا ، فقد بدأ في نشرسلسلة من المقالات عنها في مجلة آخرساعة ، تحت عنوان "يوميات الرئيس جمال عبد الناصر وحرب فلسطين"عام 1955.
عبرفصول الكتاب نفاجىء بموهبة التمثيل عند "جمال عبد الناصر" الذي قام بدور"يوليوس قيصر" في مسرحية شكسبير، وذلك ضمن برنامج الحفلة التمثيلية السنوية لمدرسة النهضة في عام 1935 ، بعد قراءته عن هذه الشخصية وإعجابه الشديد بها.
ثم يتطرق الكتاب إلي أي مدي تأثر"عبد الناصر" بالأحداث في مصر وعلى صعيد العالم ، والتي كان أهمها إلغاء دستور 1923 ، واستصدارإسماعيل صدقي باشا لدستور 1930، فنجد اسم "جمال" يتردد ضمن أسماء الجرحي في مظاهرات نوفمبر 1935 ، وكذا حين يقوم بالكتابة إلى أصدقائه يحثهم علي المطالبة بعودة دستور1923، وإلغاء دستورعام 1930، ونجد ذلك واضحًا في خطاب "عبد الناصر" لحسن النشار، والذي كشف فيه عن موقفه من أحداث 4 فبراير 1942 ، التي كانت نقطة تحول في تاريخ حركة الثورة المصرية ، كما ولدت حالة من الاستياء البالغً لدي الشعب والجيش معًا الذين شعروا بالإذلال والمهانة التي واجهها الملك ، بسبب الطريقة التي سلم بها الإنذار، واعتبرت كتائب الجيش المصري خاصة أن هذا الانذاراعتداء علي الشرعية والسيادة المصرية وانتهاكًا للكرامة المصرية ) بقلم عبد الناصر – كتاب جديد بقلم خالد عزب )
0 تعليقات