رأي رجل غير يمني في إقتران إسم المرأة بثقافة العيب
بقلم :
الدكتورة سعاد السبع
**في مقال سابق تناولت موضوع اقتران اسم المرأة بثقافة العيب في المجتمع اليمني، وقد تفاعل القراء الكرام مع الموضوع في الداخل والخارج، وأنا أشكر الجميع على تفاعلهم مع ذلك المقال؛ سواء أكان التفاعل إيجابيا أم سلبيا، فالتفاعل دليل على أهمية الموضوع، وعلامة صحية على تقبل مناقشته..
وسأكون ممتنة للقراء الكرام أكثر كلما كانت تعليقاتهم موضوعية، تحلل الموضوع، وتقف إلى جانب الحق، وتدفع للتكامل بين الرجل والمرأة، ولا تذكي الحرب بينهما، لأن العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي ضد المرأة إرث ثقافي قديم وثقيل لا تتحمل وزره المرأة بمفردها، ولا الرجل بمفرده، بل المجتمع بأكمله ... وفي مقال اليوم أرجو أن يسمح لي القراء الأعزاء أن أنقل رأي رجل
غير يمني في ما يحدث من تمييز بين الذكور والإناث، ليس في اليمن وحسب، بل في معظم
المجتمعات العربية، وذلك الرأي جاءني عبر رسالة واقعية بعثها القارئ العربي السوري
المهاجر في أمريكا نجدت الأصفري، وأنقلها لكم دون أي تدخل :
بعد السلام والثناء
قال القارئ الكريم:
لا شك أن النقر المستمر والمتتالي على مثالب مجتمعاتنا
المتخلفة، ومنها التمييز ضد المرأة سيفتح باب الفكر عند القليل من الناس رجالا
ونساء، وسوف تكبر الحلقات على مر الأيام ولو كانت بطيئة كما تكبر دوائر الماء الذي
تلقى على سفحه حجر .
ومما يؤلم أن ما تكتبينه هو عيب مشترك في معظم المجتمعات
العربية والإسلامية بمستويات متفاوتة، فقد عشت تجربة في مصر أيام الرئيس الراحل (
جمال عبد الناصر -رحمه الله -) عندما نادى للترشيح إلى تنظيم الاتحاد الإشتراكي
العربي في سوريا ومصر أيام الوحدة، وكنت يومها أدرس في مصر، فسارع الناس لترشيح
أنفسهم ، حتى إذا جاء دور أحدهم وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ( ولم تكن الأمية مانعة
للترشيح ) فلما سأل الموظف المرشح عن اسم أمه الذي تتطلب الإستمارة، انتفض المرشح
غاضبا يسأل: وما شأن أمي ؟!هل هي التي ستترشح ؟! وترك المكتب غاضبا.
وفي بعض
الدول الخليجية تبدو النقائص التي ذكرتِها جلية في سلوك الرجال حيال نسائهم: فإن
اضطر الرجل لذكر زوجته في حديث ما، كناها بأم العيال وأتبعها ( بتكرم عن ذكرها )
سبحان الله؛ كم كانت تؤذيني هذه الكلمة !! كما يحرم على الزوجة أن تجلس بجوار زوجها
وهو يقود السيارة، بل لها المقعد الخلفي ليس تقديرا لها كما هي العادة اليوم في
الدول المتحضرة، بل استحياء منها إذا رآه رجل آخر ، أما إذا سارا معا في شارع فإن
عليها أن تكون كالمعزة تلحقه، فلا تقصر عنه كثيرا ولا تسبقه .
عجبت مما يحدث ،
وقد جاء الإسلام يعلمنا فضائل حسن الخلق والمعاملة ولكن ( كما تفضلت في مقالك )
آثرنا العادات والتقاليد البالية على تعاليم الدين السمحة، وكتب السيرة العطرة
مملوءة بشواهد لقول الرسول الكريم عن الحض على حسن معاشرة الرجال لنسائهم ( خيركم
خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) وتسابق مع عائشة الصديقة فسبقته مرة وسبقها مرة
وقال لها :( هذه بتلك )، وما سُجلَت هذه الوقائع في سيرته -عليه الصلاة والسلام
-إلا ليقتدي بها المسلمون من بعده، وإذا كان لا بد من التذكير بوصية المصطفى وهو
على فراش الموت ( أوصيكم بالنساء خيرا ..وظل يكررها )
وقد خصص – عليه السلام-
للنساء أوقاتا لتدريسهن والاستماع لآرائهن والرد على أسئلتهن، حتى أنه كان مرة بين
أصحابه وجاءته إحداهن تقول:؟" يارسول الله، ذهب الرجال بالحسنات!، (وقصدت الجهاد )،
فما للنساء ؟) فقال لمن حوله أرأيتم أبلغ من قولها ؟ إن جهادكن أمام أولادكن
وأزواجكن يعادل جهاد الرجال [ أو كما قال- صلى الله عليه وسلم-] ..
إنني أعجب
أشد العجب أن يُقرَّ الرجال أن المرأة نصف المجتمع عددا، وأنها هي التي تحمل وتلد و
تربي وتنشئ النصف الآخر ثم يخجل من ذكر اسمها.
وأختم بقول حافظ ابراهيم : الأم
مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق تلك هي رسالة الأستاذ نجدت الأصفري
كما بعثها، وليس لي إلا أن أقول: لو أننا تمثلنا سلوك نبينا –عليه السلام- في كل
ممارساتنا لما وجدنا بيننا مظلوما ولا مظلومة، لكننا قوم تعودنا أن نحفظ النظريات،
ثم نخالفها عند التطبيق، ولذلك لا بد أن نصحو لأن حالنا اليوم في الداخل والخارج لم
يعد يحتمل ما نعانيه من انفصام.
بقلم :
الدكتورة سعاد السبع
**في مقال سابق تناولت موضوع اقتران اسم المرأة بثقافة العيب في المجتمع اليمني، وقد تفاعل القراء الكرام مع الموضوع في الداخل والخارج، وأنا أشكر الجميع على تفاعلهم مع ذلك المقال؛ سواء أكان التفاعل إيجابيا أم سلبيا، فالتفاعل دليل على أهمية الموضوع، وعلامة صحية على تقبل مناقشته..
وسأكون ممتنة للقراء الكرام أكثر كلما كانت تعليقاتهم موضوعية، تحلل الموضوع، وتقف إلى جانب الحق، وتدفع للتكامل بين الرجل والمرأة، ولا تذكي الحرب بينهما، لأن العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي ضد المرأة إرث ثقافي قديم وثقيل لا تتحمل وزره المرأة بمفردها، ولا الرجل بمفرده، بل المجتمع بأكمله ... وفي مقال اليوم أرجو أن يسمح لي القراء الأعزاء أن أنقل رأي رجل
غير يمني في ما يحدث من تمييز بين الذكور والإناث، ليس في اليمن وحسب، بل في معظم
المجتمعات العربية، وذلك الرأي جاءني عبر رسالة واقعية بعثها القارئ العربي السوري
المهاجر في أمريكا نجدت الأصفري، وأنقلها لكم دون أي تدخل :
بعد السلام والثناء
قال القارئ الكريم:
لا شك أن النقر المستمر والمتتالي على مثالب مجتمعاتنا
المتخلفة، ومنها التمييز ضد المرأة سيفتح باب الفكر عند القليل من الناس رجالا
ونساء، وسوف تكبر الحلقات على مر الأيام ولو كانت بطيئة كما تكبر دوائر الماء الذي
تلقى على سفحه حجر .
ومما يؤلم أن ما تكتبينه هو عيب مشترك في معظم المجتمعات
العربية والإسلامية بمستويات متفاوتة، فقد عشت تجربة في مصر أيام الرئيس الراحل (
جمال عبد الناصر -رحمه الله -) عندما نادى للترشيح إلى تنظيم الاتحاد الإشتراكي
العربي في سوريا ومصر أيام الوحدة، وكنت يومها أدرس في مصر، فسارع الناس لترشيح
أنفسهم ، حتى إذا جاء دور أحدهم وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ( ولم تكن الأمية مانعة
للترشيح ) فلما سأل الموظف المرشح عن اسم أمه الذي تتطلب الإستمارة، انتفض المرشح
غاضبا يسأل: وما شأن أمي ؟!هل هي التي ستترشح ؟! وترك المكتب غاضبا.
وفي بعض
الدول الخليجية تبدو النقائص التي ذكرتِها جلية في سلوك الرجال حيال نسائهم: فإن
اضطر الرجل لذكر زوجته في حديث ما، كناها بأم العيال وأتبعها ( بتكرم عن ذكرها )
سبحان الله؛ كم كانت تؤذيني هذه الكلمة !! كما يحرم على الزوجة أن تجلس بجوار زوجها
وهو يقود السيارة، بل لها المقعد الخلفي ليس تقديرا لها كما هي العادة اليوم في
الدول المتحضرة، بل استحياء منها إذا رآه رجل آخر ، أما إذا سارا معا في شارع فإن
عليها أن تكون كالمعزة تلحقه، فلا تقصر عنه كثيرا ولا تسبقه .
عجبت مما يحدث ،
وقد جاء الإسلام يعلمنا فضائل حسن الخلق والمعاملة ولكن ( كما تفضلت في مقالك )
آثرنا العادات والتقاليد البالية على تعاليم الدين السمحة، وكتب السيرة العطرة
مملوءة بشواهد لقول الرسول الكريم عن الحض على حسن معاشرة الرجال لنسائهم ( خيركم
خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) وتسابق مع عائشة الصديقة فسبقته مرة وسبقها مرة
وقال لها :( هذه بتلك )، وما سُجلَت هذه الوقائع في سيرته -عليه الصلاة والسلام
-إلا ليقتدي بها المسلمون من بعده، وإذا كان لا بد من التذكير بوصية المصطفى وهو
على فراش الموت ( أوصيكم بالنساء خيرا ..وظل يكررها )
وقد خصص – عليه السلام-
للنساء أوقاتا لتدريسهن والاستماع لآرائهن والرد على أسئلتهن، حتى أنه كان مرة بين
أصحابه وجاءته إحداهن تقول:؟" يارسول الله، ذهب الرجال بالحسنات!، (وقصدت الجهاد )،
فما للنساء ؟) فقال لمن حوله أرأيتم أبلغ من قولها ؟ إن جهادكن أمام أولادكن
وأزواجكن يعادل جهاد الرجال [ أو كما قال- صلى الله عليه وسلم-] ..
إنني أعجب
أشد العجب أن يُقرَّ الرجال أن المرأة نصف المجتمع عددا، وأنها هي التي تحمل وتلد و
تربي وتنشئ النصف الآخر ثم يخجل من ذكر اسمها.
وأختم بقول حافظ ابراهيم : الأم
مدرسة إذا أعددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق تلك هي رسالة الأستاذ نجدت الأصفري
كما بعثها، وليس لي إلا أن أقول: لو أننا تمثلنا سلوك نبينا –عليه السلام- في كل
ممارساتنا لما وجدنا بيننا مظلوما ولا مظلومة، لكننا قوم تعودنا أن نحفظ النظريات،
ثم نخالفها عند التطبيق، ولذلك لا بد أن نصحو لأن حالنا اليوم في الداخل والخارج لم
يعد يحتمل ما نعانيه من انفصام.
1 تعليقات