فجر اليوم:
مواجهة شرسة بين هلاري وترامب
تستمر 90 دقيقة
رسلة واشنطن:توماس جورجيسيان
تأتى المناظرة التليفزيونية
الأولى بين «هيلارى كلينتون» و«دونالد ترامب» ولم تتغير كثيرا مقاييس تقييم السباق
الانتخابى وأداء كلا المرشحين. أغلب استطلاعات الرأى مازالت تبين تفوق المرشحة
الديمقراطية «هيلارى كلينتون» بنسبة ضئيلة ـ لا تتعدى ستة فى المائة.
الا أن الملاحظ أيضا فى هذا التوقيت أن الفارق بين «كلينتون»
والمرشح الجمهورى «دونالد ترامب» قد تضاءل بشكل ملفت للانتباه فى الفترة الأخيرة,
خاصة مع تبعات مشهد وعكة «هيلارى» الصحية والاعلان من جانب حملتها عن «التهاب
رئوى» أصابها.
وسواء كانت الشكوك تراود الناخب الأمريكى تجاه الحالة الصحية أو
تجاه مدى صدقها وصراحتها فى الحديث عن هذه الحالة وقضايا أخرى تثار حولها وحول
تاريخها السياسى فإن الفارق بينها وبين «ترامب» تقلص فى الأيام الأخيرة, خاصة فى
الولايات ال تى تعد ولايات «متأرجحة» أو قد تكون «حاسمة» فى السباق الانتخابى.ولاحظ المراقبون فى الأسابيع الأخيرة مساندة أكبر ل”ترامب” من جانب قيادات سياسية وأصحاب أموال معروف بأنها غالبا كانت تصوت للمرشح الجمهورى وأنها كانت من قبل تعارض «ترامب»( لتهوره وخروجه عن خط الحزب الجمهورى) الا أنها تراجعت عن موقفها وتكاتفت بشكل ملحوظ مع المرشح الجمهورى «ترامب»,ومن ثم تم ضخ الملايين من الدولارات من أجل دعمه والوقوف معه فى محاولة لضمان فوزه وعدم السماح بمجىء «كلينتون» الى البيت الأبيض. وبالتالى فمن المتوقع أن تكون المناظرة المرتقبة اليوم (الاثنين) مواجهة ساخنة للغاية واختبارا قاسيا لكلا الطرفين لقياس مدى «عدم انفعال» كل طرف و«تعامله بروية وهدوء أعصاب» مع الانتقادات الموجهة له ـ أو لها. والأهم «الاثبات للناخب الأمريكى» بقدرة المرشح على قيادة البلاد والتصدى للمخاطر والتحديات التى تواجهها وسوف تواجهها فى السنوات المقبلة. انها حدث الساعة وحديثها.
والمناظرة سوف تبدأ
الثالثة فجرا ( بتوقيت القاهرة). ومدتها ٩٠ دقيقة ومقسمة لستة أجزاء تتناول
القضايا الثلاثة التالية: «توجه أمريكا» و«تحقيق الرخاء» و«تحقيق أمن أمريكا». ولا
يشارك فى المناظرة أى مرشح لحزب ثالث لأن لا أحد تمكن من تحقيق النسبة المطلوبة فى
استطلاعات الرأى ( ١٥ فى المائة). وترددت أنباء فى الأيام الأخيرة أن حملة «ترامب»
وجهت الدعوة ل«جنيفر فلاورز» إحدى عشيقات الرئيس السابق «بيل كلينتون» لتكون ضمن
الحضور للمناظرة. وذكرت تقارير صحفية عديدة فى الأيام الأخيرة كيف أن «كلينتون»
سوف تحاول «استفزار» ترامب بحيث «يفقد أعصابه» ويقول “أقوالا طائشة”مثلما فعل من
قبل فى المناظرات الجمهورية التى أطاح بها منافسيه الـ١٧ فى المرحلة التمهيدية للانتخابات
الرئاسية وفى المقابل فان «ترامب» بخبرته التليفزيونية الكبيرة سيحاول احراج
«هيلارى» عن طريق تذكيرها بما فعلته من قبل .. وبالأخطاء التى ارتكبتها فى تاريخها
السياسى وأيضا بما قالته من تصريحات «غير صادقة» و«كاذبة» وهى تتعامل مع ملفات
البريد الالكترونى وليبيا وسوريا والارهاب وأيامها فى الخارجية الأمريكية.
عدد مشاهدى المناظرات
التليفزيونية خلال المرحلة التمهيدية للانتخابات الرئاسية بلغ نحو ٢٥٠ مليون
مشاهد. وبالتالى من المتوقع أن يصل عدد مشاهدى المناظرة الأولى والتى تقام
بنيويورك الى ١٠٠ مليون شخص. وبذلك تحقق هذه المناظرة ( ومدتها ٩٠ دقيقة) أعلى
نسبة مشاهدة لمناظرة تليفزيونية فى التاريخ الحديث. ويذكر أن مناظرة ريجان ـ كارتر
فى عام ١٩٨٠ تعد الأكثر مشاهدة تاريخيا اذ تابعها نحو ٨٠ مليون مشاهد فى حين من أن
من شاهدوا المناظرة الأولى عام ٢٠١٢ بين أوباما ـ رومنى وصل عددهم نحو ٦٧ مليونا.
والمعروف أن المناظرة التليفزيونية دخلت تاريخ السباق الانتخابى الرئاسى عام ١٩٦٠
فى المنافسة ما بين جون كيندى وريتشارد نكسون. وهذا الحدث التاريخى بالأبيض
والأسود كان عنصرا حاسما فى تشكيل مزاج الناخب الأمريكى واختياره وذلك بعد أن ظهر
للرأى العام حيوية كيندى وشبابه فى مقابل حرج نيكسون وانفعاله.
وملايين من البشر
سيتابعون المناظرة الرئاسية عبر الأونلاين ـ والانترنت ووسائط التواصل الحديثة
بعيدا عن شاشات التليفزيون.وحسب ما تم الاتفاق عليه فان هناك ثلاث مناظرات
تليفزيونية قبل يوم الانتخابات الرئاسية فى ٨ نوفمبر القادم. واحدة منها ما بين
المرشحين كنائب للرئيس تيم كين ومايك بينس يوم ٤ أكتوبر القادم. أما المناظرة
الثانية والثالثة لكلينتون وترامب فستجريان يومى ٩ و١٩ من شهر أكتوبر المقبل ـ
والأخيرة تجرى قبل ٢٠ يوما من يوم الانتخابات ولعل من أبرز المظاهر الانتخابية
المتواجدة فى العام الحالى وسنراه مع المناظرة الأولى وبعدها اهتمام وسائل الاعلام
خاصة الصحف الكبرى بمواقعها الالكترونية بـ«التدقيق المعلوماتى» بحيث يتم رصد ما
يقوله المرشح والقيام فى الحال بالتقييم والتأكد من صحة المعلومة التى ذكرها المرشح.
وهل الموقف الذى يتظاهر ويتباهى به مطابق أو مختلف عما قاله من قبل. وتأتى هذه
المراقبة ـ المتابعة ثم المكاشفة فى أجواء استقطاب حادة تشهدها البلاد تتصادم فيها
قضايا السود والبيض وأيضا قضايا الهجرة وفرص العمل والمرأة والتعليم والانخراط فى
حروب أخرى بعد حربى أفغانستان والعراق. ان قضايا الخارج بانعكاساتها الداخلية
الأمريكية سوف تحتل جانبا هاما من المواجهات الجارية فى الأسابيع الأخيرة للسباق
الانتخابي.صحيفة «نيويورك تايمز» حسمت أمرها وقامت فى افتتاحيتها المنشورة بالأمس
بدعم «هيلارى كلينتون» التى لها (حسب رأى الصحيفة) سجل من الخدمات العامة التى
قامت بها ومن الأفكارالعملية.. فى حين أن المرشح الآخر لم يكشف شيئا عن نفسه وعن
خططه بينما يعد بالقمر.. وقالت الصحيفة انها تعتقد بأن السيد ترامب أسوأ مرشح تم
تقديمه من جانب حزب كبير فى تاريخ أمريكا الحديث.
أمريكا هذه الأيام
تتحدث وتتجادل حول تهور ترامب فى مقابل مصداقية كلينتون. وهل يمكن النظر الى ترامب
باعتباره صاحب التغيير الذى يجب أن يحدث فى واشنطن ـ عاصمة صنع القرار.وأمريكا
تتساءل أيضا اذا كانت هيلارى لها خبرة وتجربة الا أنها لهذا السبب أيضا تاريخها
وسجلها ملىء بالأخطاء والأكاذيب والألاعيب السياسية.كما أن أمريكا تحاسب نفسها ـ
ان أمريكا بقيادة أوباما وصلت الى مرحلة فيها مساس بمكانة أمريكا ودورها وتأثيرها
فى العالم. وبالتالى لا يمكن تكرار السياسات والتعامل مع دول العالم بالطريقة
ذاتها!
0 تعليقات