مستقبل
الإعلام في الوطن العربي
الصحافة الإلكترونية نموذجاً
---
بقلم
نهلة محمد
جبر
الأمانة العامة لجامعة الدول العربية
** التطور المذهل في تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها المعاصرة في نشر
وتبادل المعلومات بأشكالها المتعددة عن طريق الإنترنت وازدياد أهمية قيمة المعلومة
ووجود نظام تكنولوجي جديد ومسؤوليات جديدة تحتاج معالجة مختلفة، كلها عوامل ألقت
بظلالها على الإعلام وكل أدواته المختلفة، والذي ينطلق بسرعة البرق ويفرض نفسه
بقوة انتشاراً وتأثيرًا في كل المجالات الأخرى من الحياة كالسياسة والاقتصاد
والمفاهيم العامة في المجتمعات،
وكنتيجة لكل هذه العوامل المتغيرة في واقعنا المعاصر، ظهرت
المواقع الإلكترونية الفعالة التي لم يكن من المتصور حين ظهورها أن يكون لها هذا
التأثير الكبير في تغير الفكر العام عن أهمية الإعلام وأهمية وجوده في تحريك
الواقع وتغير معالمه. وأكثر التطبيقات التكنولوجية الحديثة قوة وتأثيراً في المجال
الإعلامي والصحفي - التي فاقت في تأثيرها وتفاعل الناس معها كل التوقعات - هي
الصحف الإلكترونية التي ظهرت في نهاية القرن العشرين وهزت بكل قوة عرش الصحف
المطبوعة حتى بات السؤال هل ستستمر الصحف المطبوعة في الظهور أم أنها ستتلاشى مع
نهايات هذا القرن، خصوصاً مع سطوة الإنترنت وقوة مواقع التواصل الاجتماعي والأخبار
وكذلك تأثير الأزمة المالية التي تنزح ببطء على الاقتصاد العالمي.
إن العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمناخية والفنية
وغيرها من المجالات المتعددة والمختلفة تتغير كل لحظة في كل أرجاء الكون، فأصبحنا
بحاجة إلى التفاعل السريع والنقل البرقي للخبر واستطلاع ردود الأفعال في لحظتها،
وهو المطلب الذي تعجز عن تلبيته الصحف المطبوعة التي يقيدها المكان والزمان ولكن
توفره لنا وبقوة الصحف الإلكترونية وفي لحظتها. وهو الأمر الذي يستوجب إلقاء الضوء
على مفهوم الصحف الإلكترونية التي تمثل لغة العصر، وأهم تطبيقاته كذلك خصائصها
وعيوبها والتحديات التي تواجهها في وطننا العربي فضلاً عن محاولة الإجابة عن
السؤال الذي يطرح بنفسه وبقوة حول استبدال الصحف المطبوعة بالإلكترونية في الوطن
العربي في القريب العاجل، والمدى الذي يمكن لهذا التطور أن يخدم به قضايا الوطن
العربي المعاصرة
0 تعليقات