اخر الاخبار متحرك

أمريكا وتصدير الفتن - بقلم / فاروق جويده

الكاتب فاروق جويده 
أمريكا وتصدير الفتن
بقلم :
فاروق جويده
                ------              
              ** لم تترك أمريكا مكانا فى العالم إلا وأشعلت نيران الفتن فيه وكانت تعتقد انها بذلك تشغل الدول الأخرى لكى تحقق مصالحها ومنذ اختفى الاتحاد السوفيتى وانتهت أشباح الحرب الباردة والإدارة الأمريكية تحاول ترتيب شئون العالم وكأنها صاحبة القرار فيه. والآن تواجه أمريكا مخاطر وأزمات كثيرة كانت لها اليد الطولى فى صناعتها.
  ان الإرهاب الذى يهدد العالم كله الآن صناعة أمريكية وقد وصل بالفعل إلى المجتمع الأمريكى. وهل هناك شك فى ان داعش التى تهدد العالم كانت بعيدة عن القرار الأمريكى خاصة انها وليد شرعى للقاعدة التى أنشأتها أمريكا ومولتها وقدمت لها السلاح لكى تحارب الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان وكان بن لادن نفسه زعيم القاعدة صناعة أمريكية والآن اشتعلت نيران الفتن بين السود والبيض فى أكثر من مكان فى أمريكا ورغم ان الأزمة ليست بعيدة عن مكونات المجتمع الأمريكى فإن أمريكا كانت قد تجاوزت هذا الداء الخطير وأصبح لديها لأول مرة رئيس أسود يجلس فى البيت الأبيض. ان الصراعات التى يعانى منها المجتمع الأمريكى تحمل تهديدات أكبر خاصة إذا اشتعلت المواجهات أكثر من ذلك. لم يكن غريبا ان تشتعل لعنة الإرهاب وتجتاح مناطق كثيرة فى أمريكا ثم تبدأ رحلة الفتن العنصرية بين البيض والسود. لقد شجعت أمريكا الحركات الانفصالية والأقليات فى العالم تحت دعاوى الحريات وحقوق الإنسان وحرضت على المواجهة بين السنة والشيعة وأشعلت العالم العربى كله بعد احتلال العراق واستنزفت موارد الشعوب العربية والإسلامية وها هى الآن تتدخل عسكريا فى أكثر من مكان تحت دعاوى محاربة الإرهاب. ان أمريكا تشرب من نفس الكأس التى جرعتها لدول العالم وهى تشعل الفتن اعتقاداً بأن النيران لن تصل إليها وان ذلك يخدم مصالحها فى كل الحالات ثم ان الكأس دوارة وان ما تغرسه اليوم سوف تجنيه غداً. ان حشود الإرهاب التى انتشرت الآن فى كل مكان كانت من نتائج احتلال العراق وانقسام المجتمع العراقى والصراعات بين السنة والشيعة وهى معركة لا أحد يعرف مداها ومتى تضع أوزارها. منذ تخلت السياسة عن الأخلاق ساد الظلم واتسعت العداوات وسقط العالم ضحية للفتن والإرهاب.



                       

إرسال تعليق

0 تعليقات