مقال : ما بين حرية أمريكا وتهديدات ترامب

(قرأت لك )

مابين حرية أمريكا وتهديدات " ترامب"

ماذا ينتظر مسلمي أمريكا ؟! 
---

مرصد : الأزهر- يعيش المجتمع الأمريكي حاليًا مرحلة ترقب في ظل تنافس مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي للفوز بترشيح أحد الحزبين، ويحاول كل مرشح عرض ملامح برنامجه بما يرسم الخطوط العريضة لوضع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل رئاسته، وبما أن الولايات المتحدة هي القوة العظمى العالمية حاليًا فلا تتوقف حالة الترقب على الولايات المتحدة بذاتها، بل تمتد لسائر الدوائر السياسة عبر العالم،
لكن ما يعنينا هنا في هذا السياق هو وضع مسلمي أمريكا في هذا الصراع الدائر بين المرشحين، وربما يكون هذا التساؤل عديم الجدوى لو أخذنا في اعتبارنا ما تنادي به الولايات المتحدة الأمريكية من قيم الحرية والعدالة والديمقراطية، لأن مسلمي أمريكا هم مواطنون أمريكيون بالأساس، وبالتالي فسيجري عليهم ما يجري على غيرهم، لكن الوضع الحالي أننا نجد اتجاهات متباينة - ولا نبالغ إن قلنا متطرفة- في سياسات بعض هؤلاء المرشحين، وإذا ما ضممنا إلى ذلك الوضع العالمي وما يشهده من تقلبات وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، فلا شك أن كل ذلك سيكون له تأثيره على وضع المسلمين هناك.

ونحاول في هذه المقال تسليط الضوء على بعض الأخبار الواردة في هذا الصدد، فقد نشر موقع Mail Online يوم 14 إبريل خبرًا بعنوان "عالم مسلم: المسلمون بالولايات المتحدة يشعرون بالقلق جراء دعم الشعب الأمريكي لترامب" نقل فيه تصريحات الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين حول قلق المسلمين بالولايات المتحدة بشأن دعم المجتمع الأمريكي للمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية "دونالد ترامب"؛ حيث أعرب عن قلقه بشأن الدعم المستمر الموجه إلى ترامب خاصة وأنه يتعدى بصورة فجة على الدين الإسلامي، وقد أضاف أيضًا بأن تصريحات ترامب لا تتماشى مع الدولة الأمريكية التي من المفترض أنها تقوم على الديمقراطية، كما ذكر بأن ترامب ليس صادقًا في تصريحاته ويستغل هجومه على الإسلام من أجل تحقيق مصالحه الشخصية.
وربما يكون من الجيد هنا أن ننظر للوجه الآخر للصورة حتى نفهم الوضع بشكل أعمق، فقد نشر موقع abna24.com يوم 15 إبريل خبرًا بعنوان "مظاهرات حاشدة ضد دونالد ترامب بنيويورك" جاء فيه أن مئات الأشخاص قد احتشدوا في مظاهرة ضد دونالد ترامب في مدينة نيويورك؛ حيث من المقرر أن يلقي ترامب وخصميه، جون كاسيتش وتيد كروز، خطبة في إطار حملاتهم الانتخابية في الولاية والمقرر لها يوم الثلاثاء.
ورفع المتظاهرون لافتات تُشبّه دونالد ترامب بالزعيم النازي أدولف هتلر، واتهمومه بالعنصرية ومعاداة اللاجئين.
فهذا الخبر يبين أن ثمة اتجاه يعارض توجه المرشح المحتمل وتصريحاته المعادية للإسلام والمسلمين، وإن كان هؤلاء المعارضون قلة كما جاء في الخبر أنهم مئات المتظاهرين.

 وعلى الصعيد المقابل نشر موقع Think Progress يوم 20 إبريل خبرًا بعنوان "تيد كروز يرفض مقابلة وفد مسلم بولاية تكساس" جاء فيه أن المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة "تيد كروز" قد رفض مقابلة وفد أمريكي مسلم من ولاية تكساس – يبلغ عدده أربعة عشر شخصًا- في اليوم الوطني لمنظمات الدفاع الإسلامية، علمًا بأن ولاية تكساس من أكبر الولايات الأمريكية ذات الغالبية الإسلامية، وصرح السكرتير العام لمنظمة المجلس الإسلامي الأمريكي أنه من المؤسف أن يرفض مرشح الرئاسة مقابلة ناخبي ولايته مما يدعم الإسلاموفوبيا والتمييز العنصري، مضيفًا أن هذا اليوم من أسوأ الأيام في التاريخ الأمريكي.

كما نشر موقع The Muslim News يوم 19 إبريل خبرًا بعنوان "الولايات المتحدة: ضغط من المسلمين الأمريكيين على الكونجرس لمناقشة قضايا المسلمين" جاء فيه أن  مئات المسلمين الأمريكيين احتشدوا في "كابيتول هيل" للضغط على المشرعين لمناقشة قضايا الإسلاموفوبيا و تزايد معدلات التباين في المجتمع الأمريكي، وصرح رئيس الدائرة الإسلامية بأمريكا الشمالية أن الجالية الإسلامية الأمريكية تعيش تحت وطأة ضغط الخطابات السياسية المعادية للإسلام خاصة من قِبَل مرشحي الرئاسة الجمهوريين ومطالبة بعضهم بحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة، وأكدوا على ضرورة إدراك المشرعين لحقيقة الأمر، وأن منصبهم يحتم عليهم العمل وفقًا للدستور، ومن الجدير بالذكر، أن هذا الحشد هو الثاني من نوعه في الولايات المتحدة، حيث ضم حوالي 300 مشارك من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وصرحت المديرة التنفيذية لمنظمة "كير" أنه يتوجب على الحكومة الأمريكية وضع الأمر في نصابه الصحيح خاصة في ظل مكافحة التطرف وإدراك أن هناك فقط شرذمة قليلة من المسلمين متطرفين في حين أن هناك العديد من المنظمات الإرهابية غير الإسلامية في أمريكا.
إذًا يعيش المسلمون الأمريكيون حالة ترقب حاليًا، وربما تتضح معالم الصورة بشكل أكبر بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية ومعرفة من هو الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية لمدة أربع سنوات قادمة قد تكون محورية في تغيير سياسات دولية ونشوء تحالفات جديدة، لكن مع ذلك تبقى مسؤولية المسلمين هناك قائمة في محاولة تصحيح صورة الإسلام هناك ونشر قيم الإسلام الحقيقية ومثله العليا