هيلين توماس عميد مراسلي البيت الأبيض رئيس نادي الصحافة الأمريكية |
هيلين توماس :
المرأة التي فضحت أمريكا
---
بقلم :
محمد
الغيطي
** في يوليو
الماضي احتفل " نادي الصحافة الأمريكي القومي" بالذكرى الثانية لرحيل
عميدة مراسلي البيت الأبيض، وأول امرأة تتولى منصب رئيس نادي الصحافة الأمريكي،
والتي عاصرت أهم رؤساء أمريكا، ورافقتهم وغطت أنشطتهم، وكانت مع نيكسون في أول
رحلة تاريخية للصين، عام 1971، والتي رفضت أن ترافق جورج بوش الابن، وأعلنت رفضها
لعبارته الشهيرة: ” إنه يحارب في العراق من أجل الله والصليب ” وقالت: ” بل إنها
حرب الشيطان وليست حرب الله“.
هي هيلين توماس، التي ماتت في الخامسة والتسعين، وكانت كما قال تلاميذها في حفل تأبينها: ” أجرأ صحفية في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية “.
هي هيلين توماس، التي ماتت في الخامسة والتسعين، وكانت كما قال تلاميذها في حفل تأبينها: ” أجرأ صحفية في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية “.
توماس قبل رحيلها بعدة
أيام، كتبت مقالة خطيرة للنشر في كبريات الصحف الأمريكية، وتم رفضها في حادثة لها
للمرة الأولى، مما جعلها تصرخ في محاضرة بنادي الصحافة قائلة: ” اليهود يسيطرون
على إعلامنا وصحافتنا ويسيطرون على البيت الابيض “.
وأضافت، أنا لن أغير ما حييت، مؤمنة به؛
الإسرائيليون يحتلون فلسطين، هذه ليست بلادهم. قولوا لهم ارجعوا لبلادكم واتركوا
فلسطين لأهلها.
إنني أرى بوادر حرب عالمية ثالثة، طبخت في مطبخ
تل أبيب ووكالة الاستخبارات الأمريكية، والشواهد عديدة، ما سمي ثورات الربيع
العربي لهدم دول المنطقة، أول خطوة واحتضان البيت الأبيض للإخوان، ثم ظهور تنظيم
جبهة النصرة ٢٠١١، بدعم أمريكي لا تصدقوا أن واشنطن تحارب الإرهابيين وما يسمون
أنفسهم بالجهاديين، لأنهم دمية في أيدي السي اي ايه.
وأضافت، إنني أرى أن بريطانيا سوف تستحضر روح
البريطاني ” مارك سايكس ” وفرنسا سوف تستحضر روح الفرنسي ” فرانسوا بيكو ” وواشنطن
تمهد بأفكارهما الأرض لتقسيم الدول العربية بين الثلاثة، وتأتي روسيا لتحصل على ما
تبقى منه الثلاثة، صدقوني انهم يكذبون عليكم ويقولون: ” إنهم يحاربون الاٍرهاب
نيابة عن العالم وهم صناع هذا الاٍرهاب والإعلام يسوق أكاذيبهم، لأن من يمتلكه هم
يهود اسرائيل”.
هذه كلمات هيلين توماس
منذ عامين وأعيد نشرها في ذكراها، يوليو الماضي، بالطبع قوبلت بعاصفة هجوم عاتية
من اللوبي الصهيوني وطالب نتنياهو بمحاكمتها بتهمة معاداة السامية لكنها رحلت بعد
أن قالت الصدق وتلقف كلماتها المخرج العالمي ” مايكل مور ” في فيلم تسجيلي.
ومور هو من فضح بوش
الابن وعصابته من أصحاب شركات السلاح من اليمين الأمريكي مثل ” ديك تشيلي ” و ”
كوندليزا رايس ” وحصل فيلمه الشهير فهرنهايت 11/9 على أكثر من جائزة.
ما يهمنا وسط الأحداث
الاخيرة، بداية من حادث سقوط الطائرة الروسية التي راح ضحيتها أكثر من مائتي مدني،
ثم حادث بيروت الذي خلف عشرات القتلى والجرحى ثم حادث باريس، مرورا بحوادث في
العريش، والعراق، وليبيا، وسوريا، أنّ داعش لا يمكن لها أن تقوم بكل هذا العنف
البشع بمفردها، وأن هناك أجهزة استخبارات تدعمها، وتشيطنها لتشعل المنطقة وتدفعها
لأتون جحيم لا ينطفئ، فتراهم على حافة الفناء.
والفناء هنا يعني تسليم
المنطقة للقوى التي خططت، ودعمت، وأشعلت لإزالة القائم وزحزحة المستقر وإزالة
المعترف به. وما يُؤكد هذا، كلام ” جيمس وولسي ” رئيس الاستخبارات الأمريكية
السابق الذي قال بوضوح: ” المنطقة العربية لن تعود كما كانت، وسوف تزول دول وتتغير
حدود دول موجودة “.
نفس المعنى تقريبا قاله
” مارك رجيف ” المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: ” المنطقة على صفيح ساخن، ونحن
لن نسكت، وننسق مع أجهزة الاستخبارات في الدول الكبرى للقضاء على الاٍرهاب، وسوف
نتدخل معهم لمحاربة الاٍرهاب حتى لو اندلعت الحروب، لنضمن حماية دولتنا “.
إذن تتحقق نبوءة ” هيلين
توماس ” تل أبيب وواشنطن خلقت أسطورة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وجبهة النصرة
هي بذرة داعش التي خرجت من معامل تل أبيب وواشنطن لتشعل المنطقة والعالم، وتحرك
الأنظمة نحو هدف واحد، وإعادة الترسيم وتوزيع النفوذ والغنائم، فماذا انتم فاعلون
يا عرب ؟
أعيدوا قراءة مقالات
ومحاضرات ”هيلين توماس ” التي اقتبس منها مقولة ” الغرب يعيش على غباء العالم
الثالث والدول الفقيرة والوحيد الذي أرعب الغرب، كان عبد الناصر بإطلاقه مشروع
القومية العربية "
هل يصلح هذا الحل، في
وقتنا مع كل المتغيرات الدراماتيكية؟ نعم فقط جربوا أن تتوحدوا وتكونوا على قلب
رجل واحد. إنه حلم، لكنه ليس مستحيلا، ومرة أخرى اقرأوا هذه السيدة التي هاجمها
الصهاينة، وحاربوها، لكنهم لم يكسروا قلمها، إنها ” هيلين توماس “.