قبل سقوط نظام مبارك :
أخطر مكالمة بين أوباما ومبارك
في 30 يناير 2011
كتب : عبد الرحمن عباس
** شهد 30 يناير 2011 أخطر مكالمة
هاتفية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
وكشف الكاتب نضال محمود في كتاب
«الوجه الآخر للثورات العربية» والذي جمع مادته من خلال لقاءات مع أساتذة العلوم
السياسية ومسئولين سابقين في أكثر من دولة ما دار في البيت الأبيض خلال ثورة 25
يناير.
أوباما يجمع مستشاريه
أوباما يجمع مستشاريه
وقال الكاتب في فصله عن الثورة في
مصر:"على عادته جمع أوباما مستشاريه لمناقشة وضع الرئيس المصري حسني مبارك،
كان هناك انقسام بين المستشارين فوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كانت ضد تنحي
مبارك بينما دعا الجناح اليساري المؤلف من سامندا باور وبن روجز الدبلوماسيين في
وزارة الخارجية، إلى البحث عن بديل لمبارك وعدم الوقوف في مواجهة التغييرات
والتاريخ.. وبعد نقاش طويل قال أوباما لمستشاريه: هل لديكم إستراتيجية للوضع في
مصر في حال سقوط مبارك؟، وهنا ساد صمت بين الجميع".
الحوار:
ويكشف الكاتب الحوار الذي دار بين
أوباما والرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ذلك فيقول:"اتصل أوباما وحثه على
القيام بإصلاحات ترضي الشارع عبر الإعلان عن حكومة انتقالية ولكن دون أن يطلب منه
التنحي بشكل مباشر".
وأضاف الكاتب: "كان هذا الاتصال
الأكثر سوءا الذي يجريه أوباما منذ توليه الحكم وعلى وصفه انفجر مبارك غاضبًا ورفض
أن يتنحي وقال لأوباما بصوت عال: أنت لا تعرف ماذا يجري إنها إيران التي تقف وراء
كل هؤلاء المتظاهرين، إذا تنحيت فسوف يستلم الإخوان الحكم في مصر، وهنا رد أوباما:
كلما طالت مدة المرحلة الانتقالية كلما ازدادت حدة التظاهر".
وتابع الكتاب:"قال مبارك: مصر
ليست تونس سوف تتوقف المظاهرات خلال أيام هذا شعبي وأنا أعرفه وأحترم رأيك ولكني
الأكثر إلماما بالموضوع، ورد أوباما: أعتقد أنها الفرصة التي يجب اغتنامها..
التظاهرات لا تتوقف عن التعاظم، أعتقد أنه خلال الـ48 ساعة القادمة عليكم التفكير
بوسيلة لإخراج عملية الانتقال بأفضل وأسرع طريقة، وقال مبارك: سوف أتصل بك خلال
عطلة الأسبوع القادم".
وقال الكاتب:"إن أوباما قال:
سيدي الرئيس أحتفظ لنفسي بحق الاتصال بك قبل ذلك إذا لم تتطور الأوضاع نحو
الأحسن"، ووفق الكاتب فكانت تلك هي اللحظة التي ضغط فيها الرئيس الأمريكي على
مبارك بقوله "سيدي الرئيس أنا دائما أحترم الأكبر مني سنًا أنتم تعملون
بالسياسة منذ وقت طويل جدا ولكن هناك أوقات في التاريخ ليس لأن الأمور سارت بطريقة
ما في السابق سوف تسير بالمسار نفسه في المستقبل لقد خدمت بلادكم 30 عامًا وأنا
أريد أن تغتنموا هذه الفرصة التاريخية".
وأشار الكاتب أنه بعد هذا الاجتماع
جمع أوباما مستشاريه وأبلغهم بضرورة العمل على تنحي مبارك وطلب من كل مستشار
الاتصال بمعارفه لتشغيل اللوبي الأمريكي لتحقيق تلك الغاية، ثم كانت الاتصالات بعد
ذلك مع المسئولين عن الوضع في 25 يناير والذين أكدوا أن القوات المسلحة نزلت
لحماية المواطنين لا لحماية النظام.