الإسراء والمعراج
----
بقلم
----
بقلم
جابر
مدني
** تعد معجزة الإسراء والمعراج آية من آيات الله تعالى التي
لا تعد ولا تحصى ، ورحلة لم يسبق لبشر أن قام
بها ، أكرم الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . .
إنها رحلة "الإسراء
والمعراج" ، التي أرى الله فيها النبي عليه السلام عجائب آياته الكبرى
ومنحه فيها عطاءاً روحانياً عظيما وذلك تثبيتاً لفؤاده ليتمكن من إتمام مسيرته في
دعوة الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور .
وأما المعراج فهو
الرحلة السماوية والإرتفاع والإرتقاء من عالم الإرض إلى غالم السماء حيث سدرة
المنتهى ، ثم الرجوع بعد ذلك إلى المسجد الحرام ، يقول تعالى " ولقد رآه نزلة
أخرى عند سدرة المنتهى ، هندها جنة الماوى ، إذ يغشى السدرة ما يغشى ، مازاغ البصر
وما طغى ، لقد رأى من آ يات ربه الكبرى " ( النجم 13-18)
وقد حدثت هاتان
الرحلتان في ليلة واحدة وكان زمنها قبل الهجرة بسنة ، على أنه أثير حول الإسراء
والمعراج جدل طويل وتساؤلات عدة فيما ماإذا كانت قد تمت هذه الروحلة بالروح
والجسد أم بالروح فقط ؟ ومتى وكيف تمت ؟
هل الإسراء والمعراج
معجزة ؟
قبل الشروع في
الإجابه على هذه الأسئلة . . نجيب أولاً عما إذا كانت رحلة الإسراء والمعراج معجزة
أم غير ذلك . . !!
فالمعجزة كما هو
معروف هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدى سالم عن المعارضة يظهر على مدعي النبوة
موافقاًلدعواه . . وكانت تطلب منرسول (ص) برهانا ودليلاً على صدقه باعتبار
أن الشواهد المادية والمعنوية الخاقة المعتاد المألوف في قوانين الكون
وانظمته ، تضع الباحث عن الحق أمام البرهان الواضح الدال على صدق الرسول في دعواه
الرسالة .
وعنى ذلك أن المعجزة
يمر بها الله على يد الرسول تأييداً له وأن الرسول يتحدى قومه بهذه المعجزة ليتأكدوا
أنها من قبل الله ، ومن ثم يتأكدون من صدقه وأنه مؤيد من السماء ، وذلك بعد أن
يظهر لهم عجزهم عن الإتيان بمثلها ، كما هو الحال في معجزة القرآن الكريم ، وعلى
هذا الضوء يمكننا أن نفسر حادث الإسراء والمعراج . . فالرسول ( ص ) لم يتحدى
أحداً بهذه الرحلة ولم يطلب من المشركين أن يأتوا بمثلها ، ولذلك إذا قلنا
أنها معجزة فإننا نقول ذلك على سبيل المجاز ، فهي أمر خارق للعادة ولكنه لم
يكن للتحدي ، ولم يره الناس بأعينهم حتى ي}منوا به كأحدى معجزات النبوة ، وإنما
كان تسلية وتسرية للنبي (ص) واختباراً للمسلمين المقبلين على مراحل أخرى من الجهاد
يعلمها الله كالهدرة وما بعدها ، من بناء دولة الإسلام الثابت الدعائم القوي
الاركان .
0 تعليقات