حولت طفلها إلى مشروع إرهابي
وتربيته على كراهية بلاده
أفراح اليوم* : أجرت ، منى مدكور ، حواراً ، يعتبرالأول من نوعه ، نشرته جريدة " الوطن " في عددها الصادر الجمعة 24 أكتوبر الجاري ، جاء فيه :
صدمة الأب لم تكن فقط فى انتماء زوجته لجماعة الإخوان، بل فى أنها تقوم بتربية ابنه الوحيد «ساجد»، 4 سنوات، على كراهية بلده وجيشه وأنهم شعب غير الشعب، وأصبح الطفل الصغير يجاهر بذلك كلما زاره أبوه وفاجأه بقوله: «عندما أكبر سأقتل الجيش لأنه قتل المصريين المسلمين فى الشارع».الأب الذى يدعى تامر يونس الجمال، محامٍ، قال لـ«الوطن» عندما التقيناه فى المنصورة: «أصبحت متأكداً من أنه يتم تربية ابنى على أن يكون مشروع إرهابى وتكفيرى فى غضون 10 سنوات، خاصة أن أسرة طليقتى من العريش! وهو ما أصابنى بذعر حقيقى على مستقبله؛ لهذا كان لا بد من التحرك لحماية مستقبله بعد أن وجدت صورة له يرفع فيها شعار «رابعة» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» من خلال صفحة طليقتى.
■ كيف تعرفت على زوجتك قبل الزواج؟
- تعرفت عليها فى العريش؛ حيث كان والدى يقيم مشروعاً سياحياً هناك، وكنت أتولى مسئولية المشروع لمدة 7 سنوات، وهناك حدث التعارف ثم تزوجتها فى أبريل 2010 بعد فترة خِطبة لم تزد على شهرين فقط.
■ ألم يكن واضحاً أن لديها أى ميول سياسية؟
- عندما تزوجنا لم ألحظ ما يدل على انتمائها للإخوان، ربما لم يكُن متاحاً فى هذا الوقت لأعضاء الجماعة أن يجاهروا بانتمائهم لها على اعتبار أنها كانت جماعة محظورة.
■ وهل كان أحد من أسرتها ينتمى إلى جماعة الإخوان؟
- لا أعرف؛ لأننى لست من سكان العريش، وبالتالى لم تكن سيرة عائلتها معروفة لى ولا أستطيع معرفة إلا ما يريدوننى أن أعرفه، كل ما أعرفه أن شقيقها كان ذا لحية كثيفة، وهذا أعطانى انطباعاً مريحاً فى البداية أنهم «ناس بتوع ربنا» وسيحسنون تربية أبنائى على أسس دينية صحيحة وقويمة.
■ متى تأكدت من انتماء زوجتك للإخوان؟
- بعد فترة قصيرة من الزواج، اكتشفت أنها تجمع تبرعات مالية هى ووالدتها وشقيقاتها البنات تحت دعوى مساعدة الناس «الغلابة» من الأخوات! وأنهن يقُمن بمساعدتهن بشكل شهرى، وكنت أعتبرها زكاة أو صدقة لا غبار عليها، لكن هذا لم يكن صحيحاً، ولم يكن للأمر علاقة بالدين، بل كانت النساء يخدمن الجماعة وأعضاءها فى السر. واكتشفت لاحقاً أن شقيقتها الكبرى تنتمى إلى إحدى الشعب الإخوانية فى شمال سيناء.
■ هل تعتقد أن ذلك سبب كافٍ لحدوث مشاكل بينكما؟
- بعد ثورة 25 يناير، بدأت تظهر توجهاتها الحقيقية هى وعائلتها، خاصة فى فترة الاستفتاء على الدستور، وفجأة اكتشفت أن العائلة كلها إخوانية وتؤيد الرئيس المعزول محمد مرسى وحدثت خلافات كبيرة بيننا ونقاشات سياسية حادة حاولت من خلالها تصويب أفكارهم ولكننى فشلت وكانوا يتهموننى بأنى ضد الدين وأعارض الشرعية والإسلام، ومن هنا بدأت معاملتها تتغير معى هى وعائلتها وحدثت بعد ذلك مشكلات زوجية كثيرة وكانت تقول لى «إحنا عايزين ناس بتوع ربنا يحكمونا وانت مش عايز ده، وبالتالى أنت غير أمين علىّ كزوج أو أمين على تربية ابننا».
■ متى حدث الانفصال بينكما؟ وما أسبابه؟
- حدث الانفصال مرتين بسبب الجحيم الذى عشته، وكان الانفصال الأخير بعد ثورة 25 يناير بحوالى 5 أشهر، وحدثت حالة من الانفلات الأمنى الرهيب فى العريش فى ذلك الوقت، وهو ما أثر على استقرارى المهنى وعملى هناك، خاصة أننى لا أجيد استعمال السلاح، الذى كان شرطاً لمن يريد أن يبقى فى العريش فى ذلك الوقت، وذلك للحفاظ على حياتك وأسرتك، وقررت وقتها أن أنقل إقامتى إلى المنصورة، خاصة بعد ولادة طفلى الوحيد وخوفى على حياته، وبعد أن وافقت طليقتى تراجعت فجأة وانفصلنا رسمياً فى أبريل 2013.
■ كيف تطورت الأمور بينكما؟
- كنت أرعى ابنى وأتواصل مع والدته كل فترة فى إطار الأعراف والتقاليد الأسرية المعتادة فى حالات الانفصال، لكن بعد ثورة 30 يونيو وجدت ما لا يمكن السكوت عليه، وتحديداً بعد فض اعتصام «رابعة»، وطالعت صفحتها على «فيس بوك» ووجدتها تهاجم الجيش هى وعائلتها ووصفت ثورة 30 يونيو بأنها انقلاب وكانت توجه عبر الصفحة شتائم مباشرة إلى الجيش وقياداته وكل من لا ينتمى للإخوان.
■ هل حدثت مواجهات مباشرة بينكما بعد ثورة 30 يونيو؟
- بالفعل؛ فبعد تفجير مديرية أمن الدقهلية، قررت أن أقوم بأى دور إيجابى ضد الإرهاب الذى أعلنه الإخوان ضد الشعب، خاصة أن المديرية لا تبعد كثيراً عن مقر عملى، وشاهدت كل التفاصيل والخسائر البشرية والمادية التى خلفها هذا العمل الإرهابى الجبان، فقررت تأسيس حملة لترشيح الرئيس السيسى فى المنصورة خوفاً على ابنى ومستقبله بعد أن أصبح الخطر يهددنا جميعاً، إلى أن وصل إلى بيوتنا، فذهبت إلى قسم الشرطة وقدمت طلبا بالموافقة على تعليق «لافتات» تدعوه للترشح، ومن هنا بدأت الحرب ضدى بشكل علنى ومباشر من عائلتها وفوجئت بهم يطالبوننى بالتوقف وإلا لن أرى ابنى أبداً واننى غير مسلم وغير مؤيد للشرعية وأعمل لدعم الانقلاب، على حد زعمهم، والعديد من مكالمات التهديد.
■ كيف بدأت الحرب عليك بعد ذلك؟
- بعد أن انتشرت فعاليات الحملة على صفحتى الشخصية على «فيس بوك»، بدأت أتلقى تهديدات من أسرتها وأقاربها بالتراجع عمَّا أفعل وأننى لن أرى ابنى لأنى لست على الدين الحق. وأذكر مرة أن أغنية «تسلم الأيادى» كانت مُذاعة فى التليفزيون وكان ابنى يزورنى فى منزل والدتى، فاتصلت طليقتى بالصدفة وكنت فاتح «المايك» فى المكالمة، فوجدت الولد يردد مقاطع من الأغنية، فثارت وقالت له: «اوعى تغنى الأغنية دى تانى، الأغنية دى بتاعة الناس اللى قتلت المصريين المسلمين فى الشوارع».
■ ومتى قررت تحريك دعوى قضائية لإسقاط الحضانة؟
- بعد موضوع أغنية «تسلم الأيادى» وتهديدها للصغير بالعقاب تأكدت أن الأمر لا يتعلق بى، بل بابنى «ساجد» وما يتم تلقينه له من أفكار متشددة واكتشفت كوارث حينما كان معى فى آخر إجازة؛ حيث وجدته لا يريد أن يشاهد أى ضابط أو جندى فى الشارع ويحاول الهرب منهم والاختباء خلف ظهرى!
وإذا ما رأى أى مدرعة يرتجف من الخوف ويبكى بحرقة كبيرة، لدرجة أنى فى إحدى المرات كان هناك تأمين لإحدى المحاكمات المتهم فيها الإخوان فى المحكمة التى تقع بالقرب من منزلنا، وحينما سمع سارينة الدوريات، وجدته ينتفض بسرعة ويجرى تجاهى ويبكى بكل فزع ويصرخ قائلاً: «الجيش هيموتنى يا بابا.. الجيش هيموتنى»!! فاندهشت وقلت له: «ليه بتقول كده»؟ فقال لى: «الجيش فى الشارع تحت البيت وهيضرب نار علينا دلوقتى ويموتنا زى الناس اللى موتهم فى الشارع، أنا ما بحبش الجيش؛ لأنه كمان موت قرايب ماما فى العريش فى بيوتهم بالصواريخ»! وطلب منى «مسدس» علشان ينزل يضرب نار على الجيش ويموته قبل ما الجيش يموته! ولما نهرته قال لى: «أنا لما أكبر هاموّت الجيش يا بابا».
■ وماذا فعلت بعد ذلك؟
- حاولت تغيير الأفكار السوداء التى تم زرعها فى رأس الصغير، وأخذته فى اليوم التالى وذهبت إلى أقرب مدرعة جيش وجعلته يسلم على الضباط والعساكر ويلتقط الصور معهم، إلا أنه رفض فى البداية، وعندما اشتريت له علم مصر وحلويات وقلت له إن الجيش اللى جايبهالك والجيش بتاعنا بيحب الناس والأطفال ومش بيضرب عليهم نار زى ما انت كنت فاكر، وافق والتقط الصور فوق مدرعات الجيش، واتخذت قراراً بضرورة أن يتربى ابنى فى بيتى بعيداً عن هذا الفكر الإرهابى، خاصة أنى دخلت على صفحة طليقتى على «فيس بوك» ووجدت صورة صدمتنى جداً وهى صورة لـ«ساجد» وهو يرفع شعار «رابعة»! فكان لا بد من أن أتحرك بسرعة قبل أن يشب الصغير على هذه الأفكار المتطرفة.
■ هل تعنى أنك خائف على مستقبله مع عائلة والدته؟
- أكيد، فإذا ما شب على كراهية الجيش وأن ضباطه يطلقون النار على الناس فى الشارع، سيتحول فى سن 14 سنة إلى إرهابى لا محالة! لأن عقله الباطن تربى على أن جيش بلده هو عدوه، ولا أعرف ما الذى يمكن أن تفعله عائلة طليقتى به عندما يكبر! وأرتجف كلما أتخيله داخل معسكرات الإرهابيين، خاصة أن العريش تعج بمعسكرات الإرهابيين.
■ هل قدمت بلاغاً رسمياً بعد تعرضك لهذه التهديدات؟
- نعم، قدمت بلاغاً للمحامى العام لنيابات شمال سيناء لحمايتى وفتح تحقيق رسمى وأخذ تعهد بعدم التعرض لى وحتى يكون هذا البلاغ دليل إدانة عند حدوث أى اعتداء علىّ ولتمكينى من التوجه لمحكمة الأسرة فى العريش دون التعرض لخطر، خاصة أنهم بعثوا لى رسالة مفادها: «إنها قرصة ودن» وقد ذكرت ذلك فى البلاغ أيضاً، فضلاً عن كل وقائع التهديد التى تعرضت لها من طليقتى وعائلتها وعلاقتهم ببعض المسجلين خطر فى العريش.
■ ما فحوى الدعوى القضائية التى حركتها لإسقاط حضانة الطفل؟
- بكل أسف وفقاً لقوانين الأسرة فإن أحقية رعاية الأب للطفل الذكر فى سن 15 سنة «طيب أنا آخده وهو عنده 15 سنة بعد ما أصبح مشروع راجل وتكونت كل قيمه ومعتقداته ومبادئه ومهما فعلت لن يسمعنى؟»؛ لذلك قررت أن أطالب بإسقاط الحضانة عن أمه لأنها غير أمينة عليه فى تربيته؛ فالموضوع ليس له علاقة باختلافات سياسية أو أفكار بل بحق دم بيننا وبين الإخوان، وحق بلد وحرب على دولة وحرب على شعب؛ لهذا قدمت دعوى إسقاط الحضانة بناءً على كل ما أملك من أدلة ومستندات تظهر فكر هذه الأم وعائلتها وخطورة تربيتها لابنى.
■ هذه الدعوى القضائية الأولى من نوعها، فعل تعتقد أن هناك نصاً فى القانون يدعمك فى إسقاط الحضانة؟
- لا يوجد أمامى إلا اللجوء إلى مؤسسات الدولة والقانون، ووفقاً لشروط استحقاق الحضانة يوجد 3 شروط، هى: «ألا تكون الأم متزوجة من أجنبى، ألا تكون الأم مريضة بمرض يمنعها من تربية الطفل والعناية به، أن تكون أمينة على الطفل»، والأمانة التى شرعها القانون هنا تعنى ألا تكون فاسقة على سبيل المثال لا الحصر، وأن تربى الطفل بحيث تصل إلى نتيجة أنها تنشئه تنشئة اجتماعية نفسية دينية سليمة، وهذا أحد أهم شروط الأمانة، وهذا غير متوافر فى حالة ابنى، فطليقتى لا تربى ابنى على أن ينشأ محباً ومؤمناً بوطنه ودينه ومجتمعه، فهى تربى ابنى على كراهية البلد ومجتمعه، كما أنهم لا علاقة لهم بالدين أساساً، يتكلمون عن شرع الله لكن حينما تتعارض مصالحهم مع هذا الشرع لا يعترفون به!
والموضوع ليس خلافاً شخصياً بين أم وأب على حضانة طفل، بل الأساس فى القضية أنها لا تصلح لتربية ابنى لأنها تربية وفق لمبادئ تيار سياسى معادٍ للدولة وللدين وللشعب المصرى، وليس لديه أى ولاء إلا لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التى صدر بشأنها قرار من مجلس الوزراء وحكم محكمة باعتبارها جماعة إرهابية يُحظر الانتماء إليها أو التعامل معها ويعاقب القانون من يفعل ذلك وفقاً للمادة 86 من قانون العقوبات التى تجرم كل من ينتمى لأى جماعة إرهابية.
■ إذا خسرت القضية فماذا ستفعل؟
- سأقوم بتدشين حملة شعبية للمطالبة بتفعيل قانون يعطينا الحق فى حضانة الأطفال حال ثبوت عدم أمانة الأم فيما يتعلق بأفكارها ومعتقداتها الإخوانية، فهناك مثلى المئات من الآباء والأزواج لكن لم يقدر أحد منهم على الحديث حتى الآن أو التقدم بخطوة قضائية، فى حال ما إذا كان الأمر معكوساً؛ بمعنى أن الأب هو الإخوانى، فيمكن للزوجة أن تقوم برفع قضية خلع، لكن بالنسبة للآباء الموضوع صعب ويحتاج إلى قانون حاسم حفاظاً على أجيال قادمة يعلم الله وحده ماذا سيكون مصير مصر حال تنشئتهم على هذا الفكر المتطرف الإرهابى.
تربية الطفل
قلت لها ذلك مراراً لكنها لم تستجب، لكننى لن أسمح أبداً بأن يشب ابنى على هذا الفكر الإرهابى وكراهية جيش بلده ويرفع إشارة «رابعة»، وقالت لى بالنص: «أنا مع مرسى ومع الشرعية ويلعن أبو الجيش بتاعك»، فهددتها بأنى سأسترد الولد إذا لم تتق الله فيه، فهددتنى صراحة بقولها: «ابنك هو اللى هيحاربك!! ولو فكرت تدخل العريش هتتقتل وتتقطع حتت» على اعتبار أن عائلتها لها نفوذ كبير وأن المجتمع العرايشى يحمل السلاح بمنتهى البساطة وفقاً للمعتقدات القبلية التى يعيشون عليها وأنى لست «عرايشى» وليس لى قبيلة تحمينى.
0 تعليقات