د. خالد حنفي وزير التموين |
"الخبز" كالماء والهواء
يستنشده الغني والفقير على السواء
فصل الإنتاج عن التوزيع يعالج قصور المنظومة
الجديدة
---
بقلم
جابر مدني
كاتب صحفي
بقلم
جابر مدني
كاتب صحفي
** رغم أن منظومة " توزيع الخبز الجديدة " هي
لضمان وصول الدعم لمستحقيه ، إلا أنها بشكلها الحالي ، جانبها الصواب على أرض
الواقع ، للأسباب التالية :
** إن سلعة " الخبز" غير قابلة للتخزين ، وبلغة
رجل الإقتصاد هي سلعة عديمة المرونة ، لا غنى عنها مهما إرتفع ثمنها ، وهي لذلك لا
يجب إخضاعها لقانون العرض والطلب ، مثلها مثل الماء والهواء ، ومن حق أي إنسان
الحصول عليها في أي زمان ومكان ، دون قيد أو شرط . للبقاء على حياته وأمنه القومي
. وإن ما نشهده تلك الفترة من سلبيات تطبيق منظومة " البطاقة الذكية"
لتوزيع الخبز يمثل مهزلة إنسانية وإجتماعية ، لا لسبب إلا لقصور في الفكر لدي
المشاركين في تطبيق القرار على أرض الواقع
لعدم الإلمام بالإبعاد الإجتماعية والإنسانية والتاريخية لهذا الشعب العريق
.
مفجر ثورة 30 يونية ( عيش – حرية – عدالة – كرامة
إنسانية)
- ألا تعلم يا سيادة
الوزير ، أن " الخبز" كالماء
والهواء يستنشدة الغني و الفقير على السواء . . نرجو إعادة النظر في تلك المنظومة التي
لا تتفق مع إرادة ومقدرات شعب مصر ، التي أسفرت عن إرتفاع ثمن رغيف الخبز إلى 35
قرشاً لمن لا يستطيع الحصول على "البطاقة الذكية" . . كيف بالله عليك ، أن
يتحمل محدودي الدخل الثمن الباهظ لرغيف الخبز . . لا بد أن سيادتكم ستخرجون ببيان
، بأنه تم توفير كميات كبيرة من أرغفة الخبز والتي لم تأتي من خلال منظومة فكر
إقتصادي متكامل . . بل إنها جاءت نتيجة عدم إمتلاك الغالبية العظمي من أبناء الشعب
للقدرة الشرائية( 35 قرش/ رغيف) لإشباع إحتياجات الأسرة من سلعة ضرورية عديمة
المرونة ، مفضلين الأرز والمكرونة على رغيف الخبز المرهق لميزانيتهم ، فمثلاً :
أسرة مكونة من فردين تشتري (10) أرغفة بثلاث جنيهات ونصف الجنيه . . الا يستدعي
هذا وصف منظومتكم لتوزيع الخبز بشكلها الراهن ، بالقرار التعسفي ضد الأسر المتوسطة
الحال ؟! فما بااالكم بالأسر الفقيرة والمعوذين ممن يشكلون قطاعا كبيرا من أبناء
الشعب ، في ظل إجراءات تعسفية ليتم إستخراج بطاقة تموينية عفى عليها الزمن إقتضتها
ظروف الحرب العالمية الثانية وقد تخلت عنها معظم شعوبها بأدوات أخرى لتوفير
العدالة في توزيع السلع الأساسية ( التموينية )
رغيف الخبز خط أحمر
سيادة الوزير . . إن رغيف الخبز خط أحمر يجب عدم المساس
به ، والعمل على توفيره وضمان وصوله لكافة أبناء الشعب بتفعيل دور مباحث التموين ،
و الرقابة التموينية على المخابز والأسواق لحماية المستهلك من المخالفين وجشع المتاجرين بأقوات الشعب . .
فصل الإنتاج عن التوزيع
الجمهور يتساءل بعد معاناة . . لماذا لا يتم فصل الإنتاج
عن التوزيع من خلال مشروع لـ "توزيع الخبز على المنازل" ، بحيث يتفرغ كل
مخبز تماماً لعملية الإنتاج طبقا لمواصفات الجودة المقررة في حدود الحصة المحددة
لكل مخبز وفقا للكثافة السكانية المحيطة بالمخبز
، وإسناد مهمة التوزيع وضمان وصول رغيف الخبز لمستحقيه من خلال مشروع
لتوزيع الخبز على المنازل أو منافذ
للتوزيع تكون مسئولة عن عملية التوزيع وفقا لبطاقة التموين أو الخبز الزكية أو
الرقم القومي بالكمية المقررة لكل فرد .
نقول ونؤكد بأن إنشاء "مشروع لتوزيع الخبز " على
المنازل فكرة رائعة ، تضمن العدالة في توزيع الخبز لكل أسرة بعيدا عن الوقوف في
طوابير أمام المخابز ورحمة بكبار السن
وذوي الإحتياجات الخاصة وخاصة في حالة حدوث أعطال فنية خاصة بماكينات الصرف أو شبكات
الإتصال المرتبطة بها الأمر الذي يجبر
الفرد على الدخول في حلقة الكعب الداير من مخبز إلى آخر بحثاً على رغيف الخبز
تاركاً وراءه العديد من المصالح الأخرى .
ونسوق إلى سيادتكم بالإضافة لما سبق ، مبررات فصل توزيع
الخبز عن الإنتاج فيما يلي :
أولاً - إن عملية تحميل المخبز مسئولية التوزيع إلى جانب
إنتاج الخبز ، سوف تجعله يكرس كل إهتمامه بعملية التوزيع على حساب عملية تجويد الإنتاج
وتحسين رغيف الخبز .
ثانياً- إن فكرة الجمع بين ا الإنتاج وعملية التوزيع في
آن واحد سوف تفتح الباب على مصراعيه لأصحاب المخابز لتحقيق أكبر حصيلة من المبيعات
على حساب الوزن ومواصفات الجودة في ظل تزايد حجم الطلب .
وشكراً لجهودكم من أجل تحقيق الأفضل لشعب مصر العظيم ،
الذي يتمسك بثورته 30 يونية 2013م ومبادئها : عيش – حرية – عدالة إجتماعية – كرامة
إنسانية .
0 تعليقات