حكم الإحتفال
بالمولد النبوي الشريف 2014م
د. على
جمعة : من أعظم الأعمال وأفضل القربات وأصل من أصول الإيمان
إجماع الأئمة
: بشرط الإبتعاد عن المظاهر المذمومة كالرقص والطبل وأعمال الشعوذة
إعداد : ابراهيم عسكر
** الاحتفاء بمولد النبي
محمد صلى الله عليه وسلم سُنة بدأها النبي صلى الله عليه وسلم حيث صام يوم الاثنين
من كل أسبوع فلما سئل في ذلك قال: “ذاك يوم ولدت فيه” وعلى ذلك سار المسلمون إلا
أن الاحتفال بذكرى عيد المولد النبوي اتخذ طابعاً ابتعد قليلاً عن ثوابت الدين حتى
بدا الاحتفال بذكرى المولد في أحوال كثيرة لا علاقة له بصاحب الذكرى من قريب أو
بعيد من خلال إقامة الاحتفالات المصاحبة التي يختلط فيها النساء بالرجال وقد ترتكب
فيها المنكرات.
من هنا نادي البعض بوقف
الاحتفال بعيد المولد النبوي واعتبروه بدعة بل اعتبره البعض شركاً.
من أفضل الأعمال
* يقول الدكتور علي جمعة مفتي
الجمهورية ( السابق ) الاحتفال بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات لأنه تعبير عن
الفرح والحب له ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان وقد صح عن
أنه قال: “والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده”.
د. على جمعه |
وحكم الاحتفال بالمولد
النبوي هو الاحتفاء به. والاحتفاء به أمر مقطوع بمشروعيته لأنه أصل الأصول
ودعامتها الأولى فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه فعرف الوجود بأسره باسمه
ومبعثه وبمقامه وبمكانته فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه
ونعمته على العالمين وحجته.
ويشير د. على جمعة الى
أن سلفنا الصالح قد درج منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفاء بمولد رسول الله
باحياء ليلة المولد بشتي أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار
وإنشاد الأشعار في الرسول محمد .
كما نص على ذلك عدد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي وابن كثير والحافظ بن دوحي الأندلسي والحافظ
بن حجر.
ويضيف ان أصل الاجتماع
لاظهار شعائر الاحتفال ليلة المولد مندوب وقربة لان ولادته أعظم النعم علينا
والشريعة حثت على إظهار شكر النعم وهذا ما رجحه ابن الحاج في المدخل حيث قال: لان
في هذا الشهر منَّ الله علينا بسيد الأولين والآخرين فكان يجب أن يراد فيه من
العبادات والخير وشكر المولى على ما أولانا به من النعم العظيمة.
الأبتعاد عن المظاهر المذمومة
ومما سبق ذكره من أقوال الأئمة وغيرهم وتبين أن هذا هو حال الأمة من القرن الخامس الهجري نرى استحباب احياء ليلة المولد موافقة للأمة والعلماء وأن يكون الاحتفاء بالمولد النبوي بما ذكر من تلاوة القرآن والذكر وإطعام الطعام وألا يتطرق إليه مظاهر مذمومة كالرقص والطبل ولا غبرة بمن شذ عن هذا الاجماع العملي للأمة وأقوال هؤلاء الأئمة. وليس ذلك الاحتفال بكثير على النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة.
ومما سبق ذكره من أقوال الأئمة وغيرهم وتبين أن هذا هو حال الأمة من القرن الخامس الهجري نرى استحباب احياء ليلة المولد موافقة للأمة والعلماء وأن يكون الاحتفاء بالمولد النبوي بما ذكر من تلاوة القرآن والذكر وإطعام الطعام وألا يتطرق إليه مظاهر مذمومة كالرقص والطبل ولا غبرة بمن شذ عن هذا الاجماع العملي للأمة وأقوال هؤلاء الأئمة. وليس ذلك الاحتفال بكثير على النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة.
يشير الشيخ عبدالله أبو
عيد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق الى أن الاحتفالات التي تقام بمناسبة ذكرى مولد
رسول الله صلى الله عليه وسلم لها جانب ايجابي يتمثل في السرادقات التي يتلي فيها
القرآن الكريم والمواعظ التي تعتمد على سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ليأخذ
الناس منها الاسوة الحسنة وكذا المساجد تكون كلها مهرجانات دينية بما يلقي فيها من
دروس وعظات وحفزهم الناس للعمل الجاد والمثمر والبناء الذي أوصانا به رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
ويضيف أن الجوانب
السلبية فما أكثرها من اختلاط الفاسد بين الرجال والنساء والأشياء التي تتسم
بالشعوذة وكل هذا يبعدنا عن الروحانيات التي تتناسب مع الاحتفال بخاتم الأنبياء
والمرسلين والذي نؤكد عليه هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس في حاجة الى
ذلك فقد رفع الله شأنه فقد قال في حقه “وانك لعلى خلق عظيم”. وقوله تعالي: “ورفعنا
لك ذكرك”.
د. عبد الحكم صالح |
* ويوضح الدكتور عبدالحكم صالح سلامة الأستاذ بجامعة الأزهر والمفكر الإسلامي ان الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم أمر مطلوب وهو من الأمور التي تتجاوب مع فطرة الانسان فقد جبلت الطبائع البشرية على إجلال الرموز وتكريمها فعلى امتداد التاريخ البشري والأمم تكرم رموزها كالقيادات المخلصة التي تسهر على خدمة الشعوب وكرموز الاصلاح الاجتماعي والمفكرين والمبدعين والموهوبين والفلاسفة وغيرهم.
ويشير الى أن الاحتفال
بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بدعة على ساحة الحياة الانسانية هذا فضلا عن
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتفي بمولده ليس فقط مرة كل عام بل مرة كل
أسبوع ففي الحديث الصحيح انه كان يصوم يومي الاثنين والخميس وسئل عن سبب ذلك فقال
عن صيام يوم الخميس انه يوم ترفع فيه الأعمال الى الله وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.
ولما سئل عن صيام يوم الاثنين قال: “ذاك يوم ولدت فيه”.
فهذا دليل على أن
الاحتفال بالمولد النبوي أمر لا بأس به بل هو من إجلاله وإكرامه والاعتراف بفضله
ولما أسداه للانسانية من معروف.
د. نصر فريد واصل |
* يشير الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية ( الأسبق ) الى أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها اعتادوا على الاحتفال بمولد الهدى والنور محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاهد لنشر مبادئ الإسلام وإرساء قواعده.
وهذه الاحتفالات لا مانع
منها شرعاً لأنها تذكر المسلمين في كافة أرجاء الدنيا بما كان عليه صاحب الذكرى من
خلق قويم ونهج مستقيم وكيف كان مولده نوراً أضاء الدنيا وأخرج الناس من ظلمات
الجهل الى نور الإيمان واليقين.
0 تعليقات