اخر الاخبار متحرك

تكنولوجيا : سوء إستخدام تكنولوجيا السيارات تهدد حياة السائقين

تقرير هام يقول:
سوء إستخدام تكنولوجيا السيارات
يهدد حياة السائقين
الدوحة - الراية 
** صارت التكنولوجيا تؤدي دورا هاما في حياة الناس ما جعل شركات صناعة السيارات تستعين بها داخل السيارات حتى أصبح في متناول قائد السيارة الأدوات اللازمة للتواصل عبر العالم والتنقل في حركة المرور الكثيفة وشق طريقه في أماكن غير مألوفة وفي الوقت نفسه يكون بإمكانه الاختيار من بين مجموعة كبيرة من الخيارات الترفيهية.
وقد تباينت الآراء بين الخبراء والمختصين وقائدي السيارات حول إيجابيات وسلبيات استخدام التكنولوجيا وأجهزة الترفيه داخل السيارة حيث يرى فريق أن استخدامها غير آمن أثناء القيادة لأن استعمال أنظمة الملاحة أو الاتصالات أثناء القيادة من أسباب الحوادث المرورية لأنها تشغل السائق عن الطريق في حين ذهب فريق آخر إلى أن وجود الأنظمة الألكترونية داخل السيارة يعزز من القيادة الآمنة على الطريق ويعمل على تحسين سلامة السائق والمركبة بصورة أكبر ما أدى إلى تراجع الحوادث في كثير من دول العالم التي تطبق هذه التكنولوجيا.
وللتعرف على إيجابيات وسلبيات استخدام التكنولوجيا الحديثة داخل السيارة أثناء القيادة، وهل أسهمت في تعزيز القيادة الآمنة أم أنها أدت إلى انشغال السائق. يدور هذا التحقيق الذي نشرته مجلة "الشرطة معك" .
في البداية يقول عبدالله شاهين إن السيارة التي لا تحتوي على مواصفات تكنولوجية بداخلها تعد الآن من السيارات القديمة فأي سيارة لابد أن تحتوي على جهاز ملاحة وأجهزة ترفيه واتصالات وغيرها فهي تساعد على تحديد المواقع والاتصال بالجهات المعنية في وقت الضرورة وأرى أنها لا تشكل أي تشويش على السائق أثناء القيادة.
وأيد هذا الرأي سعد العبدالله مؤكدا أن التكنولوجيا الحديثة تعمل على تحسين السلامة على الطريق فكثير من الناس يطلبون سيارات بمواصفات خاصة تحتوي على تكنولوجيا لا تتوفر في السيارات الأخرى ولم نسمع أن أحدا منهم ارتكب حادثا مروريا لانشغاله بهذه الأجهزة عن التركيز في الطريق.
في حين يتحفظ محمود القحطاني على التكنولوجيا المبالغ فيها داخل السيارة لانها تشغل السائق عن الطريق الذي يتواجد عليه سائقون من جنسيات مختلفة لهم ثقافات متعددة في القيادة بالانشغال عن الطريق لحظة قد يؤدي الى وقوع حادث مروري.
القيادة الآمنة
ويرى د. أحمد عبدالنبي أن التكنولوجيا المبالغ فيها داخل السيارات لا تتفق إلى حد كبير مع القيادة الآمنة حيث إنها تؤدي إلى تشتت السائق أثناء القيادة وإن السلامة تكمن في التخفيف من استخدام هذه التكنولوجيا لكن الإنسان يميل إلى التطور التكنولوجي ما يدفع السائقين إلى استخدام أجهزة تكنولوجيا محمولة باليد وهي ممارسة أكثر خطورة، بدلا من المثبتة داخل السيارة، متسائلا كيف نجعل من الممكن استخدام التكنولوجيا الحديثة داخل السيارة على نحو يجعل عيون السائقين مركزة على الطريق؟
تكنولوجيا ناجحة
وبعرض الموضوع على الخبراء والمختصين يؤكد العقيد عبدالرحمن المالكي مساعد مدير إدارة نظم المعلومات بوزارة الداخلية على أن بعض التكنولوجيا التي تم ادخالها في السيارات تعمل على تحسين سلامة السائق والمركبة على الطريق بصورة كبيرة حيث تراجعت الحوادث في كثير من دول العالم التي تعتمد هذه التكنولوجيا في السيارات بصورة متواصلة في السنوات الأخيرة وهو ما يؤكد نجاح هذه التكنولوجيا وبالتالي حفز الشركات المصنعة على تطويرها.
ويشير إلى أن الشركات المصنعة للسيارات لا تضع أي تكنولوجيا داخل السيارة إلا بعد إجراء دراسات وتجارب عليها ومدى تأثيرها على السائق إيجابا وسلبا حيث إن من بين الأشياء التي تم إدخالها في كابينة القيادة معدات تحذر السائقين حين تخرج السيارة عن المسار وأجهزة تستخدم مكابح السيارة بصورة آلية إذا كانت في سبيلها إلى الاصطدام ومع ذلك يبدو أن شعبية الأجهزة المتقدمة داخل السيارة غير متاحة إلا لشريحة معينة من قائدي السيارات.
ويضيف: السيارات الشخصية المتطورة تكنولوجيا معروفة في جميع الدول المتقدمة ويقبل عليها الأفراد ولا يمكن الاستغناء عنها وتتوفر فيها وسائل الأمن والسلامة خاصة التكنولوجيا التي تم تركيبها من قبل الشركة المصنعة للسيارة حيث تمتنع هذه الأجهزة عن استقبال أي تطبيقات من السائق أثناء تحرك السيارة وهذا ما يعطي أمانا على الطريق، فضلا عن إنها تقوم بمخاطبة السائق للحيلولة دون النظر إلى هذه الأجهزة والتدقيق فيها حتى لا يترتب عليه وقوع حوادث.
وقال: كما أن هذه الأجهزة أسهمت في التزام قائدي السيارات بقانون المرور وآدابه على الطريق من خلال برامج هذه الأجهزة التي تقوم على سبيل المثال بتنبيه السائق بالسرعة المقررة على الطريق في حالة تجاوزها كما أسهمت إلى حد كبير في تركيز السائق على الطريق وعدم الانشغال بالوسائل الترفيهية من خلال ما يقوم به قائد السيارة بتسجيل كل ما يرغب به قبل القيادة ويقوم الجهاز بالانتقال من برنامج لآخر حسب برمجة السائق ما يجعل السائق يركز في القيادة كما تعرف السائق أي مسار يسلك على الطريق حتى لا يسبب عائقا مروريا في انتقاله من مسار إلى آخر أثناء وجوده أمام الإشارة المرورية.
مخاطر عديدة
ويقول الملازم عبدالواحد غريب العنزي ضابط الإعلام والتوعية المرورية بإدارة المرور: التكنولوجيا الجديدة في السيارات شأنها شأن أي جديد لها سلبيات وإيجابيات فبعض الأجهزة الحديثة التي يتم تركيبها داخل السيارات للأسف الشديد يستخدمها بعض السائقين للتسلية أثناء القيادة ما تتسبب في وقوع حوادث مرورية نتيجة للانشغال بها، هذا فضلا عن استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة أثناء القيادة وما قد يسببه ذلك من مخاطر عديدة على الطريق.
ويشير إلى أن هناك العديد من الدراسات الحديثة التي ربطت بين انشغال السائقين بالأجهزة داخل السيارة وبإرسال واستقبال ومتابعة رسائل الجوال والبلاك بيري وارتفاع عدد الحوادث المرورية لكن توجد أجهزة هامة كالكاميرا الخلفية في السيارات الحديثة وكذلك جهاز تثبيت السرعة له إيجابيات وأيضا سلبيات لأن التكنولوجيا من صنع الانسان ويمكن أن يحدث خلل في أي وقت يؤدي لحوادث وجهاز الجي. بي . أس يساعد على الانشغال بغير الطريق حيث ينظر إليه السائق بانتظام ولذلك يمكن برمجة الجهاز ليعمل بالصوت فقط حتى لا يكون سبباً في الحوادث.
ويوضح أن التكنولوجيا وأن كانت تزيد من قدرة المركبات على التحكم والسلامة على الطريق فإن قائد السيارة المعرض للانشغال يظل له دور في الاستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا.
التحلي بالمسؤولية
ويقول: قائد السيارات قد يؤدي استخدام أي نوع من أنواع الأجهزة إلى شروده، ولذلك ينبغي على شركات تصنيع السيارات أن تراعي معايير التكنولوجيات المعروضة للاستعمال ويجب أن تكون الأنظمة الموجودة داخل السيارة سهلة الاستخدام وأن تتضمن تحديد خطوات الاستعمال بوضوح وأن تكون مصممة بالشكل الذي يساعد على تلافي أشكال الشرود. وينبغي أن يكون مستعملوها قادرين على التحكم في خطوات التفاعل وألا يؤدي استكمال المهام المرغوبة إلى أي تأثير ضار على القدرة على القيادة.
وطالب بضرورة التحلي بالمسؤولية الكاملة خلال القيادة وعدم الانشغال بغير الطريق واستخدام الأجهزة الحديثة المتوفرة في السيارات بالشكل الصحيح وكذلك ضرورة قيام الأسرة بمراقبة الأبناء وعدم السماح لهم بالقيادة بدون رخصة أو التهور والانشغال ولا نترك لهم السيارات الحديثة يفعلون بها ما يشاؤون ويضرون أنفسهم ويتسببون في تعريض حياة الآخرين للخطر.
سلوك السائق
ويرى الملازم أول مهندس راشد النعيمي ضابط فرع تنظيم الشبكات بإدارة الاتصالات أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تؤدي في يومنا هذا دورا هاما خاصة في السيارات حيث عملت الشركات المصنعة للسيارات على أن يكون في متناولنا الأدوات اللازمة للتواصل عبر العالم والتنقل في حركة المرور الكثيفة دون معوقات فضلا عن إمكانية الاختيار بين عدد كبير من الخيارات الترفيهية داخل السيارة ما يتطلب منا أثناء القيادة التأكد من أننا نستعملها بمسؤولية وحذر تفاديا للحوادث.
ويؤكد على أن شرود السائق أثناء قيادة السيارة يرجع إلى سلوك السائق الذي يستعمل الأجهزة الألكترونية مثل المراسلة الألكترونية وأنظمة الملاحة أو الاتصالات أثناء القيادة وبدون تركيز في الطريق مخالفا لاشتراطات الأمن والسلامة التي تنادي بها وزارة الداخلية والمدونة في كتيب المواصفات والإرشادات الذي تصدره الشركة المصنعة للسيارة، ما يترتب عليه وقوع حوادث مرورية.
ويرى أن وجود نظام إلكتروني جيد داخل السيارة يعزز القيادة الآمنة على الطريق وإعطاء المزيد من قدرة التواصل مع قدر أقل من التشتت مطالبا بضرورة عدم وضع قيود على استخدام التكنولوجيا داخل السيارة مع تجنب إعطاء السائقين الانطباع بأن بإمكانهم بصورة مأمونة رفع أعينهم عن الطريق لفترات طويلة.
وحث الشركات المصنعة للسيارات على التعرف على مدى ارتباط تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتوفير عنصر السلامة على الطرق محذرا من استخدام الوسائل الحديثة للاتصالات أثناء القيادة على الطرقات ومناشدا الجهات المعنية بتبني عنصر السلامة على الطرقات وذلك من خلال تكاتف الجهود ووضع الخطط والبرامج والإجراءات الوقائية للحد من وقوع الحوادث الناجمة عن سوء استخدام وسائل الاتصال أثناء القيادة.
الاستخدام الآمن
ويقول السيد شفيق إدريس مدير التسويق في إحدى شركات السيارات أن شركات صناعة السيارات نجحت في توظيف نطاق من التكنولوجيا الجديدة يستطيع التوفيق بين السلامة والتكامل من خلال السماح بالاستخدام الآمن لبعض الكماليات التكنولوجية بما في ذلك تفعيل عدد من الوظائف بالصوت ومفاتيح بسيطة يسهل فهمها داخل السيارات ومؤشرات على لوحة السيارة تكون قريبة من الزجاج الأمامي.
ويوضح أن شركات تصنيع السيارات على مستوى العالم تعمل على تصنيع سيارات حديثة بها مزيد من الأمان حيث إن التقدم التقني الهائل في وسائل السلامة عزز من هذا الأمان كما أن تحسن التكنولوجيا داخل السيارة أسهم في خفض عدد حوادث السيارات في معظم الدول الغربية على الرغم من تضاعف الكثافة المرورية فهناك فوارق بين السيارات الحديثة من حيث السلامة حيث إن كثيرا من السيارات الحديثة مزودة بأنظمة سلامة نشطة منها أجهزة استشعار إلكترونية تعمل في أقل من ثانية من وقوع التصادم حيث تقوم هذه الأنظمة بتفعيل نظم السلامة والحد من آثار الاصطدام.
ويؤكد على أن التطورات التكنولوجية الكبيرة التي أحدثتها كبرى شركات السيارات نجحت في تفعيل عوامل السلامة وبالتالي تقليل نسبة الحوادث في بعض الدول حيث استطاعت أن تستحدث بعض التكنولوجيا التي ساهمت في القيادة بأمان على الطريق وفي نفس الوقت تجنبت التشويش على السائق حيث أدخلت شركات تصنيع السيارات عددا من وسائل الحماية المركبة مثل عمود المقود الذاتي لحماية السائق في الحوادث المواجهة وأحزمة حماية متطورة تشتد بعض الشيء ثم ترخي قليلا لتجنب تضرر الراكب وسادة هوائية في جانب مقعد كل من السائق والراكب الأمامي كما أوجدت تقنية لتنبيه السائقين عند انحراف سياراتهم عن الطريق أو فقدان التحكم بالسيارة بسبب شعورهم بالنعاس ويعمل هذا الإنذار على تحذير السائق في حالة تشتت ذهنه أو شعوره بالنوم خلال قيادة السيارة.
ويشير إلى أن كثيرا من الشركات المتقدمة في صناعة السيارات تعمل على تزويد المركبات بأجهزة المعلومات والاتصالات كخيارات إضافية وعادة تكون شاشات عرض هذه الأجزاء والتحكم فيها مثبتة على اللوحة الموجودة أمام قائد السيارة، وتشمل تطبيقات هذه الأجهزة توفير المعلومات الملاحية وكذلك التحكم في أنظمة التسلية وتكييف الهواء، والاتصالات وبالتالي تقلل من شرود قائد السيارة فقبل تركيب أي تكنولوجيا تخضع للتجربة للتأكد من فعالياتها وعدم تأثيرها على قائد المركبة أثناء القيادة.

إرسال تعليق

0 تعليقات