خبراء
سعوديون :
هذه هي
أسباب إعتذار السعودية عن عضوية مجلس الأمن
والموقف السعودي بداية لمواقف عربية وغير عربية
والموقف السعودي بداية لمواقف عربية وغير عربية
**إعتبر خبراء سعوديون أن اعتذار بلادهم عن عدم قبول العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي هي بمثابة "رسالة احتجاج" على فشل مجلس الأمن الدولي في حل الأزمة السورية، ولا سيما بعد التفاهمات الأمريكية الروسية بشأن الأسلحة الكيماوية السورية من ناحية، والتقارب الأمريكي الإيراني مؤخرا.
وتوقعوا أن يكون الموقف السعودي بداية لمواقف دول عربية وغير عربية تحتج على ما يجرى في مجلس الأمن، لكنهم رأوا أن محاولات إصلاح مجلس الأمن لن يكتب لها النجاح ما لم يكن هناك تكتل كبير داخل الأمم المتحدة يطالب بإصلاح المجلس.
وفي تعليقه على اعتذار السعودية على عدم قبول العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي، قال الخبير السياسي السعودي خالد الدخيل، لوكالة الأناضول: "يبدو أن هناك خلافا بين الرياض وواشنطن حول الملفين السوري والإيراني، وهذا الموقف السعودي يؤشر أن المملكة لم تتمكن أو لم تنجح في تعديل الموقف الأمريكي".
واعتبر أن هذا القرار جاء بمثابة "احتجاج عما يحدث بمجلس الأمن الدولي ولا سيما فيما يتعلق بالملف السوري، حيث كان الموقفين الروسي والصين يعرقلان مجلس الأمن عن اتخاذ قرارات في الملف السوري، والآن وبعد الموقف الأمريكى الأخير والتفاهم مع روسيا بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا، والتقارب الأمريكي الإيراني، تم إخراج الملف السوري والإيرانى من مجلس الأمن وقصر المفاوضات على الدول الكبرى".
وأردف قائلا: "هذا صوت احتجاج سعودي تجاه الموقف الأمريكي والتغير فى الموقف الأمريكي الذى أعقب مشكلة الكيماوي السوري، والتفاهم الكيماوي السوري، وكذلك التقارب مع إيران".
وبدأت إيران - التي تحتل مكانة متقدمة عالميا من حيث حجم الاحتياطي من النفط والغاز - التفاوض مع مجموعة (5+1) - التي تتكون من الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، فضلا عن ألمانيا - بعد أن انتخب الرئيس حسن روحاني في يونيو مبشرًا بالمصالحة لا المواجهة في العلاقات مع بقية العالم.
ومؤخرا أعلنت سوريا قبولها بوضع أسلحتها الكيماوية تحت إشراف الأمم المتحدة، وهي المبادرة التي تقدمت بها روسيا، حليف نظام بشار الأسد، لتجنب توجيه ضربة عسكرية غربية للنظام السوري؛ وبدأ بالفعل فريق دولي من الخبراء مهمته في سوريا لتدمير الأسلحة الكيماوية.
وفي تعليقه حول ما إذا كان هذا "الاحتجاج" قد يكون له تأثير على موقف أمريكا ومجلس الأمن بشأن الملف السوري، قال الدخيل: "هناك دول كثيرة تشارك السعودية في هذا الموقف، وهناك دول كثيرة ليست مطمئنه من التحول الأخير فى الموقف الأمريكي، وقد يكون هذا الموقف السعودي بدايه لمواقف دول عربيه وغير عربية تحتج على ما يجرى في مجلس الأمن".
وتابع: "كان هناك تعويل على الموقف الامريكى، الآن التفاهم الروسى الامريكى حول الملف السورى و الايرانى قد يجعل من الصعب الآن تغير الموقف الدولى تجاه مطلب إصلاح مجلس الأمن، لكن هذا يتطلب أن يكون هناك كتله كبيرة داخل مجلس الأمن تطالب باصلاحه، الأصوات الفردية لا تؤثر كثيرا سواء السعودية أو غيرها".
ورأى الدخيل أنه كان "من الأفضل أن تبقى السعوديه في مجلس الأمن خاصه وأن هذه أول مرة تدخل فيها المملكة مجلس الأمن، تحاول أن تقوم بإيصال رأيها إلى المجتمع الدولي من خلال عمليات التصويت على القرارات وكانت تستطيع استقطاب أصوات تؤيد موقفها داخل المجلس، ولا سيما من الدول غير دائمة العضوية، كما أن وجود الدولة داخل المجلس يجعلها محط أنظار أعضاء الأمم المتحدة، فتأخذ فرصة المساومة والأخذ والعطاء لأن لديها صوت داخل مجلس لأمن، ومرور القرار بمجلس الأمن يتطلب موافقة تسع دول".
واتفق الخبير السياسي السعودي، عضو مجلس الشورى السابق، محمد آل زلفة، مع الدخيل، في أن الاعتذار السعودي بمثابة "رسالة احتجاج" على موقف مجلس الأمن المتخاذل تجاه الأزمة السورية، ومواقف الولايات المتحدة الأخيرة.
وقال آل زلفة: "الشعب السوري يذبح على مرأى ومسمع من العالم، وبلاده تدمر، ومجلس الأمن يقف عاجز تماما عن وقف قتل المواطنين السوريين بشكل ممنهج بسلاح روسيا، التي هي عضو دائم في مجلس الأمن، وسبق أن عرقلت أي قرارات من شأنها حل الأزمة".
وتابع: "الموقف السعودي هو تعبير عن احتجاج واضح في أن مجلس الأمن لا أمل في أن يقوم بما كان متوقع أن يقوم به، ولا سيما بعد أن أضحت الولايات المتحدة دولة عاجزة عن أن تقوم بمسؤولياتها".
وأضاف: "أي مجلس أمن تحتمي به الدول به أمام التخاذل الأمريكي والغطرسة الروسية الداعمة لإيران؟ وربما تتفاوض أمريكا مع روسيا ومع إيران على تغيير واجهة الخارطة السياسية في الشرق الأوسط، ولم تعد هناك جهة يمكن الاحتماء بها من أفعال المارقين على الأنظمة الدولية".
وبين أن الموقف السعودي من مجلس الأمن كان واضح منذ أن اعتذر وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل عن عدم إلقاء المملكة كلمتها أمام اجتماع الأمم المتحدة الشهر الماضي، وهذا كان بداية التعبير عن هذا الموقف تجاه مجلس الأمن.
وأضاف: "مجلس الأمن كان الضمانة لحماية الانسان والمجتمع الدولي والمدنيين من القتل الممنهج والتدمير المنظم التي تمارسه بعض القوى وتحتمي بمظلة مجلس الأمن أو بالفيتو التي استخدمته روسيا والصين أكثر من مرة، ولكن المملكة ترى أن إلى مجلس الأمن بحاجة إلى إصلاح".
ودعا آل زلفة دول العالم إلى الوقوف إلى جانب المملكة؛ "لأن مجلس الأمن بحاجة - كما يرى - إلى إصلاح ولم يعد قادر على حماية المجتمع الدولي من أنظمة عابثة ودول غاشمة وقاسية في ممارساتها ضد خصومها وخاصة ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط سواء القضية الفلسطينية أو القضية السورية ".
0 تعليقات