بقلم :
د.
ثروت الخرباوي
** كتبنا كثيرا عن مصر
ومشاكلها الحالية ، بعد أن تولى رئاستها الأخ محمد مرسي مندوبا عن جماعة الاخوان،
فما المانع أن نغير الموضوع ونتحدث عن دولة أخرى؟ لا مانع..اذن تعالوا معي لنكتب
عن دولة (جمهوكية مصروفكو الديكتاقراطية) وجمهوكية مصروفكو هذه كانت منذ زمن ما من
أزمنة ماقبل التاريخ تسمى دولة مصر، ثم مع مرور الزمن أصبحت هذه الدولة مجرد مصروف
شهري يتم توزيعه على الأعزاء والأحباب من أفراد جماعة الاخوان.
وذات ليلة عامرية عقد قيس وهو مصدر
«مسطول» بمؤسسة الرئاسة مؤتمرا صحافيا حيث جلس على مكتبه الفاخر الذي تم استيراده
من ايطاليا، ثم حاك فمه بسواك فاخر تم استيراده من الصين، ثم قام بترتيب قميصه
الفرنسي الذي ارتدى فوقه ذلك «البالطو» الروسي، وبعد ان ألقى نظرة اطمئنان على
حذائه الايطالي أمسك بالميكروفون الياباني وهو يقول بكل فخر وزهو السلام عليكم..
واستطرد متحدثا عن أزمة الرهائن وقدرة الرئاسة غير العادية على حلها في فترة وجيزة
دون أي خسائر في الأرواح، ثم عرج متحدثا عن الأمن المستتب بمصر، وكان حديثه بطبيعة
الحال بلغة عربية ذات لكنة أمريكية من فرط حبه وتأثره بالأمريكان الذين يساندون
جماعته.
ثم تطرق إلى الحبيب شيمون بيريز الذي
مهد لنا الطريق لكي نعرف من هم الخاطفون، وفي ختام المؤتمر بشرنا المصدر المسطول
قائلا: ولكي يستتب الأمن في بلادنا فاننا قمنا باعداد خطة خمسية لتوفير زنزانة لكل
مواطن، وعلى الفور قامت وزارة الخارجية باستخدام كافة «الطرق الطبلوماسية» فأوفدت
المبعوثين والسفراء الى كافة أنحاء المعمورة للحصول على معونات دولية تكفل اقامة
زنازين تكفي كل المواطنين.
وتنفيذا للخطة الخمسية قامت وزارة
الداخلية بالقبض على ماتبقى من الشعب المصروفكي الذي أبدى ابتهاجه بهذه المنحة «ضع
حرف النون في المكان الذي تحب» ، وتأكيدا لذلك خرجت الصحف (النافقة) بلسان الاخوان
تشيد بهذا القرار الحكيم وتحض الوزارات على سرعة تنفيذ الخطة الخمسية لبناء
الزنازين… فقامت وزارة الاسكان بتوزيع السجون على المدن العمرانية الجديدة واشترطت
دخول المواطن في القرعة للحصول على زنزانته، وبسرعة البرق ظهر السماسرة الذين
يتوسطون في توفير الزنزانة المناسبة.
واذا بالاعلانات تغزو الصحف من كل صوب
وحدب فهذا اعلان تهنئة يقول فيه صاحبه (زنزانة على المحارة بوسط البلد في موقع
متميز بجوار لاظوغلي الوسطاء يمتنعون) وهذا اعلان من شركة مقاولات مملوكة لشاطر من
شطار الاخوان في صحيفة كبيرة بمساحة الصفحة الأخيرة مكتوب فيه (مدينة سجنية تقع
على الساحل الشمالي تسهيلات في الحبس على ثلاثين سنة) وهذه شركة اخوانية منافسة
تحطم الاسعار والعظام وتعلن للسادة المساجين أنه (من حقك ان تختار وسيلة التعذيب
التي سيتم تعذيبك بها.. نحن نوفر لك زنزانة سوبر لوكس.. الفلكة والعروسة هدية من
الشركة) .
وهناك شركات أعلنت عن (اطلب زنزانة حجم
عائلي تستلم ثلاثة هدية من الحجم المتوسط) أما المصدر المسطول في دولة «مصروفكو
جروب «فيقال إنه يعشق لعبة «المحبوسة» في الطاولة، ودائماً وأبداً ما يجلس وحده
ليشاهد فيلم «حب في الزنزانة» وفيلم «سجين زندا» كما أنه متابع دائم لبرنامج «من
وراء القضبان» وبرنامج «خلف الأسوار» في التلفزيون المصروفكي، وعندما كان هذا
الشخص في شبابه الأول ساهم في انتاج فيلم «30 يوم في السجن».
أما أكثر الأفلام التي يعشقها فهو فيلم
(الهروب الكبير) حيث ذكره هذا الفيلم بتلك اللحظة الخالدة التي هرب فيها من سجن
وادي النطرون !!، وقد شوهد هذا الشخص وهو يغني أغنية (سجنوني وباين في عينيهم)
وأغنية (ماقدرش اخالفك لأني عارفك تقدر تحط الحديد في ايدي) وكانت دموع الفرحة
آنذاك تلمع في عينيه من فرط النشوة، ويبدو ان هذا الشخص وهو كما تعلمون من أصحاب
الكلمة النافذة نافذة بقضبان طبعا أما العجيب فهو ان مسؤول دولة «مصروفكو»
الاخواني لم يرد في خاطره أنه من الممكن بقدرة الله ان يتغير اسمها ليصبح (مصرعكو).
0 تعليقات