الإخوان محاصرون بالشعب المصري
بقلم : سماء سليمان
**جمعة رد الكرامة 22 مارس 2015، لم تكن رد فعل عن الإهانة التي
تعرض لها النشطاء السياسيين عند مقر جماعة الإخوان بالمقطم، والذين تم التنكيل بهم
وضربهم ضربا مبرحا وصفع فتاة في مشهد من شأنه توجيه صفعة لكل المصريين وعلى رأسهم
النظام الحاكم نفسه، ولكنها أيضا رد فعل لسلسلة من التنكيل الذي طال جميع فئات
المجتمع في كرامتهم وحرياتهم
ومعتقداتهم وحرياتهم السياسية والحياتية، سلسلة لم تنته من الاعتقالات والاغتصاب والخطف والتعذيب حتى الموت للنشطاء السياسيين، والتضييق على الشعب في حياته اليومية وحصوله على احتياجاته الأساسية من خبر وسلع وسولار وأنابيب بوتاجاز... فما يكاد المواطن العادي يخرج من أزمة حتى يدخل في أخرى...مما أعطى لدى الكثيرين انطباعا بأن ثمة "خطة إشغال" جاري إعدادها بإحكام لشغله بقوت يومه بل وشكره على نعمة البقاء على قيد الحياة.
الصحيح أنني أكرر ما ذكرته آنفا من أن الإخوان ليسوا بمتخبطين في إدارة الدولة وفق مخططهم وسعيهم الحثيث للاستفادة من التراجع الاقتصادي والأمني والتضييق على الحريات، للخروج بمشروع التمكين في السلطة، إلا أنهم في سعيهم هذا ارتكبوا من الأخطاء المتتالية والتي أوشكت أن توصف بالممنهجة قد خسروا ثقة الشارع لهم بل وأصبح محاصرا لهم، كما زادت درجة النقمة الموجهة لهم من قطاعات كانوا يعتقدون أنهم من المتعاطفين معهم أولا ومن المؤيدين لهم ثانيا، فقد بات رجل الشارع العادي غاضبا لأنه لم يجد فيهم الصورة الذهنية السابقة عنهم بأنهم رجال يعرفون الله وسوف يخشونه عند وصولهم للحكم وأنهم قد تم التنكيل بهم على مدار عقود ومن ثم فمن ظُلم لن يظلم أبدا.
ولكن هذا الرجل والمرأة البسيطين فوجئوا بأن ثمة تخطيطا للسلطة .. هؤلاء البسطاء خارجه، فضلا عن عدم تردد السلطة في التضحية بهم لقيام مشروعهم، حتى لو جاء ذلك بالتضييق على الناس في حياتهم اليومية وحرياتهم وارواحهم.
هنا، كانت النقطة الفاصلة بين السلطة والشارع، هذا الشارع الذي ظل ساكتا على ظلم حاكم لآخر بغية التغيير، إلى أن جاءت الثورة ليتغلب بها على خوفه الطويل، وليعلن عدم استعداده للعيش فيما عاني منه لعقود.
ما حدث عند المقطم هو تكرار لما حدث في جمعة كشف الحساب ولما حدث في جمعة رد الاعتبار للمساجد، فالأولى اعتدى الناس فيها على الإخوان فيها والثانية اعتدوا على السلفيين، هذه الأحداث وغيرها –إذا استمر الأمر على ما هو- هي محاولات لتنفيس الشعب عن غضبه في صور مختلفة ولرد حصار الإخوان عليهم إلى حصار الشعب للإخوان، وللأسف ما لا تستطع السلطة تداركه هو صعوبة تسليم الناس بقمع الإخوان لهم.
لم يعد الشارع وحدة المعبر الوحيد عن غضبه تجاه الأخوان ولكنه امتد لقطاعات أخرى مثل الطلبة والنقابيين ولعل إخفاق الإخوان في انتخابات الطلبة ونقابة الصيادلة اكبر دليل على تراجع شعبيتهم وغضب الناس عليهم.
للأسف حركة الشارع المصري يصعب السيطرة عليها، لأن الشارع لم يعد كتلة واحدة ولكن هناك قوى كثيرة تتحرك فيه داخلية وخارجية، ولكن كل هؤلاء غاضبون من مسلك السلطة الحالية، فضلا عن أن تهديد التيار اليميني المتطرف باستخدام العنف ضد الشعب المصري لم تعد مجدية بل بالعكس أضحت تقابل من الشعب بحالة من اللامبالاة والتقليل من شأن هذه التهديدات، كما أن استخدام العنف لن يكون في صالح السلطة، فهو سيظهرها بمظهر السلطة القمعية مما ينتفى عنها الشرعية التي أتت بها من صناديق الانتخابات، فضلا عن تراجع دعم الدول الخارجية لها ولعل تصريحات البرلمان الأوروبي مثالا واضحا على ذلك.
على السلطة أن تخشى تحرك الشارع الغاضب، وأكرر بأن مصر لن تدخل في حرب أهلية كما يعتقد البعض، ولكنها قد تدخل في موجات عنف متكررة، وهو الأمر الذي لن يقبله الشعب المصري.
لابد للسلطة أن تتخلى عن عنادها وأن تستند للعقل في تقييم الأمور، فاستمرار السلطة مقرون باستجابتها لمطالب الشارع، وعليها بأن تستعين بالشباب في رسم مستقبله لأنها فعلا عاجزة عن استيعاب أحلام الشباب وطموحاتهم المستقبلية.
المخرج هو حل مجلس الشورى وإسقاط الدستور الباطل باستفتاء مزور وتشكيل حكومة ائتلافية ودمج الشباب فيها، وتبني سياسات فورية من شأنها تقليل نسب البطالة ورفع المعاناة عن الفقراء...ويمكن أن تكون البداية من خلال تشكيل فرق عمل في كل قرية ومركز ومدينة ومحافظة للوقوف على احتياجاتها الحالية والمستقبلية للخروج بعدد من المشروعات القومية ورؤية مستقبلية لهذا الوطن.
كل ذلك حتى الآن ممكن تحقيقه من قبل السلطة تجاه الشعب، فإذا كانت تهدف للبقاء في السلطة فإن الضامن الوحيد لها هو خدمة هذا الشعب وتلبية احتياجاته، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه الآن، سوف يزيد حصار الشعب المصري للإخوان حتى يحقق أهداف ثورته.
ومعتقداتهم وحرياتهم السياسية والحياتية، سلسلة لم تنته من الاعتقالات والاغتصاب والخطف والتعذيب حتى الموت للنشطاء السياسيين، والتضييق على الشعب في حياته اليومية وحصوله على احتياجاته الأساسية من خبر وسلع وسولار وأنابيب بوتاجاز... فما يكاد المواطن العادي يخرج من أزمة حتى يدخل في أخرى...مما أعطى لدى الكثيرين انطباعا بأن ثمة "خطة إشغال" جاري إعدادها بإحكام لشغله بقوت يومه بل وشكره على نعمة البقاء على قيد الحياة.
الصحيح أنني أكرر ما ذكرته آنفا من أن الإخوان ليسوا بمتخبطين في إدارة الدولة وفق مخططهم وسعيهم الحثيث للاستفادة من التراجع الاقتصادي والأمني والتضييق على الحريات، للخروج بمشروع التمكين في السلطة، إلا أنهم في سعيهم هذا ارتكبوا من الأخطاء المتتالية والتي أوشكت أن توصف بالممنهجة قد خسروا ثقة الشارع لهم بل وأصبح محاصرا لهم، كما زادت درجة النقمة الموجهة لهم من قطاعات كانوا يعتقدون أنهم من المتعاطفين معهم أولا ومن المؤيدين لهم ثانيا، فقد بات رجل الشارع العادي غاضبا لأنه لم يجد فيهم الصورة الذهنية السابقة عنهم بأنهم رجال يعرفون الله وسوف يخشونه عند وصولهم للحكم وأنهم قد تم التنكيل بهم على مدار عقود ومن ثم فمن ظُلم لن يظلم أبدا.
ولكن هذا الرجل والمرأة البسيطين فوجئوا بأن ثمة تخطيطا للسلطة .. هؤلاء البسطاء خارجه، فضلا عن عدم تردد السلطة في التضحية بهم لقيام مشروعهم، حتى لو جاء ذلك بالتضييق على الناس في حياتهم اليومية وحرياتهم وارواحهم.
هنا، كانت النقطة الفاصلة بين السلطة والشارع، هذا الشارع الذي ظل ساكتا على ظلم حاكم لآخر بغية التغيير، إلى أن جاءت الثورة ليتغلب بها على خوفه الطويل، وليعلن عدم استعداده للعيش فيما عاني منه لعقود.
ما حدث عند المقطم هو تكرار لما حدث في جمعة كشف الحساب ولما حدث في جمعة رد الاعتبار للمساجد، فالأولى اعتدى الناس فيها على الإخوان فيها والثانية اعتدوا على السلفيين، هذه الأحداث وغيرها –إذا استمر الأمر على ما هو- هي محاولات لتنفيس الشعب عن غضبه في صور مختلفة ولرد حصار الإخوان عليهم إلى حصار الشعب للإخوان، وللأسف ما لا تستطع السلطة تداركه هو صعوبة تسليم الناس بقمع الإخوان لهم.
لم يعد الشارع وحدة المعبر الوحيد عن غضبه تجاه الأخوان ولكنه امتد لقطاعات أخرى مثل الطلبة والنقابيين ولعل إخفاق الإخوان في انتخابات الطلبة ونقابة الصيادلة اكبر دليل على تراجع شعبيتهم وغضب الناس عليهم.
للأسف حركة الشارع المصري يصعب السيطرة عليها، لأن الشارع لم يعد كتلة واحدة ولكن هناك قوى كثيرة تتحرك فيه داخلية وخارجية، ولكن كل هؤلاء غاضبون من مسلك السلطة الحالية، فضلا عن أن تهديد التيار اليميني المتطرف باستخدام العنف ضد الشعب المصري لم تعد مجدية بل بالعكس أضحت تقابل من الشعب بحالة من اللامبالاة والتقليل من شأن هذه التهديدات، كما أن استخدام العنف لن يكون في صالح السلطة، فهو سيظهرها بمظهر السلطة القمعية مما ينتفى عنها الشرعية التي أتت بها من صناديق الانتخابات، فضلا عن تراجع دعم الدول الخارجية لها ولعل تصريحات البرلمان الأوروبي مثالا واضحا على ذلك.
على السلطة أن تخشى تحرك الشارع الغاضب، وأكرر بأن مصر لن تدخل في حرب أهلية كما يعتقد البعض، ولكنها قد تدخل في موجات عنف متكررة، وهو الأمر الذي لن يقبله الشعب المصري.
لابد للسلطة أن تتخلى عن عنادها وأن تستند للعقل في تقييم الأمور، فاستمرار السلطة مقرون باستجابتها لمطالب الشارع، وعليها بأن تستعين بالشباب في رسم مستقبله لأنها فعلا عاجزة عن استيعاب أحلام الشباب وطموحاتهم المستقبلية.
المخرج هو حل مجلس الشورى وإسقاط الدستور الباطل باستفتاء مزور وتشكيل حكومة ائتلافية ودمج الشباب فيها، وتبني سياسات فورية من شأنها تقليل نسب البطالة ورفع المعاناة عن الفقراء...ويمكن أن تكون البداية من خلال تشكيل فرق عمل في كل قرية ومركز ومدينة ومحافظة للوقوف على احتياجاتها الحالية والمستقبلية للخروج بعدد من المشروعات القومية ورؤية مستقبلية لهذا الوطن.
كل ذلك حتى الآن ممكن تحقيقه من قبل السلطة تجاه الشعب، فإذا كانت تهدف للبقاء في السلطة فإن الضامن الوحيد لها هو خدمة هذا الشعب وتلبية احتياجاته، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه الآن، سوف يزيد حصار الشعب المصري للإخوان حتى يحقق أهداف ثورته.
0 تعليقات