اخر الاخبار متحرك

مصر - أهلا بإيران ونجاد في مصر -بقلم / يسري السيد

أهلا بإيران ونجاد في مصر
بقلم :
يسري السيد
Yausrielsaid@yahoo.com
** انتظرت زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجادي لمصر كثيراً. وانتظرت أكثر عودة العلاقات المصرية الإيرانية منذ سنوات طويلة لإصلاح ما أفسدته المخابرات الأمريكية والإسرائيلية منذ عام 1979..نعم صدروا إلينا نغمة الشيعة والسنة حتي يفرقوا بيننا إدراكا منهم ان الدين هو العنصر الأقوي والحاكم والمتحكم في مشاعرنا هنا..نعم صدروا لحكامنا الخوف والرعب من زوال عروشهم لو ظلوا علي علاقة بطهران بعد تفجر الثورة الإسلامية علي يد الخوميني..بلعنا الطعم خاصة مع تسليم مصر لكل كروت اللعب الي واشنطن وتل أبيب بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد وتصريح الرئيس السادات الشهير بأن 99% من أوراق الحل مع إسرائيل في يد أمريكا..واستمرت حلقات المسلسل الغربي الجهنمي
لتصل بنا الي الحرب العراقية الإيرانية ليتم استنزاف القوتين الأكبر في المنطقة. ويستمر مسلسل زرع الكراهية بين المصريين وإيران..المهم أدركت عن قرب وأنا أزور إيران منذ شهور قليلة بشاعة الأكذوبة الغربية بعد رؤية مدي عشق الإيرانيين لمصر حكومة وشعباً..الحكام والأئمة الشيعة يتيهون عشقاً بمصر. ووصل الحب بالرئيس نجاد الي إعلانه صراحة عن أمنيته زيارة القاهرة بعد ثورة 25 يناير والعمل في رصف شوارعها وتشييد منشآتها واحتضان شعبها..ولأن العشق رايح جاي فمن العشق الإيراني لمصر هناك عشق آخر من أهل النيل لأهل فارس..منذ قديم الأزل تربينا ثقافياً علي الأدب الفارسي الذي كان نبعاً ثرياً للثقافة العربية..بل ان الاسلام اكتسب بعد عنفوانه وقوته من دخوله هناك واعتناق أهل فارس له مثلما حدث في مصر.وانا كمصري شعرت بفخر وانا ازور ايران..لم أجد خياماً سوداء في الشوارع تتخفي وراءها النساء. بل وجدت حوريات من الجنة دون ابتذال..لم أجد ذقوناً وجلابيب قصيرة ووجوها مكفهرة علي عقول متحجرة..لم أجد شيوخاً متشددين في المساجد أو داخل المرجعيات الشيعية. بل وجدتهم يحبون الفن ويدعون الي الفكر والتأمل بعقل رحب غير متحجر..وجدتهم يحترمون من يقدس النار ولا يتهمونهم بالكفر والزندقة ولا يستبعدون اليهود والمسيحيين من المشهد بسبب الدين..باختصار بيننا وبينهم جسور أزلية لا يمكن قطعها..لماذا لا تستفيد مصر من الناحيتين الاقتصادية والدينية من زيارة ملايين الإيرانيين الي مزارات آل البيت عندنا. ويمكن أن تتحول القاهرة الي كعبة للشيعة. يكون لها المردود الديني اللانهائي والشعبي اللامحدود. بالاضافة الي مليارات الدولارات المتوقعة من هذه السياحة الدينية.. تضاف طبعاً الي أنواع السياحة الأخري لأنهم قوم حضارة..وكفي للاستشهاد فتوي شيخ الأزهر الإمام الأكبر محمد شلتوت الذي ساوي فيها بين أهل السنة والشيعة معتبراً الفروق المذهبية ثانوية لا تمس جوهر العقيدة..لماذا يتناسي الكل صفحات التاريخ التي تذكر ان مصر بدأت شيعية وانتهت سنية. وإيران بدأت سنية وانتهت شيعية..باختصار مصر سنية المذهب وشيعية الهوي. وإيران شيعية المذهب وسنية المنشأ..ولمن يرددون مزاعم الغرب بان الخطر علي العرب قادم من طهران وليس من إسرائيل أقول: مصر فقط التي تقطع علاقتها مع إيران. وعلي سبيل المثال: دولة الامارات التي تحتل إيران 3 جزر منها هي الدولة العربية الوحيدة التي ترتبط بخطوط طيران منتظمة وكل دول الخليج في مقدمتها الامارات ترتبط بعلاقات اقتصادية تصل الي مئات المليارات من الدولارات والعملات تجدها في كل مكان. والزيارات الرسمية والشعبية لا تنقطع. وأواصر الدم قوية.. الخ..يا الله.. كلل ذلك والبعض يروج هنا وهناك الي ضرورة استمرار القطيعة بين أكبر عاصمتين حضاريتين في المنطقة..بين أكبر شعبين. عدداً وكيفاً. نحو 90 مليوناً في كل بلد وخبرات فنية وتقنية وثروات بشرية وطبيعية لا حدود لها إذا توحدت..بزغت قوة كبري لا يستهان بها في إعادة صياغة الشرق الأوسط من جديد بايد عربية إسلامية. مصرية إيرانية..ولم يكن غريباً ان تظهر إسرائيل مخاوفها من هذا التقارب. تارة برمي بعض كرات اللهب والفتنة مثل اختلاف الموقفين من النظام السوري. أو التلويح بالغضب الغربي الأمريكي من اختراق مصر للحصار الإيراني تكون نتيجته توقف الدعم السياسي والاقتصادي عن الرئيس مرسي..لذلك أقول ان ما يجمع بيننا أكثر بكثير من أوجه الخلاف..لنستفد من اختلافاتنا بتوزيع الأدوار. حتي لا نضع كل كروت اللعبة في يد الأمريكان كما فعل السادات من قبل..لتكن إيران مع الأسد ونحن مع الشعب. لنصل الي حل يحفظ لسوريا وحدتها ويضمن للشعب حريته ويخيف إسرائيل دائماً من وجود حزب الله حتي لا تتجرأ علي لبنان مرة أخري..لماذا لا نوزع علاقتنا مع الجميع دون أن نكون مخلب قط لأحد..وأقول للرئيس مرسي إعادة العلاقات مع إيران الي أصلها قد يضخ الدماء في شرايين الحكم في مصر ويعطيه قبلة الحياة لأن الشعب يريد إعادة العلاقات مع إيران. 

إرسال تعليق

0 تعليقات