يحتفل بذكرى ميلاد حفيد فراعنة النحت
الفنان محمود مختار
الفنان محمود مختار
يحتفل محرك البحث الشهير "جوجل" اليوم الخميس، بالذكرى الـ121 على ميلاد المثال المصري محمود مختار، وذلك عن طريق تغير شعاره إلي صورة رمزية لتمثال نهضة مصر أحد أشهر أعماله.
يعد مختار أحد الفنانين الرواد القلائل في فن النحت وله متحف باسمه يعتبر قبلة لدارسي الفنون في مصر، نشأ في قرية طنباره بمدينة المحلة الكبرى، عاش مع جدته لأمه في بيت خاله في المنصورة، كان يقضي معظم وقته وهو طفل صغير بجوار الترعة يشكل في الطين مناظر كان يراها حوله في القرية.
عاش مختار في القاهرة منذ عام 1902 في أحيائها القديمة، حيث بدت موهبة مختار ساطعة للأساتذة الأجانب، مما جعلهم يخصصون له مرسم خاص به ضمن مبنى المدرسة لإعداد
منحوتاته به.
دفعت موهبته أيضاً راعى المدرسة الأمير يوسف كمال إلى ارساله إلى باريس كي يتم دراسته هناك، أرست نشأته الريفية في وجدانه جذور الانتماء حتى أثناء دراسته في باريس بعد تخرجه عام 1911، أبدع تمثالين لقادة الجيوش الإسلامية احدهما لخالد بن الوليد والثاني لطارق بن زياد، كما اتخذ من الفلاح والفلاحة رموزاً قوية للنهضة والحرية التي كانت تسود المناخ الاجتماعي المصري، كما وقف من الحركة الثقافية العالمية موقف الرائد المساهم وليس التابع المتلقي.
استلهم مختار موضوعاته من الحياة المصرية والمشاعر الاجتماعية العامة واستعار رموزاً وأوضاعاً تراثية في تمثالي الوجهين البحري والقبلي
ساهم محمود مختار في إنشاء مدرسة الفنون الجميلة العليا، كما شارك في إيفاد البعثات الفنية للخارج، واشترك في عدة معارض خارجية بأعمال فنية لاقت نجاحا عظيما، وأقام معرضا خاصا لأعماله في باريس عام 1930 وكان ذلك المعرض سبباً في التعريف بالمدرسة المصرية الحديثة في الفن التي سجلت مولدها أمام نقاد الفن العالميين.
بدأ محمود مختار خطواته نحو العالمية عام 1913 حين عرض تمثال "عايدة" في صالون باريس، وبعد سبع سنوات عرض نموذجاً مصغراً "لتمثال نهضة مصر" فاستنفر اقلام كبار نقاد فرنسا ليعلنوا ميلاد فنان جديد يضيف ابعاداً مبتكرة لفن التمثال الحديث على اسس من التراث المصري القديم، وفي عام 1930 بعد اقامة نهضة مصر بعامين عرض اربعين تمثالاً في قاعة بباريس ممثلاً وجه الفن المصري المعاصر.
من أعماله النحتية العظيمة لوحتان من الرخام الأبيض منحوتتان على جانبي تمثال ايزيس ويعتبران من معجزات النمنمة النحتية البارزة، أما تمثال "إيزيس" نفسه الذي يعلو القاعدة فهو رائعة منحوتة في الرخام الأبيض يصور الآلهة المصرية تجلس القرفصاء وترفع ذراعيها خلف رأسها مجللة بالحزن واللوعة على "أوزوريس" ومأساته في الأسطورة الفرعونية.
نظم اكتتاب شعبي لإقامة تمثال "نهضة مصر" وساهمت فيه الحكومة و أزيح عنه الستار يوم 20 مايو 1928 أمام محطة السكك الحديدية بالقاهرة ليكون في استقبال الوافدين إلى العاصمة ثم انتقل عام 1955 إلى مكانه الحالى مطلا على نهر النيل قريبا من جامعة القاهرة أمام حديقة الحيوان بالجيزة.
ونظراً للقيمة الفنية للفنان محمود مختار، طالب الصحفيون ورواد الحياة الثقافية في مصر على أعماله الفنية وجمعها لحمايتها من الاندثار والضياع بعد وفاته عام 1934، بانشاء متحف ومقبره له على نفقة الدولة، وفي عام 1952 تم افتتاح متحف مختار في ملحق خاص بمتحف الفن الحديث ليعرض 59 تمثالاً، وبعد ذلك صمم المهندس رمسيس واصف متحف مختار الحديث في حديقة الحرية بوسط القاهرة ونقلت رفات مختار إلي المقبرة الجديدة بالمتحف.
0 تعليقات