اخر الاخبار متحرك

العراق - حكاية للاجيال

حكاية واقعية

فلاح عراقي وجندي امريكي وقنبلة زمنية

(الحكاية وقعت احداثها بالفعل اثناء احتلال الجيش الامريكي للعراق عهد الرئيس الامريكي السابق بوش الابن )

كتب : محمد فتحي

التقى مدير مراسلي 'مفكرة الإسلام' في العاصمة العراقية بغداد بأحد العراقيين الشيعة والذي قد حدثت له واقعة مع جنود الاحتلال على طريق الحلة - بغداد, وقد انتشرت قصته بين كل العراقيين تلك الأيام الحاج حيدر أبو سجاد, عمره 64 عامًا, يعمل فلاحًا, ولديه سيارة من نوع بيك أب يحمل فيها المزروعات يوميًا من مدينة الحلة جنوب بغداد إلى العاصمة لبيع حصاد أرضه في 'علوة الرشيد' المعروفة شرق بغداد, وهو المكان المخصص للفلاحين لبيع مزروعاتهم, يقول - بعد أن أصر على ذكر اسمه بدون خوف أو تردد لمراسلنا-: [لو كانت الحادثة التي مررت بها قد وقعت لسني, وأنا من سمعت بها لقلت: إنه كذاب, وهذا غير معقول, إلا أنها حصلت معي أنا بدمي ولحمي في يوم الجمعة الماضي.. خرجت بسيارتي إلى بغداد مع حفيدي 'علي' ونحن نحمل محصول الطماطم بصناديق بلاستيكية عددها عشرون صندوقًا لبيعها في بغداد ثم أعود لزيارة الكاظم عليه السلام, وأنا في الطريق صادفتني نقطة تفتيش أمريكية وسط الشارع, أوقفوني وطلبوا مني الترجل أنا وابن ابني, ثم صعد أحد الجنود إلى حوض السيارة حيث توجد فيه الصناديق, وبدأ بالتفتيش ثم صعد الثاني معه وساعده في التفتيش, وما هي إلا أقل من عشر دقائق عن نزولنا من السيارة حتى أكملوا تفتيشهم, وطلبوا مني الذهاب بكل لياقة وأدب - على حد قول الراوي- وما هي إلا دقيقة واحدة من صعودنا في السيارة حتى أخبرني حفيدي علي [11 عامًا] أن أحد الجنود الأمريكيين الذين صعدوا إلى السيارة وضع شيئًا رصاصي اللون كأنه بطيخة بين الصناديق.. ولم أصدق نفسي حتى ضغطت على المكابح وأوقفت السيارة بعيدًا عنهم وصعدت إلى الحمل وفتشت بين الصناديق لأجد قنبلة متوسطة الحجم تحوي شاشة رقميه فيها أرقام وهي تعد عدًا تنازليًا هكذا [10, 9, 8, 7, 6, 5, 4,... إلخ], وعلمت أنها قنبلة من شكلها وتلك الشاشة التي على جانبها, كما أنني عسكري قديم وأعلم أشكال القنابل كافة.. اصفر وجهي وخفت خوفًا شديدًا, وصحت بابن ابني أن انزل من السيارة, وجعلته يركض عني مسافة 300 متر تقريبًا خوفًا عليه, وأردت أن أهرب أنا أيضًا, إلا أن خوفي على السيارة كونها مصدر رزقي جعلني أفكر بحمل تلك القنبلة من السيارة من بين الصناديق ورميها على جانب الشارع. وبالفعل قمت بذلك وحملتها على مهل وأنا أرتجف من الخوف وأدعو الله بالسلامة والحفظ, ونزلت بها من السيارة, ولحسن حظي وجدت حفرة عميقة من تلك الحفر التي حفرها صدام على طول الطرق الخارجية كمواضع للجيش عند الحرب الأخيرة, وألقيتها هناك وهربت مع ابني متوجهًا إلى بغداد وأنا مشلول عن التفكير بصوره غير اعتيادية.. وعندما عدت وجدتها قد انفجرت حيث تجمع الناس على أحد رعاة الأغنام والذي كان يقف قرب الحفرة, ما تسبب بجرحه بجروح في الرأس ونفقت ثلاث من نعاجه. عندها علمت أن جنود الاحتلال وضعوا تلك القنبلة وأنا لا أعلم بها لكي تنفجر في سوق أو تقاطع طرق أو عند مستشفى أو قرب مدرسة لكي يقولوا: إنه [انتحاري]!! أنا حتى الآن مصدوم من تلك الحادثة, كما أنني أفتخر بنفسي لأن الله أعطاني تلك الشجاعة التي لم أتوقع أنني أتمتع بها لحمل قنبلة من سيارتي ورميها إلى الخارج, كما أنني محظوظ أن نقطة التفتيش الأمريكية تلك لم تلاحظ وقوفي واكتشافي للعبتهم اليهودية؛ لأنهم لو علموا بها لكان مصيري الموت لأنهم سيفضح أمرهم عندها بشكل فظيع جدًا.

افراح اليوم*

هكذا كانت معاناة شعب العراق من السياسة الامريكية طوال فترة الاحتلال منذ بدء حرب بوش الابن الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية بمباركة حلفاؤه في المنطقة عام 2003م على العراق واعدام رئيسها الشرعي صدام حسين صبيحة اول ايام عيد الاضحى المبارك 2 يناير2007م بهدف الاستيلاء على ابار البترول كمصدر للطاقة تحت ذريعة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل والتي لم يعثر عليها حتى الان وفيما يلي مقطع فيديو لاحد الجنود الامريكيين الذين شهدوا لحظة اعدام الرئيس العراقي صدام حسين يروي لنا تفاصيل تلك اللحظة الرهيبة .

إرسال تعليق

0 تعليقات