حتى لا يلقوا بكم في الشارع
بقلم
دانا جهاد
طالبة جامعية
danajehad@hotmail.com
** تستوقفني هذه الأيام الكثير من السلوكيات والتصرفات المستهجنة الغريبة التي أراها تصدر عن
كثير من الأبناء نحو آبائهم وأمهاتهم ؛ ولما حاولت تفسيرها والوقوف على أسبابها ؛ لم أجد سوى أنها : أزمة أخلاق ، وانعدام تربية ، وسوء توجيه ، وقلة رعاية ، وضعف اهتمام ؛ من قبل الآباء والأمهات نحو أبنائهم !!.
ولما كانت هذه الأمور هي من أهم الواجبات التي يجب على الآباء والأمهات الإهتمام بها والتركيز عليها، لذا فإني أحملهم كامل مسؤوليتها. لاسيما أنها تقع على كاهلهم هو وحدهم تحديدا.
لذا فإنه يتوجب عليكم ياآباء ويا أمهات ، أن تعلموا أولا وأخيرا أن أولادكم وبناتكم هم أمانة كبيرة لديكم ؛ أودعها الله سبحانه وتعالى عندكم وجعلها في أعناقكم وستحاسبون عليها إن فرطتم بها ، لأنكم أنتم المسؤولون الوحيدون عنهم ،و عن أخلاقهم ، وعن تصرفاتهم ، وعن سلوكهم ، وعما يجري لهم الآن وما سيجري لهم مستقبلا.. إذ أنه من أهم حقوق أبنائكم عليكم ؛ هو أن تحسنوا تربيتهم ، وأن تقوموا بتهذيب أخلاقهم ، وأن تعملوا على نصحهم وارشادهم وأن تعملوا على توجيههم دائما الى السير في الطريق الصحيح ، وأن تحاولوا الجلوس معهم يوميا أطول مدة ممكنة ، وأن تحرصوا على متابعة ومعرفة جميع أمورهم ومشاكلهم بأنفسكم ، والأهم من كل هذا هو ألا تعتمدوا في تربيتهم على الغير ، وعدم تركهم تحت رحمة الخادمات من الفلبينيات والهندوسيات والوثنيات والكافرات .
وعليكم الكف عن التحجج بأعذار واهية عقيمة سقيمة ، والتوقف عن التحجج بانشغالاتكم الدائمة وإرتباطاتكم المستمرة ،والكف عن التبرير بعدم وجود الوقت لديكم و.....و.....و..... وغيرها من التبريرات الأخرى الغير منطقية والغير مقبولة .فما هي فائدة الأموال التي تلهثون بالركض خلفها ؛ والتي تجعلكم تغيبون عن بيوتكم كل هذه الفترات الطويلة وتتركون فيها أبناءكم ؛ وتجعلكم تقومون بالسفر والذهاب الى هنا وهناك لجمعها ؛ إذا كانت ستكون هي السبب الرئيسي وبالاو حسرة عليكم وعليهم ، و في جعلهم فريسة سهلة في أيدي أصدقاء السوء وبالتالي ضياع مستقبلهم وانحرافهم وتوهانهم ودخولهم مراكز الإصلاح والتأهيل ؟؟؟ لذا فإنه يتوجب عليكم منذ الآن وصاعدا ؛ الإنتباه جيدا الى هذه الملاحظة الهامة !! فأنتم وبالرغم من وجودكم على قيد الحياة الآن!! أرجو أن تسمحوا لي بالقول : أنكم في واقع الأمر غير موجودين !! . فأنتم موجودون جسما لكنكم غير موجودين روحا ، أنتم موجودون نظريا ؛ لكنكم غير موجودين عمليا !! إذ أنه ليس شرطا أن تكونوا مسافرين أو متوفين لاقدر الله حتى تكونوا مغيبين عن مجريات مايحدث في حياة أبنائكم
أيها الآباء !! أيتها الأمهات !!
أخيرا وليس آخرا ، أرجو أيضا أن تسمحوا لي أن أذكركم بأمر هام جدا ؛ والذي آمل أن تضعوه حلقة دائمة في آذانكم جميعا !! وهو العلم : بأن أولادكم وبناتكم هم بحاجة ماسة لكم أنتم شخصيا أكثر من حاجتهم إلى أموالكم وهداياكم .فإذا افتقدوا منكم التربية الحسنة ، ولم تعطوهم حقهم من التوجيه السليم ، ولم تقدموا لهم الرعاية الصحيحة ؛ فلاشك أنهم سيكونون كالوعاء الفارغ الذي لايحوي في داخله شيئا مفيدا ، وسيكونون بالتالي مفتقدين لكل الأخلاق الكريمة ،و منتقصين لجميع الصفات النبيلة ، و خالين من القيم والمثل والمبادىء العظيمة.
لذا !! أحسنوا تربية أبنائكم (اليــــوم ) جيدا حتى يبروكم غدا ، وحتى لايلقوا بكم في الشوارع أو دور العجزة ( بعد غد) !!
اللهم إني بلغت . اللهم فاشهد .
0 تعليقات