دستور 71 يتحدث :
** يا شعب مصر العظيم ، أنا من تتحدثون عنه كثيرا في هذه الآونة فمنكم من يدافع عني و منكم من يزدريني ، ومنك من يريد لي طيلة العمر و منك من يريد التخلص مني، فرأيت أن أخرج من صمتي الذي طال لمدة أربعون سنه كنت فيها تحت قمع الحاكمين و قسوة الصائغين لي. يا شعب مص...ر العظيم أن مريض بمرض الموت منذ أن ولدت قي 11 ستمبر 1971 حيث صاحبت ولادتي عيب خلقي ورثته علي أبي دستور 1954يسمي السلطوية ، وهو مرض فشل علماء الغرب و الشرق من علاجه ، و هو مرض وراثي و من أعراضه هو إعطاء كافة قواي لفرد واحد دون الشعب جميعه. فالدستور الصحيح هو من يحمي الشعب من وطئة السلطة و ذلك بأن يحافظ علي الحريات الأساسية و غيرها من الحريات التي لا يمكن للشعب أن يعيش من غيرها ، كما أن من صفات الدستور قوي البنيه أن يفصل السلطات في الدولة و ينظم العلاقة الرقابية بينهم لضمان حريات و مصالح الشعب. قال لي جدي دستور 1923 أن الدستور هو من يأتي من الشعب لأجل الشعب و لم أتفهم هذا القول لصغر سني و تضليلي من قبل الحاكمين ، كان جدي دستور 1923 يقول لي يجب عليك أن تضمن حريات كافة طوائف الشعب دون تمييز ، يجب أن تضمن مجالس برلمانية قوية تعبر عن الشعب ، يجب أن تضمن التعددية في الأحزاب السياسية ، و كم شكي جدي من مرض السلطوية الذي مرض به أبي و أبكاه كثيرا أعراض هذا المرض من تسلط الحاكم و ضعف بنيان أبي. كلمات جدي كانت لها الوقع الشديد علي و أردت ان أخرج إلي الحياه قوي البنية محافظ علي الشعب معطيه حقه في حياة تسودها الحرية السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و الدينية ، فتضمنت نصوصي التعددية الحزبيه و هي من نصائح جدي لي ، و لكني فشلت في هذا فقد طغت أعراض مرضي علي هذه الميزة حيث أنني لم أدرك أنه لا يكفي فقط النص علي التعددية الحزبية في طياتي و لكن يجب علي أن أضمن لها العيش بخلق المناخ السليم لها ، و لكني أغفلت ذلك بفعل صائغيني فأفرغتها من معنها. كما أني حاولت المحافظة علي الحريات العامه و خاصة الحرية الدينية لما لها من أهمية في نفوسكم انتم أحبائي ، و هو يا أحبائي أود أن أقول لكم أن لا ذنب لي في وجود المادة 2 في جسدي ، الدين هو الأسلام نص ورثته عن جدي 1923 و أبي 1954 و هو في ذاته لم يثير غضبكم حيث حملت في جسدي ضمانات أخري لضماني حريات أحبائي من المسحيين و ذلك بالنص علي المساواة و عدم التفرقة بينكم أنتم سبب وجودي. و لكن ما قام به معدليني في عام 1980 و كان عمري تسع سنوات حيث أضافوا جزء أخر بمادتي الثانية ليس بهدف شيء إلا لخلق فتنة بين طوائفكم أنت الشعب العظيم ، هذا الجزء الخاص بأن مبادئ الشريعة الأسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ، ليكن بمعلومكم أن تلك المادة لم تأتي بجديد فالشريعة الإسلامية مثلها كمثل كافة الشرائع السماوية هي مصدر للتشريع الوضعي ، كما أن هذا التعديل قد أجهضته أحكام المحكمة الدستورية العليا التي رفضت في احكام كثيرة إلغاء مواد قانون تتعارض صراحة مع مبادئ الشريعة الإسلامية بل ومبادئ المسيحية و لا سيما المادة المتعلقة بالفوائد . و أقولها لكم بأنني كدستور حامي لحرياتكم يسوئني كثيرا وجود فتنة يسببها جزء في بدني ، و لكن ما لليد حيلة ، ما علي إلا أن أقول أن هذه المادة لا و لن تؤثر علي حرياتكم ووجودها من عدمه لا يؤثر. قال لي جدي يوما ، يا بني أنا جدك دستور 1923 وقفت أمام الملك لأقيد سلطاته ، و ما أدراك ما هي سلطات الملك ، و لكني حرصت علي شعبي ووضعته فوق سلطة الملك فقيدت سلطاته بكل ما أستطعت من قوة ، فجعلت لشعبي برلمان قوي يكون من عناصر قوية متنوره تقدر أن تنشأ من التشريعات ما تحافظ به علي هذه البلد و علي حقوق أبنائي من الشعب ، كما أنني جعلت سلطة هذه البرلمان في سن التشريعات أقوي من سلطة الملك في بعض الأحوال. و لكني يا بني غير راضي عن نفسي ، فلم أستطيع أن أقيد سلطة الملك في كافة المجالات الأخري، كما أن إبني دستور 1954 و أخيه دستور 1956 هدما كل ما قمت به و أعطي كل السلطات للحاكم و ألغي الأحزاب فأضعفي البرلمان، ماذا ستفعل أنت؟ يا جدتي أنا فشلت ، فأنتهجت طريق والدي في إعطاء كافة السلطات للحاكم فهو رئيس الدولة و رئيس السلطة القضائية و رئيس الحزب الحاكم و رئيس المجلس الأعلي للصحافة و رئيس الأعلي للقوات العسكرية و رئيس الأعلي لقوات الشرطة ، فخلقت فرعونا لا يسطيع أن يقف في وجه أحد قط. بل أنني جعلت من الأحزاب الأخري أحزاب كرتونية لا تقدر أن تغير من شئ، و عندما أتي هذا السرور ، و لا علم لي لماذا هو يحمل هذا الأسم فوجوده يثير الحزن في قلبي ، ليقص من أجزاء و يضيف أجزاء لجعل مدد الحكم غير محددة و توريثها لولي العهد هذا الجمال ، وهو أسم أخر علي غير مسمي، فقدت كل هبيتي كدستور و أصحبت لعبة في يد عابثين يلعبوا بي لإرضاء الحاكم. مرضي السلطوية أضعف قواي و قوي شعبي فلم نستطع أن نواجه هذا الطغيان. و لكني أبهرني هذا الشعب و أخرجي من غيبويتي عندما ثار علي و علي الحاكم الذي خلقته ، و طالب بإسقاطي ، و لكم أحبتت أن ياتي يوما أحد يطالب بإسقاطي و قتلي ليرحمني من آلام المرض السلطوية الذي أعاني منه منذ أن ولدت ، و جاء يوم 25 يناير ليكون لي يوم الرحمة و الشفاء ، ولكن خيبت أمالي عندما جاء البشري ، و لا أردي ما حدث للشعب المصري فإنه يختار أسماء ليس في محلها ، فهو ليس بشريا، و أراد أن يصلحني و لكنه ترك مركز الداء و هو السلطوية و هي إعطاء السلطات المطلقة لفرد واحد ضد الأمة ، و ظهر انه يتحدث علي تلك التعديلات الواهية علي أنه فعل ما لم يستطع أحد أن يفعله. لا يا شعبي ، لا تندرج وراءه ، أنه قام بإقصاء أشخاص حكماء من الترشح ، أنه فتح الباب لعدد غير محدود من غير المؤهلين للترشح ، أنه لم يلغي سلطة إعلان الطوارءي و لم يقيدها ، انه لم يجزم بإلغاءي . لا يا شعبي أنا مريض بمرض مستعصي لا يمكن الشفاء منه إلا بموتي ، لا يمكني أن أعيش لحماتكم ، فأنا ولدت لحماية الحاكم . موتي رحمة بي و بكم ، فأنا أنتهي عصري بإنتهاء الإسبتداد. لا يا شعبي، هذه هي الكلمة التي خرجت في العقد الخامس من عمري لأقولها لكم . أنتم عظماء في جمعكم و لا تحتاجون لفرعون ليقودكم ، أنتم تحتاجون لممؤسسات قوية تحمي مصالحكم. فيلكن لا ..... أنا بعد هذا اليوم ، كلي ثقة اتكم سوف تكونوا بي رحماء و تخلصوني من عناء المرض لنفتح الباب لهذا المولود الجديد ، و لكن با أبنائي حتي يتحقق ذلك يجب أن يتم خلق المناخ المناسب له و هذا أهم من أن يأتي مولودا ضعيفا لا يستطيع البقاء. فهذه نصائحي لتفادي هذا المرض النادر الحدوث إلا في الوطن العربي: يجب عليكم أولا ان يتم إخيتار صائغي الدستور من طوائف الشعب المختلفة التي تعبر عنكم. ثم يأتي ثاتيا العمل علي تقيد سلطات الحاكم في مواجهة سلطات البرلمان و القضاء. العمل علي ان يتضمن الدستور الجديد ذاته تنظيم الحريات و لا يتركها للسلطة تنظمها. هذه النصائح تضمن لك مولودا دستوريا صحيحاً، وليحمي الله وطننا العظيم مصر .
beba2009100
0 تعليقات