للسيد الرئيس
محمد حسني مبارك
محمد حسني مبارك
بقلم
عبد
الرحمن مدني
السيد
الرئيس / بعد تقديم الشكر لله وواجب التهنئة بعودتكم لأرض الوطن سالمين بعد رحلة
علاج ونقاهة وشفاء ناجحة إستمرت 40 يوماً بدولة المانيا
يسعدني
أن أكتب إلى سعادتكم بتصوري من أجل تطويرالعملية التعليمية في مصر بما يلي :
أتمني
لمصر ما يتمناه كل مصري غيور ومحب لبلده للوصول بها إلى وضع أمثل بين الأمم خاصة
بعد نجاحكم من خلال تكليفاتكم للحكومات المتعاقبة عهدكم الميمون لعمل البنية
االتحتية والعديد من الكباري والطرق وغيرها من إنجازات تحملت ميزانيتها الدولة
بالمليارات وهي لازمة وضرورية لقيام أي نشاط إقتصادي على أرض مصر كما إعدتم الثقة
للمستثمر الأجنبي قبل المصري لبناء مشروعات إقتصادية مواكبة مقتضيات القرن الواحد
والعشرين الذي نعيش بداياته ثم جئتم بحكومة الدكتور احمد نظيف لكي تضيف لما سبق من
إنجازات ما عرف عنها بالحكومة الألكترونية وإدخالها تكنولوجيا العصر في نقل المعلومات
وتداول البيانات كبداية للتخلص من الروتين المكتبي وإختصار الإجراءات التي كانت
تستغرق من الوقت الكثير لإنجاز مصالح الجماهير والأعمال الكبرى بالدولة .
هذا
كله ما كان ليتحقق لولا سياساتكم الحكيمة في الداخل والخارج مما شجعني على أن
أبادر بما توصلت اليه من فكرة متواضعة تحت عنوان :
" المسألة الزراعية
"
مصر
حباها الله بما لا يحظى به غيرها من بلاد العالم شرقا وغربا - شمالا وجنوبا الا
وهو نهر النيل الخالد الذي يتدفق سريانه دون موانع أو عوائق طبيعية بدءاً من صعيد
مصر العليا في جنوب الوادي إلى الوجه البحري في الشمال وقامت على جانبية حضارات
أجدادنا الفراعنة التي راحت مصر ليومنا هذا تحقق من ورائها دخلا سياحياً بلغ 2و8
بليون دولار في العام الماضى أما الجانب الزراعي فتدهور حتى وصل بنا الأمر أن
أصبحت مصر من أكبرعشر أسواق تستورد المحاصيل الزراعية الأمريكية في العالم بعد أن
كانت مصر سلة غذاء لمنطقة الشرق الأوسط وأكبر دولة لإنتاج وتصدير القطن في عصر
نهضة مصر الحديثة .
بصراحة
مشاكل مصر وتخلفها في مختلف النواحى التعليمية – الصحية – والصناعية – الفنية . .
. الخ إنما هو راجع لعدم قدرة خطط التنمية على ملاحقتها لمعدلات الزيادة السكانية
التي تجاوزت 84 مليون نسمة علاوة على إهمالنا للأرض الزراعية وعدم زيادتها
والمحافظة عليها حتى قبل ثورة23 يوليو1952 التي توقفت عند سن قوانين الإصلاح
الزراعي وتحديد للملكية الزراعية وغيرها من القوانين المتعلقة بالجانب الزراعي دون
العمل على زيادة الرقعة الزراعية ودون أن تأخذ في الإعتبار أن مراحل التطور
الحضاري لا بد وأن تمر بثلاث مراحل هي : الزراعة – التجارة – الصناعة
أي أن
مرحلة الزراعة تقوم على كاهلها تطور مرحلتي التجارة ثم الصناعة والتعليم هو القاسم
المشترك لمراحل التطور الإنساني الثلاث
ولكي
تحدث نهضة حقيقية في إقتصادنا المصري لا بد وأن نبدأ بتطوير العملية التعلمية وأن
يكون محور هذا التطوير حول المسألة الزراعية التي هي أساس التطور الحضاري الإنساني
وأقترح على معاليكم والمسؤلين وأصحاب القرار العمل على تطوير العملية التعلمية من
المنظور الأتي :
يشمل
تطوير التعليم بداية من أالطفل في مرحلة الروضة – الإبتدائي – الإعدادي – الثانوي
بحيث
توضع المناهج الملائمة لكل مرحلة فمثلا :
1- مرحلة الروضة :
يتعرف الأطفال على النباتات وأشكالها وأنواعها ورائحتها
وألوانها وملمسها وتناولها بالرسم والكتابة والقراءة وهكذا إلى جانب الأنشطة
الأخرى كالموسيقي والتمثيل والأشغال اليدوية وعمل الرحلات للحدائق والمناطق
الزراعية
2- المرحلة الإبتدائية :
أن يتضمن المنهج الدراسي المادة الزراعية كمادة أساسية
مثلها مثل اللغة العربية والحساب والهندسة – التاريخ – الجغرافيا – تربية- دين .
على أن تصبغ تلك المواد الأساسية بنسبة عن العملية الزراعية في اللغة العربية –
الحساب – التاريخ – الجغرافيا – الإنجليزي – التربية – العلوم – تربية .. . ألخ
ذلك
حتى يكون التلميذ مؤهلا للمرحلة التالية
3- الإعدادية :
تلك المرحلة يتم فيها تعديل المناهج بما يتلائم مع
تلاميذ تلك المرحلة
على أن
يحظي الجانب الزراعي بنسبة من تطوير المواد الأساسية بما يتناسب مع كل فرقة من
الفرق الدراسية الثلاث في مواد اللغة العربية – الحساب – التاريخ – الجغرافيا –
الإنجليزي – التربية – العلوم – تربية . . الخ على أن يتضمن المنهج النزول إلى
المزارع يوم أو يومين في الإسبوع للفلاحة والتعرف على طبيعة العملية الزراعية
ويحصل التلميذ في نهاية المرحلة على شهادة تؤهلة للإلتحاق بالمدارس الزراعية
الثانوية إلى جانب التعليم العام .
4- المرحلة الثانوية :
يتم تطوير المناهج الدراسية لكى تشتمل على نسبة أكبر في
النواحي الزراعية بما يتلائم مع كل فرقة دراسية : اللغة العربية – الرياضيات –
التاريخ – الجغرافيا – الإنجليزي – التربية – الكيمياء – الأحياء – مادة زراعية
أساسية تؤهله للإتحاق بكلية الزراعة ترافق الطالب خلال دراسته طوال المرحلة
الثانوية مع الأخذ في الإعتبار مرحلة التخصص أدبي أو علمي بفرعيه (علوم / رياضة )
علي
سبيل المثال :
أ-
بالنسبة لطلبة شعبة العلوم يتضمن تطوير مادة الأحياء جرعة مكثفة عن النواحي
الزراعية والآفات وطرق مقاومتها . . الخ
ب-
بالنسبة لطلبة شعبة الرياضيات يتضمن المنهج الميكانيكا والإستاتيكا ويضاف اليهما
مادة المحاسبة الزراعية على أن يتولى خبراء تطوير المناهج وضع مواصفات المناهج
التي تحتوي عليها كل مادة بما يتناسب مع تلك المرحلة من الموضوعات الدراسية
والمسائل والنماذج والتدريبات المتعلقة بكل مادة من المواد الثلاث ( ميكانيكا –
إستاتيكا – محاسبة زراعية )
يحصل
الطالب في نهاية المرحلة الثانوية على شهادة تؤهله للإلتحاق بكلية عملية في
الهندسة الزراعية و الطب والهندسة والعلوم أو المعاهد العليا أو كلية نظرية في
الأداب والحقوق والتجارة والعلوم السياسية وغيرها
5 – المرحلة الجامعية :
تطوير العملية التعليمية في جزء منها بما يتفق مع
السياسة العامة للهدف من عملية التطوير وهو ( نهضة مصر ) نهضة شاملة في شتى مناحي
الحياة العملية ( زراعة – صناعة – تجارة ) والفكرية والأدبية
يجب أن
يشمل عملية التعليم الجامعي بما يتلائم مع تلك المرحلة للحصول على الخريج المؤهل
للعمل في المجالات المختلفة للبيئة الزراعية والتجارية والصناعية على سبيل المثال :
في
مجال الهندسة الزراعية تخريج مهندسين قادرين على تطوير الجينات النباتية المعدلة
وراثيا ذات الجودة والكثافة العالية والمهندس القادر على تصميم المعدات الزراعية
على احدث ما توصلت اليه تكنولوجيا العصر والمرشد الزراعي المتطور بما لدية من طرق
ووسائل إتصال حديثة تمكنه من الإشراف على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية
والمهندس القادر على تصميم أدوات التصنيع من المنتجات الزراعية والحيوانية
في
مجال الهندسة الصناعية : الحصول علي خريج جاهز للعمل في مجال التشغيل والصيانة
الميكانيكية والكهربية لآلات النسيج والتعليب وتجفيف المحاصيل الزراعية الجاهزة
للتصدير
في
مجال الطب : يكون لدينا أطباء قادرين على علاج المرضى من الفلاحين في الكفور
والنجوع والمناطق النائية والأمراض المتوطنة على أحدث ما توصل اليه علم الطب وخريج
الطب البيطري القادر على إستخدام ما توصل اليه علماء الجينات في إلإنتاج الحيواني
وإستنباط الأمصال واللقحات للمحافظة على الثروة الحيوانية بجانب المنهج الدراسي
التقليدي كصيدلي متخصص في التعامل مع الأدوية والعقاقير العلاجية المتنوعة .
وهكذا
بالنسبة لباقي التخصصات الأخرى من خريجي الجامعات المصرية لا بد و أن يشملها
التطوير بما يتلائم مع المعطيات البيئية الحديثة والفلسفة من عملية التطوير
الشاملة المتمحورة حول التنمية الزراعية ( النهضة الزراعية ) للخروج بمصر من عنق الزجاجة
وإمتلاك قوتنا بدلا من الإعتماد على إستيراد الغذاءمن الخارج .
هذا هو
نتاج ما توصلت اليه من فكرة متواضعة للمساهمة في بناء الوطن
والله
ولي التوفيق
وسدد
الله خطاكم لما فيه الخير لصالح شعب مصرالعظيم
0 تعليقات