اخر الاخبار متحرك

حديث الرئيس ( كاملاً ) مع رؤساء تحرير الصحف القومية

"الرئيس " في حديث الصراحة والأمل :
* برنامج رئاسي جديد لتأهيل كوادر قيادية
لتولي المناصب العليا.
* حركة المحافظين لن تتأخر لأنها تشمل مجموعة
* المرحلة تحتاج أداء أكثر تميزاً من بعض 
الوزراء
متابعات : جابر وعبد الرحمن مدني 
** فتح الرئيس عبدالفتاح السيسي عقله وقلبه في الحوار الممتد لسبع ساعات مع رؤساء تحرير الصحف القومية ( الأهرام – الأخبار – الجمهورية ) ، تطرق خلاله لقضايا الداخل والخارج وأبحر في عمق الأزمات التي تكبل انطلاق الاقتصاد المصري إلى آفاق جديدة وحاول تشخيص أعراض الحالة الاقتصادية من واقع مايراه يوميا من موقعه على رأس السلطة.
وتبدو  قضية تأهيل القيادات حاضرة في ذهن الرئيس ويسعي إلي إحالتها إلي واقع ملموس في المستقبل.
-  لا يعتبر السيسي نفسه رئيساً، يقولها دوماً في أكثر من خطاب وكلمة ولقاء. لذا لا يفتش عما يستدر تصفيقاً انفعالياً، أو يستجلب شعبية شخصية، لذا يؤمن بأن إحناء الرأس للتحديات وعدم اقتحام المشكلات بحلول جذرية، في مقابل تمهيد الطريق لمدة رئاسة ثانية، هو خيانة لأمانة المسئولية أمام الله والشعب تجاه حاضر ومستقبل المصريين.
حين سألنا السيسي: لو عاد بك الزمن هل كنت تتخذ قرار الترشح؟!
أجاب: بالتأكيد.. فمن أنا أمام إرادة المصريين؟.. إنني رهن إرادة الشعب.
ثم سألناه: ولو طلب منك الشعب الترشح لمدة ثانية؟
قال: ارجعوا إلي الإجابة السابقة.
قرار السيسي إذن رهن إرادة الجماهير.. كما تعود، وكما تعودنا منه.
كل ما يطلبه السيسي هو التوحد والعمل والصبر، وسوف يأتي أوان الحساب في نهاية السنوات الأربع.
التفاؤل لا يفارق السيسي رغم ركام المصاعب وميراث الأشواك . .
وإلى الجزء الأول من الحوار :
 خلال زيارتك لأسيوط قبل شهرين أطلقت نداء السلام للفلسطينيين والإسرائيليين وللأطراف الدولية المعنية من أجل إنهاء الصراع وتحقيق السلام, وبعدها أوفدت وزير الخارجية سامح شكرى للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس حكومة إسرائيل بنيامين نيتانياهو... ما هو تقييمكم للوضع بعد شهرين وكيف ترى الجهود الدولية فى قضية السلام؟
الرئيس: موقف مصر ثابت من عملية السلام وندعم كل الجهود التى تسعى إلى حلحلة هذه القضية شديدة التعقيد, فاستمرار النزاع له تأثير سلبى بالغ على الأمن والاستقرار فى المنطقة, وتأثير ساحر فى حالة التوصل إلى حل يرضى جميع الأطراف... إن مصر كانت ومازالت داعمة لكل الجهود الأمريكية خلال السنوات الماضية وحتى الآن، كما لنا موقف واضح داعم للمبادرة العربية, كما أعلنت مصر تأييدها للمبادرة الفرنسية, كما أن علاقتنا مع الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى تتيح لنا أن نلعب دورا محوريا لإيجاد مخرج من حالة الجمود ودفع عملية السلام.
أين الدور الروسى بوصف روسيا أحد رعاة عملية مدريد للسلام 1991 وعضوا فى الرباعية الدولية؟
الرئيس: نحن ندعم أى تحرك من جانب الدول المعنية القادرة على التأثير سواء الولايات المتحدة أو أوروبا أو روسيا, وقد أبلغنى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأنه مستعد أن يستقبل كلا من أبو مازن ونيتانياهو فى موسكو لإجراء محادثات مباشرة لإيجاد حل وحلحلة القضية. فنحن ندعم هذه الجهود والكل مدعو للمشاركة فى دفع عملية السلام, والتجاوب مع الجهود والدعوات والمبادرات المطروحة حتى يرى الفلسطينيون ضوءا فى نهاية النفق لإقامة دولتهم المستقلة جنبا إلى جنب إسرائيل, فهذه القضية هى مفتاح الاستقرار والأمن فى المنطقة.
وفى الوقت نفسه من الضرورى إنهاء الخلاف الفلسطينى - الفلسطينى داخل حركة فتح والمصالحة الوطنية بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس حتى تتهيأ الأجواء لجهد حقيقى لإقامة الدولة.
ألا تعتقد سيادة الرئيس أن انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية يمكن أن يؤدى إلى إرجاء أو تجميد هذه الجهود؟
الرئيس: من المهم أن يتم التحرك الآن, ولا أستطيع القول إن الموضوع يتم تجميده حتى تأتى إدارة جديدة، وللأسف المياه الآن راكدة تماما, ولابد من جهود لتحريكها بشرط توافر إرادة لدى الفلسطينيين والإسرائيليين والمجتمع الدولى.
إننا لا نريد أن نستأثر بدور بقدر ما نريد أن نشكل قناعة لدى الآخرين للقيام بدورهم, وبأن السلام هو الضوء المبهر الذى يمكن أن يغير شكل المنطقة لو تحقق.
من خلال رؤيتك للموقف الإسرائيلى هل وجدتم قدرا من التغير فى الموقف الإسرائيلى؟
لرئيس: أرى أن القناعة بأهمية السلام تتزايد لدى الجانب الإسرائيلى والقناعة بإيجاد مخرج للقضية مؤشر إيجابى.
ما النقاط الأساسية التى تحكم الموقف المصرى من قضايا المنطقة, خاصة النزاعات فى دول الجوار العربى؟
الرئيس: مواقفنا واضحة وتقوم على مبادئ أساسية هى أن مصر لا تتدخل فى شئون الآخرين, وتدعم إرادة الشعوب والحلول السياسية السلمية فى المسائل المتنازع عليها.
فى هذا الإطار برجاء إلقاء الضوء على موقف مصر من المشاركة فى التحالف العربى لدعم الشرعية فى اليمن؟
الرئيس: المشاركة المصرية فى قوات التحالف العربى تتضمن المشاركة بعناصر من القوات البحرية لتأمين حرية الملاحة فى الممر الملاحى فى باب المندب وتأمين وصول السفن إلى قناة السويس, ولدينا عناصر من القوات الجوية مع أشقائنا فى السعودية ولكن ليس لدينا أى قوات برية فى أى بلد فى المنطقة، وكل ما لدينا من قوات خارج مصر هى فى إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
الوضع فى سوريا يبدو معقدا ومتشابكا.. كيف ترون الخروج من الأزمة فى ضوء العلاقات التاريخية التى تربط مصر بسوريا؟
الرئيس: إشكالية الموقف فى سوريا تكمن فى أنه بلد تتقاطع فيه الرؤى والمصالح بشكل أو بآخر, وهناك أطراف كثيرة تتعامل مع هذا الملف, وأعتقد أن التفاهمات الأمريكية - الروسية ومرونة الأطراف الإقليمية التى لها مصالح مباشرة فى سوريا يمكن أن تؤدى إلى مخرج لهذه الأزمة وهذا يحتاج إلى وقت     
أما الموقف المصري فيقوم علي خمسة مبادئ أساسية هي : احترام وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب السوري, وإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة, ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة, وإعادة إعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة.
بالنسبة للأوضاع في ليبيا فقد حذرت سيادتكم من انتقال العناصر الإرهابية إلي ليبيا لتكون منطلقا لها إلي مصر ودول شمال المتوسط.. ما هي التدابير التي اتخذتها مصر لمواجهة هذا الخطر؟

الرئيس: المسألة بوضوح أنه كلما زاد الضغط علي الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق بسبب النجاح في مواجهتها فإنها تنتقل إلي ليبيا ولقد رصدنا ذلك منذ عدة أشهر... حركة خروج من سوريا والعراق إلي ليبيا وهناك جهود دولية تبذل للتعامل مع هذا الخطر.
وفي هذا الصدد فإن مصر تدعم الجيش الوطني الليبي والبرلمان, لأنهما يمثلان الشعب الليبي وإرادته وتقدم لهم المساعدة الممكنة.. ومصر تسهم في تدريب عناصر الجيش الوطني الليبي لأنهم مطمئنون إلي أن جيش مصر جيش ذو عقيدة وطنية وليس جيشا قبليا أو طائفيا, فنحن نبذل جهودنا لحماية حدودنا والاستعداد الكامل لمواجهة أي مخاطر قائمة منذ سقوط القذافي وحتي الآن.
كيف تقيمون العلاقة مع دول الخليج العربية حيث هناك تقارير إعلامية أجنبية تحاول الترويج لوجود فتور في العلاقات بين مصر وكل من السعودية والإمارات؟
علاقات مصر مع دول الخليج خاصة السعودية والامارات علاقات قوية وثابتة ونحن حريصون علي ذلك كما أن الأشقاء حريصون علي توطيد العلاقة أيضا.. والامر غير جيد هو أن البعض يختزل العلاقة مع دول الخليج في الدعم المقدم منها وهذا غير صحيح.
كيف تنظرون إلي الجدل الدائر حول اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية بشأن جزيرتي تيران وصنافير وتأثيراتها علي العلاقات المصرية - السعودية.
الرئيس: نحن نتعامل مع هذا الموضوع فى إطار الاحترام الكامل لمؤسسات الدولة وأحكام القضاء الذى يتيح للدولة التعامل مع الموضوع طبقا للقانون، كما أن لدينا مجلس النواب الذى يمثل إرادة الشعب والذى أمامه فرصة كاملة لدراسة الاتفاقية بشكل متعمق، وأسجل للأشقاء فى السعودية أنهم يتفهمون الموضوع والإجراءات الدستورية تماما
ما الذى تستفيده مصر من اتفاقيات تعيين الحدود البحرية مع الدول المجاورة لسواحلها؟
الرئيس: تعيين الحدود البحرية يعطى فرصة حقيقية للبحث عن الثروات والموارد المتاحة فى المياه الاقتصادية, وهذا ما حدث فى اتفاق تعيين المناطق الاقتصادية الخاصة مع قبرص الذى أتاح لنا الكشف عن حقل «ظهر» الذى سيكون مصدرا كبيرا للدخل من النقد الأجنبى عند بدء إنتاجه بحلول عام 2018. كما أن اتفاق تعيين الحدود البحرية مع السعودية يشكل فرصة للتنقيب عن الثروات فى البحر الأحمر.
ماذا تم فى اتفاق تعيين الحدود البحرية الخاصة بالمناطق الاقتصادية الخارجية؟
الرئيس: نحن نمضى قدما فى هذه المباحثات وسوف يعقد اللقاء، أما فيما يتعلق بالتعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان فسوف نستضيف القمة الثالثة فى شهر أكتوبر المقبل لبحث وتفعيل التعاون الثلاثى, خاصة المشروعات التى تم الاتفاق عليها فى القمتين السابقتين
توليت رئاسة القمة العربية فى دورتها السابقة.. كيف رأيت صورة العالم العربى؟
الرئيس: أتصور أننا فى منطقتنا العربية فى حاجة إلى قيام الدول العربية بمراجعة شاملة تستهدف التعامل بشكل أكثر إيجابية مع قضايانا لصالح الدول والشعوب، وفى رأيى أن التعايش والحوار والتنسيق هى أفضل السبل لحل أى إشكاليات’ والتعامل مع أى شواغل، ودورنا يجب أن يكون جمع الشمل العربى واحتواء المشكلات, لا سيما أن المنطقة فى أصعب أحوالها.
حرصت منذ أن توليت الرئاسة على المشاركة بانتظام فى القمم والمحافل الإفريقية.. هل نستطيع القول إن مصر عادت إلى دورها الإفريقى؟
الرئيس: بالتأكيد لقد بدأنا عهدا جديدا فى إفريقيا لتطوير العلاقات مع دول إفريقيا, خاصة دول حوض النيل فى كافة المجالات، وهناك تقدير كبير من جانب كل الدول للدور المصرى خاصة فى تعاملنا العقلانى مع موضوع سد النهضة.
كيف تسير المفاوضات بشأن الدراسات الفنية الخاصة بسد النهضة والتعاون الثلاثى بين مصر والسودان وإثيوبيا؟
الرئيس: المفاوضات تسير بشكل مطمئن للجميع ويبعث على الرضا، لذا لابد أن تكون ردود أفعالنا هادئة وواثقة ومطمئنة, لأن مياه النيل ستظل تتدفق إلى مصر وهم واعون لذلك.
وبهذه المناسبة سيزور الرئيس السودانى عمر البشير مصر خلال شهر أكتوبر القادم لحضور اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.
كيف تسير العلاقات مع الولايات المتحدة؟
الرئيس: العلاقات المصرية - الأمريكية هى علاقات إستراتيجية تقوم على ثوابت يحرص الطرفان عليها, ونحن فى البلدين مهتمون بأن نعطى الفرصة لأنفسنا لمراجعة مواقفنا، وقد اتضح لهم خلال السنوات الثلاث الماضية حقائق الوضع فى مصر وإلى أى مدى كان الموقف المصرى, وسياستنا تتسم بالتوازن والتعقل والحرص على هذه العلاقات.
وبالتأكيد فإن مستقبل هذه العلاقات جيد فى ضوء أنه كلما يمر الوقت تتحسن الأمور.
هل هناك اتصالات مصرية مع حملتى المرشحين الرئاسيين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب؟
الرئيس: نحن نلتقى كل الشرائح السياسية فى المجتمع الأمريكى, مسئولين وأعضاء فى الكونجرس أو البنتاجون وهم يستمعون إلى آرائنا ويتفهمون مواقفنا.
تشهد العلاقات المصرية - الروسية تطورا وزخما كبيرا يعيد لها بريقها وثقلها.. إلى أى مدى تأثرت هذه العلاقات بحادث الطائرة؟
الرئيس: العلاقات مع روسيا راسخة وقوية وذات طبيعة خاصة ولها أبعادها التاريخية والسياسية والاقتصادية، أما بالنسبة لحادث الطائرة فلم يترك أثرا سلبيا على العلاقة. لكن كانت فى ظروف تمت مراعاتها من البلدين, ونحن متفهمون للموقف الروسى وحساسية موقف القيادة الروسية وشواغلها تجاه مواطنيها.
هل هناك مؤشرات على عودة السياحة الروسية إلى مصر؟
الرئيس: عودة السياحة الروسية إلي مصر تعبير عن قوة العلاقة بين البلدين وأنا متفائل بعودتها قريبا بإذن الله.
ماذا عن توقيع الاتفاق الفنى النهائى بشأن إنشاء محطة الضبعة النووية؟
الرئيس: هناك نقاط صغيرة يجري التفاوض بشأنها.. وهذه المحطة أمل مصر فى دخول آفاق المعرفة النووية, ومن المنتظر التوقيع هذا العام.
هل مازالت قضية مقتل الطالب الإيطالى ريجينى تمثل مشكلة فى العلاقات المصرية - الإيطالية؟
الرئيس: أسجل إشادتى وشكرى لرئيس وزراء إيطاليا وتصريحاته الإيجابية، والإيطاليون يقدرون تعاوننا معهم وحرصنا على استجلاء الحقيقة.. ونحن متعاطفون مع أسرة الطالب الإيطالى, وأجهزة التحقيقات فى البلدين بينهما تعاون فى هذا الموضوع. وقد أسهمت زيارات الوفود الشعبية فى إيضاح صورة التعاون المصرى - الإيطالى, وعلي الرغم من أن التحقيقات في القضية مازالت مستمرة فإن بعض وسائل الإعلام كان له دور مساهم في تعقيد القضية
 من الملاحظ أن العلاقة مع دول الاتحاد الأوروبى, كل علي حدة, جيدة بينما هناك مواقف للاتحاد تبدو مغايرة فى بعض الأحيان.. كيف ترون ذلك؟
الرئيس: أقدر أن لكل دولة مواقفها الخاصة فى مختلف القضايا. وعلاقتنا مع دول الاتحاد متميزة, ونحن حريصون على التواصل المستمرة, وأرى العلاقات مع الاتحاد الأوروبى ككل فى تحسن مستمر.
بعد تولى تريزا ماى رئاسة الحكومة البريطانية أجريت معها اتصالاً هاتفياً، فماذا دار فى هذا الاتصال؟لرئيس: نحن نعطيهم الوقت لتصحيح مواقفهم وتصريحاتهم لكن لا جديد على مستوى العلاقات، ونحن نرد بموضوعية إذا احتاج الأمر إلى رد، فليس كل ما يقال يستحق الرد.. وفى العلاقات بين الدول ينبغى أن يكون هناك مستوى لائق للتصريحات والتعامل..
ولقد طلبت فى الرئاسة إجراء هذا الاتصال مع رئيس وزراء بريطانيا وتم الاتصال على الفور ولا أعلم من أين أتت المعلومات التى ذكرها البعض بأن البريطانيين تأخروا فى الرد علينا أسبوعين أو ثلاثة.
هناك تصريحات متضاربة تصدر من مسئولين أتراك حول العلاقات مع مصر.. كيف تستقبلون هذه التصريحات، ولماذا لا يتم الرد على ما يمس مصر وقيادتها؟
الرئيس: نحن نعطيهم الوقت لتصحيح مواقفهم وتصريحاتهم لكن لا جديد على مستوى العلاقات، ونحن نرد بموضوعية إذا احتاج الأمر إلى رد، فليس كل ما يقال يستحق الرد.. وفى العلاقات بين الدول ينبغى أن يكون هناك مستوى لائق للتصريحات والتعامل.
 وبالنسبة لى فإننى أحرص أن أعكس أصالة وثقافة وحضارة مصر فى التعامل مع الآخر (تركيا).. المصريون أصبحوا متفهمين لذلك.
أما عن العلاقات بين الشعبين فلا توجد أى أسباب للعداء، فنحن فى مصر ليست لدينا نزعات طائفية أو مذهبية ونتعامل بشكل يليق بمصر.
ستقومون مطلع الشهر المقبل بزيارة للصين للمشاركة فى قمة العشرين بدعوة من الرئيس الصينى، ما الذى تحمله إلى القمة كرئيس لمصر وزعيم إفريقى؟

الرئيس: إن حرص الرئاسة الصينية على دعوة مصر لحضور قمة مجموعة العشرين، التى ستُعقد فى مطلع سبتمبر المقبل فى مدينة «هانجو» الصينية، يعكس مدى التقدير الذى تحظى به مصر على الصعيد الدولى، ومدى الثقة فى ثقلها الإقليمى، فضلا عن النظرة التفاؤلية إزاء مستقبلها الاقتصادى.
وسوف تحرص مصر خلال مشاركتها على إيصال صوت الدول الإفريقية بوجه خاص والنامية بوجه عام، وأن تحقق القمة النتائج المأمولة فيما يتعلق بتقديم المساندة الفعالة لهذه الدول فى سعيها لتحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة 2030، بما فى ذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول النامية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبى إليها، وتيسير نفاذ منتجاتها وخدماتها لأسواق الدول المتقدمة، فضلا عن ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها فى إطار اتفاقية باريس لتغير المناخ لتقليل الآثار السلبية للانبعاثات الضارة على الدول النامية، وتمكينها من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وما يتضمنه هذا المجال من تكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة.
وسوف تقوم مصر خلال القمة بعرض رؤيتها إزاء الموضوعات الاقتصادية الدولية المطروحة على جدول الأعمال، وأهمها سبل تنسيق السياسات الدولية وفتح مسار جديد للنمو، ودفع التجارة والاستثمار على الصعيد الدولى كوسيلة للتغلب على تباطؤ أداء الاقتصاد العالمى وتجنب الانزلاق مجدداً إلى أزمة كساد، وكيفية الاستفادة من الفرص التى تتيحها التكنولوجيا الرقمية والصناعية المبتكرة لتحفيز النمو الاقتصادى العالمى، والتحديات التى تواجه قطاع الطاقة العالمى.
وسوف تكون المشاركة فى القمة فرصة طيبة لإجراء محادثات ثنائية مع العديد من قادة دول العالم.
سوف تشاركون فى النصف الثانى من الشهر المقبل أيضاً فى اجتماعات الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة.. ما هى رسالتكم للعالم خلال ثالث مشاركة لكم؟
الرئيس: الزيارة هذه المرة هدفها تأكيد صدق الرؤية المصرية تجاه أهم قضية تواجه العالم وهى قضية التطرف والإرهاب لاسيما أن مصر تشغل مقعداً غير دائم بمجلس الأمن وتتولى رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب.
 خلال العامين الماضيين قمت بزيارة العديد من دول العالم.. ما هى التجربة التى جذبت انتباهكم أكثر من غيرها؟
الرئيس: الحقيقة أننى كنت أتصور أن الموارد وشحها أو توافرها هو أحد أهم أسباب تقدم الدول ولكنى عندما ذهبت إلى كوريا الجنوبية وجدت أن الإنسان هو أهم وأثمن عنصر فى التقدم، فالغنى الحقيقى هو قدرة الإنسان وهذا الأمر يجب أن نعمل عليه فى مصر من خلال صيانة الشخصية المصرية واستكمال بنائها.
وفى زيارتى لليابان جذب انتباهى التعليم فهناك منظومة متكاملة فى المدارس، فالفصول بلا أبواب وهذا له مغزى، ووجدت أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة التى زرتها فى طوكيو لا يزيد عددهم على 28 مدرساً منهم ثمانية يتولون مهمة تجهيز الوجبات للتلاميذ فالكل مقتنع بأن له دورا فى عملية التعليم التى تهدف إلى بناء الشخصية.
خلال زيارتكم كوريا الجنوبية وسنغافورة وجدت بعض الشباب المصرى يعمل فى كبريات الشركات العالمية هناك.. بماذا شعرت عندما التقيت معهم؟
الرئيس: شعرت بالسعادة البالغة وتأكد لى أننا قادرون على تحقيق ما نتمناه بشرط أن نتحلى بالصبر والجدية، فإذا تمسكنا بهما فى كل مجال كالتعليم والإنتاج وغيرهما سنحقق نتائج هائلة. 
وإلى الجزء الثاني من الحوار
 :سيادة الرئيس: بعد 26 شهرا من توليك منصب رئيس الجمهورية.. كيف ترى الصورة فى مجملها بمصر؟
الرئيس: لا أعتبر نفسى رئيسا أو حاكما. أنا أنظر لنفسى كمواطن يحب بلده, وخاض من أجلها ثلاثة تحديات ضخمة: مرة فى عهد المجلس العسكرى حتى لاتسقط الدولة, بالعمل على محاولة استيعاب الحالة. ومرة فى عهد الإخوان بممارساتهم التى تكشف عن عدم تفهمهم لحجم التحدى والمسئولية الوطنية, ومرة ثالثة حين لبى نداء استدعاء المصريين.
أما حجم التحدى فهو فوق التخيل. ومسئولية مجابهته لاتقع على عاتقى وحدى إنما هى مسئولية المصريين جميعا.... أقول بوضوح إن التحدى هائل, وإننا نعيش وقتا من أصعب الأوقات, وإن مستقبل الأمة على المحك. وأقول بتواضع فى الوقت نفسه إن حجم ما أنجزناه فى مصر خلال عامين يفوق الخيال. 
فى الحالة المصرية الآن.. لايوجد ظهير سياسى للحكم وهو أمر غير مسبوق, إنما يوجد ظهير شعبى يحقق إجماعا وتوافقا, وتتم الآن محاولات للتعامل معه من أجل إضعافه والحد من فاعليته, تمهيدا لفرض أهداف لم تتحقق فى الدولة المصرية خلال السنوات الخمس الماضية. فالهدف هو شق الكتلة الوطنية من أجل إضعافها. نعم أنا مقاتل لكن ظهر المقاتل وسنده هو شعبه.... يظل يقاتل طالما الشعب فى ظهره, فإذا ماتخلى عنه, لايستطيع القتال.... المقاتل عنده كبرياء وعزة وشرف وهذه هى ذخيرته, لايقبل أن يستمر فى القتال إذا مانزعت منه.
 مايهمنى هو أن نجابه التحدى معا كتلة وطنية صلبة, وأن نصبر على نضج التجربة المصرية لتنهض وتنجح. وإننى أسجل كل التقدير والاحترام لوعى الشعب المصري, فقد كشف عن قدرة مذهلة على الفهم والتقييم والفرز, فرغم كل محاولات تغييب الوعى وتزييف الحقائق, أثبت المصريون وعيا كبيرا بفضل توليفة أفرزها الميراث الحضارى والإنسانى والذهنية المصرية المدهشة.
 سيادة الرئيس: سبق أن تحدثتم عن إجراءات صعبة من أجل تحقيق الإصلاح الاقتصادي, هل يرتبط برنامج الإصلاح بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي, وما طبيعة الإجراءات الصعبة؟
 الرئيس: علينا أولا أن نفصل بين برنامج الإصلاح الاقتصادى وصندوق النقد, فلا يليق بمصر أن تكون عليها وصاية تحدد لها كيف تصلح أحوالها, وماجرى مع الصندوق هو إجراء طبيعى مع دول العالم بأن تقدم برنامجا وتناقشه مع الصندوق وقد قدمنا برنامجنا ولم يضيفوا إليه شيئا. إننا قادرون على وضع البرنامج وتحديد القرارات الصعبة. فلدينا خبراء ومتخصصون يضعون لنا مسار الإصلاح. وإشكاليات الموقف الاقتصادية ليست غائبة عنا, والموضوع هو اتخاذ قرارات الإصلاح أو عدم اتخاذها.. هل نريد إصلاحا أم لا نريد!.
 إجراءات الإصلاح كان يجب اتخاذها من سنين, لكن تم التعامل معها بحلول جزئية. والآن لا وقت لدينا للتأجيل والظروف لاتسمح, إذا كنا لانريدها أن تكون أكثر صعوبة.
 المسألة أن أى دولة كمصر لها موارد ولها مصروفات، ولا مشكلة فى المصروفات إذا كانت الإيرادات تغطيها، لكن عندما تقل تحدث مشاكل, وتبدأ الدول فى الاقتراض لسد الفجوة بين الإيرادات والمصروفات أو عجز الموازنة. وكلما زادت الفجوة زادت الأعباء على الموازنة بسبب الفوائد على الدين أو ما يسمى خدمة الدين، وقد يكون ذلك مقبولا لفترة لحين تحسن الموقف الاقتصادى وإزالة العوار  .
وقد كان حجم الدين الداخلى قبل ثورة يناير 800 مليار جنيه بنسبة 75% من الناتج المحلى، أما الآن فقد بلغ حجم الدين 2.3 تريليون جنيه بنسبة 97% من الناتج المحلى. ولو قلنا إن حجم الموازنة العامة فى حدود 850 مليار جنيه، وإن هناك عجزا فى الإيرادات لتغطية المصروفات قدره 300 مليار جنيه، فإننا نسد العجز عن طريق الاقتراض الداخلى. وعلينا أن نعلم أن خدمة الدين الداخلى أى فوائد الدين بدون أقساط أصل القرض, تبلغ 300 مليار جنيه سنويا، وأن حجم الدعم يبلغ فى حدود 250 مليار جنيه، والأجور فى حدود 228 مليارا ، إذن لا يتبقى الكثير للإنفاق على الخدمات والمرافق وأنشطة الدولة والاعتمادات المخصصة للاستثمارات.
 لذلك فإن استمرار هذا الوضع وتنامى المصروفات, ومن ثم الأعباء، يضعنا فى موقف فى منتهى الحساسية، وكلما يزداد الاقتراض تزداد الأعباء ويتوقف الإنفاق فى المجالات المختلفة.
 إذن نحن نريد الحد من عجز الموازنة، ونريد أن نزيد من مواردنا فى الصناعة والزراعة, وأن نجذب الاستثمارات. والمناخ أصبح مهيأ من ناحية توفير البنية الأساسية.... وعلى سبيل المثال فإن ما أنفقناه وننفقه على الشبكة القومية للطرق بطول 7000 كيلو متر وبعدد من الكبارى فى حدود 200 كوبرى، يبلغ نحو 100 مليار جنيه حتى منتصف يونيو المقبل، ويبلغ حجم ما أنفقناه وننفقه على إنشاء محطات الكهرباء لإنهاء مشكلة نقص الطاقة وانقطاع التيار التى بدأت منذ 8 سنوات، فى حدود مبلغ 400 مليار جنيه. ،  والبنية الأساسية من طرق وكهرباء وغيرها لا غنى عنها لجذب الاستثمارات وإقامة المشروعات، ولا غنى عنها لمعيشة المواطنين، ولنا أن نتخيل ماذا كان الحال لو لم تكن محطات الكهرباء قد أنجزت وانتهت مشكلة الانقطاعات!
يتبقى إذن أن نشجع القطاع الخاص والمستثمرين من أجل زيادة الإنتاج والصادرات... نعم هناك معوقات.. مفيش كلام.. من بينها سعر صرف الدولار, لكننا نتحرك لإنهاء هذه المسألة خلال شهور, وكما قلت فإن المصريين سيتحركون لتحويل الدولارات المخزونة لديهم إلى الجنيه المصرى بعد أن تحول الدولار إلى سلعة، وسيكون عند المواطن فرصة أن يضع أمواله بالجنيه فى البنوك وسيجد ذلك أربح له من أن يبقيها دولارات فى المنازل. أقول إن الإصلاح بدأ متأخرا جدا وإن التكاليف, لو انتظرنا, لن نقدر على تحملها فى المستقبل
 الإجراءات الصعبة بدأت بتخفيف الدعم عن الكهرباء.. وهناك تخوفات من أن الطبقات المتوسطة ستكون أكثر من يعانى من فواتير الكهرباء؟
الرئيس: أولا الدعم لم يرفع عن الكهرباء لنحو ثلاثين مليونا من المشتركين فى المنازل إلا لمن يتجاوز استهلاكهم 1000 كيلووات شهريا, والطبقات محدودة الدخل هى الأكثر تلقيا للدعم، وكان هناك رأى بتحميل دعم الشرائح الثلاث الأولى على باقى الشرائح، لكن تم رفض الاقتراح، لأنه يشكل عبئا كبيرا على متوسطى الدخل. ثم طلب الرئيس من مساعديه تقريرا وجداول عن قيمة الزيادة فى الفاتورة المنزلية بعد التسعيرة الجديدة.

 واستطرد: إن قيمة الزيادة فى الفاتورة لمن يستهلك 50 كيلو وات تبلغ 170 قرشا, بينما الدعم المخصص له يبلغ 28 جنيها، والزيادة لمن يستهلك 100 كيلو وات تبلغ 4.5 جنيه، بينما الدعم 51.9 جنيه، والزيادة لمن يستهلك 200 كيلو وات 14 جنيها بينما الدعم 88.8 جنيه، ثم تتدرج الزيادة لتصل إلى 71.7 جنيه لمن يستهلك 650 كيلو وات، ويصل الدعم إلى 168.9 جنيه، وترتفع الزيادة للشرائح الأكثر بينما ينقص الدعم تدريجيا ليتوقف عمن يستهلك ألف كيلو وات. ويكفى أن نعلم أن متوسط تكلفة إنتاج الكهرباء كان 47.4 قرش للكيلو وات، بينما متوسط سعر بيعه لا يزيد على 22.6 قرش.  ومع ذلك فإننا نبذل جهودا كبيرة لتحصيل مخالفات سرقة التيار الكهربى, ونجحنا خلال الأشهر الستة الأخيرة فى تحصيل 802 مليون جنيه, لكننا لا نزال نعانى من هذه المشكلة وسوف نكثف عمليات الكشف عن السرقات وتحصيل حق الشعب.
 مع القرارات الصعبة، هناك إجراءات حمائية مصاحبة للتخفيف من آثارها.. أليس كذلك؟
 دعنى أسألكم.. هل يريد أحد سواء أنا أو الحكومة أن يضغط على أهله أو يتركهم يعانون؟.. إن هناك من قوى الشر من روج شائعات بأن الحكومة ستستغنى عن مليون عامل، ومرة عن 100 ألف!.. من قال هذا؟.. ومن يعمل هذا؟.. كيف أكون مسئولا وأترك 100 ألف أسرة فى الشارع.. هذا أمر لايخطر أبدا على بال الدولة. إننا ندرس القيام بإجراءات مصاحبة تحقق التوازن وتقلل الضغوط على الطبقات محدودة الدخل والمتوسطة, والهدف من الإجراءات الحمائية ليس فقط تخفيف الضغط, وإنما ضبط المزاج العام للمجتمع بما فيه الطبقة المتوسطة بما لا يهدده.
 وتعالوا نتحدث عن الإجراءات الحمائية..
 أولا: معاش «تكافل وكرامة» الذى يستفيد منه حاليا نصف مليون أسرة فى عدد من المحافظات, وبحلول ديسمبر المقبل سيبلغ عدد المستفيدين مليون أسرة تزيد إلى 1.5 مليون خلال العام المقبل. ثانيا: تم رفع الحد الأدنى للمعاش من 200 و 300 جنيه إلى 500 جنيه, ورفع الزيادة السنوية لتكون 125 جنيها كحد أدنى .
 ثالثا: يجرى مد مظلة معاش الضمان الإجتماعى الذى يقدم مساعدة غير مشروطة للفقراء والأيتام والأرامل والمرأة المعيلة لتشمل 2.5 مليون مستفيد بتكلفة نحو 7 مليارات جنيهبالإضافة إلى هذا نحن ندرس كيف نقلل التأثيرات الضاغطة لإجراءات الإصلاح على محدودى الدخل أو متوسطى الحال, وأطمئنكم أننا سنظل ندرس اتخاذ مزيد من الخطوات لتحسين أحوال البسطاء ومحدودى الدخل.
أقول صحيح إن الدواء مر المذاق، وإنه لابد من حلول مناسبة لتحقيق الإصلاح حتى لو كانت موجعة مؤقتا، لكننا نعمل على تخفيف العبء عن محدودى الدخل والطبقة المتوسطة من خلال قرارات, وأقول باختصار إن المقاتل لا يقاتل وحده ولابد أن يكون سنده شعبه يقاتل معه.
 هناك تخوفات من أن ضغط المصروفات قد يقابله تقليص فى خطوات تحقيق العدالة الاجتماعية؟الرئيس: من أين يأتى هذا الكلام؟!.. إننا نبنى خلال عامين مليون شقة مدعمة من وحدات الإسكان الاجتماعى بالقاهرة والمحافظات لمليون أسرة, بتكلفة تصل إلى 170 مليار جنيه، وقلنا إن كل من يتقدم لشقة سيحصل عليها، وندرس قبول طلبات من يزيد دخله على ألف جنيه، فإذا تقدم لطلب شقة فسيحصل عليها. ونبنى 175 ألف شقة لإسكان قاطنى المناطق الخطرة فى العشوائيات يستفيد منها مليون من أبناء الأسر المصرية بتكلفة 17 مليار جنيه، ونقل هذه الأسر من تلك المناطق إلى مساكن لائقة مزودة لجميع الخدمات والملاعب والمدارس والحدائق تحفظ كبرياء مصر وأبنائها.
 وهناك أيضا موضوع التغذية المدرسية التى ندرس تطويرها والتوسع فيها.

 هناك أيضا إجراءات توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة، ولقد بدأنا منذ يومين جهودا معتبرة للسيطرة على الأسواق وضبط الأسعار، وعندما ينضبط سعر الدولار سيحدث ضبط أكثر، كذلك عندما تبدأ المصانع والمشروعات الجديدة فى العمل.
. ثم هناك مشروع القضاء على فيروس «سى» الذى يستهدف النزول بمعدلات الإصابة إلى المعدلات العالمية. ونحن قد انتهينا من قوائم الأسماء التى تقدمت إلى وزارة الصحة، وتلقى العلاج 800 ألف مواطن، وحدث التفاعل، وتكاتف الناس بالأسلوب المصرى الرائع لعلاج المصابين بالفيروس، مما أدى إلى تراجع عدد الحالات بشكل كبير، وطلبنا من وزارة الصحة حملة تطوعية كبيرة لنعرف مؤشرات النجاح وحجمه. حيث بدأنا اعتبارا من هذا الشهر حملة توعية للكشف وتحديد الحالات المصابة وتقديم العلاج الفورى لها, آملين أن نعلن بإذن الله أن مصر خالية من هذا المرض عام 2018
 ودعونى أسألكم: لماذا لم يسأل أحد عن مصير المصريين الذين عادوا من ليبيا وهم فى غالبيتهم العظمى من البسطاء؟... لقد استوعبتهم المشروعات الكبرى, ووفرت لهم مصدر الرزق الكريم بدل أن يكونوا عبئا إضافيا فى أعداد العاطلين. ويكفى أن نقول إن المشروعات الكبرى أدت إلى خفض معدل البطالة من 13.8% إلى 12.5%، ورفع معدل النمو إلى نحو 4.5% , وهذا ليس فقط بسبب صناعات التشييد، فلدينا صناعة وطرق وموانئ وخدمات وغيرها فى هذه المشروعات. ولابد هنا أن نشيد بمنظمات وجمعيات المجتمع المدنى المصرية الوطنية التى تقوم بدور فعال فى معاونة الدولة فى الاهتمام بمحدودى الدخل والتى تنفق مبالغ طائلة فى هذا المجال. ويسألنا الرئيس: هل تعرفون تفاصيل المشروع القومى للغذاء؟.. إنه يتضمن إنشاء 100 ألف صوبة زراعية توفر 500 ألف فرصة عمل، ومشروع قومى آخر لإنشاء مزرعة ضخمة للإنتاج الحيوانى بإجمالى مليون رأس ماشية بحلول يونيو عام 2018، بهدف توفير الخضراوات والفواكه والألبان واللحوم. ويجرى الآن دراسة اختيار المواقع لتنفيذ المشروع بالتعاون مع إسبانيا والمجر وهولندا، وهذه نتائج جولة وزير الزراعة الأخيرة لهذه الدول.... أيضا سوف ننتهى من أكبر مزرعتين سمكيتين إحداهما فى بركة غليون بكفر الشيخ الملحق بها 6 مصانع لخدمة المشروع، والأخرى عملاقة فى شرق التفريعة على مساحة 81 ألف فدان.
 سيادتك أصدرت توجيهات مشددة بعدم الاقتراض لأى مشروع إلا إذا كان قادرا على سداد قيمة القرض.. لكن هناك تخوف من عدم وافر النقد الأجنبى لسداد القرض إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية؟
  الرئيس: بصراحة التخوف ليس من القروض، وإنما من عدم القدرة على تنفيذ برنامج الإصلاح، ولقد قدمنا برنامجنا إلى صندوق النقد الدولى ولم يضيفوا عليه شيئا، وبالتالى نحن ملزمون بتنفيذه.
نأتى إلى العاصمة الإدارية والمدن الجديدة، هناك من يتصور أنها ليست ذات أولوية فى هذا التوقيت.. كيف ترى سيادتكم أهمية هذه المدن لحاضر ومستقبل البلاد؟
 الرئيس: هدفنا من العاصمة الإدارية، ومدن العلمين وشرق التفريعة والإسماعيلية الجديدة والسويس الجديدة ومدن الصعيد الجديدة فى بنى  سويف والمنيا وأسيوط وقنا - هو إيجاد متنفس للكتل السكانية، من خلال تخطيط عمرانى مناسب فى مناطق لا صلة لها بالأرض الزراعية، ولو تكلمنا عن العاصمة الإدارية، فإن الغرض منها تخفيف الضغوط المتزايدة على القاهرة يوما بعد يوم... فعندما نخرج بمبانى الحكومة منها إلى العاصمة الإدارية ومعها مبانى البرلمان وحى المال والأعمال والسفارات وغيرها، بذلك نكون حولنا الأرض فى الجبل والصحراء التى لا يساوى المتر فيها شيئا الآن، إلى قيمة حقيقية بحد أدنى ألف جنيه للمتر، وإذا قلنا إن إجمالى الأرض فى هذه المدن يبلغ 1.2 مليار متر مربع يكون إجمالى القيمة أكثر من تريليون و 200 مليار جنيه، ولنا أن نعلم أن قيمة كل المشروعات الكبرى ومشروعات الطرق ومحطات الكهرباء والموانى وغيرها كانت تقدر فى البداية بنحو تريليون و400 مليار جنيه، ونجحنا فى تخفيض التكلفة إلى تريليون و 40 مليار جنيه بحسن إدارة الموارد وضبط الأداء والمتابعة الدقيقة. إذن قيمة الأرض التى أضفناها إلى أصول الدولة فى العاصمة الإدارية والمدن الجديدة أكثر من تكلفة المشروعات التى نفذناها أو نقوم بها.
ننتقل إلى دور القوات المسلحة فى المشروعات الكبرى.. هل صحيح أن هذا الدور يطغى على نشاط الشركات العامة والخاصة، كما يردد بعض رجال القطاع الخاص؟
الرئيس: أولا رجال الجيش ليسوا أنفارا يعملون فى البناء، إنما هم مقاتلون. ثانيا دور القوات المسلحة هو إدارة عمل شركات المقاولات الوطنية العامة والخاصة، وهى ليست شركة تشييد إنما هى عقل يدير العمل ويشرف على التنفيذ وفق الجداول الزمنية المحددة, بهدف سرعة الإنجاز بأفضل جودة وبأقل سعر. يكفى أن أقول إن هناك ألفى شركة من الشركات الخاصة وشركات قطاع الأعمال تعمل فى المشروعات التى يجرى تنفيذها على أرض مصر بإشراف القوات المسلحة, بل إن أنفاق القناة فى الإسماعيلية وبورسعيد تنفذها تحالفات من شركات عامة وخاصة بالتعاون مع الخبرة الألمانية. والقوات المسلحة تراجع عمل المقاولين، ولا يتم تسليم أى مشروع إلا بعد التأكد من سلامة تنفيذه بمعرفة لجان من الرقابة الإدارية والهيئة الهندسية والكلية الفنية العسكرية والجهات المعنية بكل مشروع لتلافى أى ملاحظات.
 ويجب أيضا ألا ننسى دور القوات المسلحة فى ضبط الأسعار من خلال جهاتها المختصة التى تستورد اللحوم الحية والمجمدة والدواجن دون وسطاء وبأسعار أقل، لتسهم فى محاصرة الغلاء وضبط الأسواق والتخفيف عن المواطنين، ومازلنا لم نصل بعد للطاقة القصوى التى نستهدفها فى هذا الاتجاه، بتوفير الزيوت والسكر والألبان والأرز.
  ولابد أن نعلم أن الاعتمادات المخصصة للقوات المسلحة فى موازنة الدولة تبلغ نسبتها من 2% إلى 2.5% من الناتج القومى وهى أقل نسبة فى دول المنطقة. وأن ما تقوم به القوات المسلحة من أعمال ومن تحديث للتسليح يتم من خارج الموازنة العامة، من خلال حصيلة توافرت لها فى موازنتها عن طريق سياسة ترشيد على مدى 25 عاما مضت, من أجل توفير احتياجات خطط التطوير والتدريب والتسليح دون الضغط على الموازنة العامة للدولة
 . . .   وإلي الجزء الثالث والأخير من حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي لرؤساء تحرير الصحف القومية.
 
سيادة الرئيس.. تحدثت في بداية هذا الحوار عن استقلال القرار الوطني.. هل هذا الكلام ينطبق أيضا علي بيان الثالث من يوليو عام ٢٠١٣ ، الذي أعلنته باسم الجماعة الوطنية؟
- الرئيس : قسما بجلال الله.. لم نستأذن أحداً في هذا البيان، ولم نخطر أحداً قبل إعلانه، ولم ننسق مع أحد في القرارات التي تضمنها.
إن مبادئ الشرف والعزة والكرامة للمقاتل المصري هي حالة مصرية. وشرف المقاتل هو كبرياؤه الوطني. شرف المقاتل يأبي عليه أن يخون وأن يتآمر. شرف المقاتل أنه لم يتآمر ضد الرئيس ولم يرتب لعزله، وانما حين اتخذ القرار كان دافعه هو المصلحة الوطنية وحدها. لقد ظللت أقول للرئيس الأسبق حتي عصر يوم ٣ يوليو عن طريق ٣ مبعوثين بأن يقبل انتخابات رئاسية مبكرة،وتحقيق مطالب الشعب.. لكنه لم يستجب.
 
المعركة مع أهل الشر كما تسميهم، أو جماعة الإخوان الإرهابية كما نسميها إلي أين وصلت فصولها؟ 
-   الرئيس : نحن في مواجهة فصيل ينشر الأكاذيب والشائعات سواء أثناء اختلاطهم بالمواطنين أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك أناس مدججون بالسلاح يعملون ضد المصريين، وحينما أحسوا أن الأمر خرج عن سيطرتهم وأن الغلبة ستكون للشعب وللدولة، فإن حجم المواجهة واحتدام العمل والتشبث بالقتال قائم لديهم. لكن هذه المعركة هي في فصلها الأخير.
 تحدثتم أكثر من مرة عن إصلاح الخطاب الديني.. ما هو تأثير الخطاب الديني الحالي علي المجتمع وتماسكه؟
- الرئيس : أنا لا أتحدث عن دين جديد، وانما عن تصويب فهمنا للدين. فهناك تنوع في فهم المسائل الفقهية، وليس هناك رأي واحد يفرض علي الناس، وعلينا ألا ندع الناس تتجه إلي التطرف. وهناك محاولات جاهلة للإساءة لجهود إصلاح الخطاب الديني أو الثورة الدينية، بغرض اذكاء الانقسام الطائفي والمذهبي.
 هل الأحزاب والقوي السياسية في وضع يتيح لها المشاركة الفعالة في الحياة الديمقراطية.. وكيف تري المدي الزمني المطلوب لتبلغ التجربة المصرية حالة النضج السياسي؟
- الرئيس: نحن ندعم القوي السياسية والأحزاب لدفع التجربة المصرية قدما، وعلينا أن نعطي الفرصة  لتأخذ التجربة مداها وألا نتعجل، وأن نتجنب حالة الامتناع وعدم الثقة في بناء سياسي فاعل، ونحن نحرص علي ان تكون انتخابات المحليات المقبلة خطوة مهمة علي طريق النضج السياسي، وأحد أهداف البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب هو تشجيع المشاركة السياسية.
وهناك تفاعل في الحياة السياسية المصرية، ونحن ندفع في هذا الاتجاه لتحقيق التطور السياسي المنشود.
وبالمناسبة، نحن نعد الآن لوضع برنامج رفيع المستوي لتأهيل الكوادر القيادية القادرة علي تولي المواقع الإدارية والتنفيذيةالعليا كمناصب المحافظين والوزراء، وسوف نطلق البرنامج هذا العام فور الانتهاء منه وسيلتحق به من تنطبق عليه الشروط من المتقدمين.
 
نأتي لقضية حقوق الإنسان وحريات الرأي والتعبير.. هناك من يري ان التحديات الامنية تتغول علي هذه الحقوق والحريات ؟
- الرئيس : كإنسان، أتمسك بالحفاظ علي حقوق الإنسان واحترامها. وأولها في رأيي هوالحق في الأمان، وعلينا أن ننظر حولنا لنعرف قيمة الأمان في بلادنا. لكن علينا أن ندرك أن حقوق الإنسان لايجب اختزالها فقط في حريات الرأي والتعبير فهناك حقوق أخري كالحق في الحياة والمأوي والمأكل والمشرب والعلاج والعمل ونحن نسعي لحل الإشكالية بين الاعتبارات الأمنية وحقوق الانسان، ونطور هذه الحقوق بما لايؤثر علي الاستقرار الأمني. وبشكل قاطع أقول أنه لايوجد معتقلون في مصر، وانما محبوسون علي ذمة قضايا، ولا يتم القبض إلا علي من يقوم بعمل حاد عنيف ضد الدولة، كالإرهاب أو التخطيط لتفجيرات. نحن أحرص علي حقوق الإنسان والحريات في بلادنا ممن يتحدثون عنها خارجها.
لكن لابدأن ننتبه إلي أن حجم المخاطرمن سقوط المؤسسات الأمنية أكبر من تجاوزات قد تحدث في ظل وجود فصيل يحارب الدولة والشعب.
من جانب آخر.. نحن نسعي لتحديث وتطوير الشرطة واجتياز التحديات المالية والتنظيمية علي طريق تحقيق هذا الهدف الذي سيستغرق بعض الوقت.
 
أعلنت سيادتك مؤخرا عن الإعداد للإفراج عن دفعة رابعة من المحبوسين.. ماذا  تم في هذا الأمر؟
- الرئيس: القوائم تضم أكثر من ٣٠٠ شاب من أبنائنا، منهم أصحاب حالات صحية وإنسانية وأشقاء وشباب شاركوا في تظاهرات ومنهم تخصصات مختلفة بما فيها عدد من الصحفيين، وسوف يصدر قرار بالعفو  والإفراج عنهم خلال أيام. وهنا أحب أن أؤكد أنه عند إعداد وتجهيز هذه القوائم اعتمدنا بشكل رئيسي علي معايير حقوق الإنسان بمفهومها الشامل.
 
شاهدنا صورتك مع ثلاثي أبطال الأوليمبياد المصريين الذين فازوا بالميداليات البرونزية، أثناء لقائك بمجموعات من شباب مصر في يناير الماضي بدار الأوبرا عند إطلاق عام الشباب، هل جاء هذا الاختيار بطريق الصدفة ؟
- الرئيس : الاختيار لمن كانوا معي يومها علي المنصة تم بعناية، وانا سعيد بإنجازات هؤلاء الرياضيين، وسوف ألتقي بالبعثة المصرية قريباً ومنهم الفائزون بالميداليات. وبصفة عامة أنا سعيد بشباب مصر، وسوف ألتقي بهم في حوار مفتوح في المؤتمر العام للشباب الذي نعد له ليعقد بشرم الشيخ في نهاية سبتمبر أو أوائل أكتوبر المقبل.
 المرأة المصرية تحتل مساحة كبيرة في اهتمامكم.. نسمع أن هناك أخباراً سارة لها ؟
- الرئيس : بصراحة نحن نجهز للمرأة المصرية ما يليق بها.وعلينا أن نتذكر أن هدف بقاء الدولة المصرية وتثبيت دعائم الدولة لم يغب عنها أبدا وربما غاب عن مثقفين ونخب. هذا لأنها رأت ما الذي حدث لأطفال في دول من حولنا، ولم تنس ما رأته. ودعونا ننتظر لنري ماذا سنقوم به من أجل المرأة المصرية.
 
سيادة الرئيس.. طالعنا مشروع قرار عرض علي الحكومة لإنشاء وكالة فضاء مصرية.. متي يتم تدشين الوكالة ؟
- الرئيس : هذا الملف تأخرنا فيه كثيرا.. وحان الوقت لإنجازه. ولابد من كيان ينظم هذه المسألة. وهذا القرار هو خطوة أولي علي طريق هذا الصرح الكبير.
 تحدثت سيادتك عن الحاجة إلي أفكار خلاقة غير تقليدية لحل المشكلات الجماهيرية.. هل هناك أمثلة لهذه الأفكار تم الأخذ بها ؟
- الرئيس : نعم في قطاع الصحة، استطعنا إلي حد كبير حل مشكلة بفكرة بسيطة بدأتها في القوات المسلحة حينما كنت قائداً عاما، فقد عرض علي ضابط كبير فكرة شراء المعدات الطبية اللازمة للقوات المسلحة بصورة مجمعة، وعندما نفذناها أمكن توفير ما بين ٤٠ إلي ٥٠٪ من نفقات الشراء المعتادة.
وحين توليت الرئاسة، استدعيت الضابط وطلبت منه ان يتم شراء المعدات الطبية اللازمة لمستشفيات الدولة بنفس الصورة ومعها المستلزمات الطبية، مما أدي إلي توفير ١٠ مليارات جنيهعلي سبيل المثال كانت المستشفيات تشتري الدعامة لجراحات القلب بعشرة آلاف جنيه، وأصبحت قيمتها بأسلوب الشراء المجمع ١٠٠ دولار أي أقل من ألف جنيه، وكانت قوقعة الأذن بـ٣٢٠ ألف جنيه، وأصبح ثمنها ٧٠ ألف جنيه رغم تغير سعر الدولار، وعممنا الفكرة علي الدواء ومنها أدوية الأورام. ومن ثم أصبح لدينا أساس علمي للشراء.
 
هل هذه الفكرة قابلة للتطبيق في قطاعات أخري؟
- الرئيس : بالطبع يمكن تطبيقها في قطاعات أخري وندرس ذلك.
 نأتي لقضية الفساد.. هل تراه منتشراً متجذراً في مصر، أم أنه ظاهرة عارضة تحتاج إلي أفكار تصفها كثيرا بأنها مبدعة ؟
- الرئيس : الفساد ليس مجرد الرشوة، إنما هو أيضا الأداء المتواضع. الفساد ليس مجرد أخذ "قرشين"، انما هو الجشع وإهدار الموارد، والتقاعس والسلبية والإهمال، وعدم القدرة علي تحمل المسئولية والعمل. سوء التخطيط فساد. سوء التقدير فساد. سوء التنفيذ فساد..
 هناك أيضا مشكلة الانضباط.. لماذا يبدو في بعض الأحيان وجود تهاون في تطبيق القانون ؟
- 
الرئيس : القانون في رأيي هو استعداد المواطن لاحترامه وتنفيذه، والملاحظ أن هذا الاستعداد تراجع لدي البعض خلال السنوات الماضية.
إن هناك ايجابيات كثيرة لثورة ٢٥ يناير، غير أن هناك سلبيات لابد من التعامل معها وتلافيها، مثل ظاهرة التعدي علي أراضي الدولة والأراضي الزراعية خلال السنوات الخمس الماضية التي ستؤثر علي شكل مصر لمدة ١٠٠ سنة قادمة.
 
كيف تري أسباب بعض الحوادث الطائفية التي جرت في الفترة الأخيرة ؟
- 
الرئيس : نحن بحاجة إلي جهد مجتمعي من جانب مؤسسات الدولة واستيعاب وفهم من مكونات النسيج المصري، وإنني أتساءل هل التناول في وسائل الإعلام والتواصل كان واعيا أم لا.. إذا كان واعياً فإن الآثار تكون أقل. علينا أن نصوب أي أخطاء في العلاقة داخل النسيج المصري الواحد، وأن ندرك أن العبث الذي يتم، هناك من يحاول إذكاءه، وإحداث خلاف داخل النسيج المصري. لكن مجابهة ذلك يتطلب إرادة وقناعة بأن نسيج المجتمع قوي وسوف يزداد قوة.
 
سيادة الرئيس.. نأتي لقضية الإعلام. نسمعك في الفترة الأخيرة تعتب علي الإعلام، هل يضيق صدرك أحيانا بحرية الرأي والتعبير ؟
- الرئيس : أبدا لايضيق صدري برأي أو فكر موضوعي. إنما يلفت نظري أن أجد من يتكلمون عن موضوعات دون تدقيق معلومات، أو يتحدثون في مسائل تتعلق بأمن البلاد علي غير أساس من حقائق، أو يناقشون قضايا دون دراية أو خبرة.
نحن نريد لتجربتنا الديمقراطية ولإعلامنا أن يكون علي مستوي المسئولية الوطنية.
وبصراحة أنا لا أعتبر كل مايقال في الإعلام الخارجي مؤامرة علينا، إنما هو انعكاس لبعض مانقوله في إعلامنا. يكفي أن أقول أننا عندما سألنا الايطاليين: علي أي أساس وجهتم الاتهام للشرطة بقتل الشاب الإيطالي ريچيني؟.. قالوا: علي أساس ما نشر في جرائدكم وإعلامكم.
إنني أريد لكل مؤسساتنا النجاح للإعلام والقضاء والشرطة، لأن في ذلك نجاحا لمصر كلها.
 
سيادة الرئيس.. اسمح لنا أن نسألك مجموعة من الأسئلة السريعة..
 
ما هو آخر كتاب قرأته؟

- الرئيس: كان للأستاذ الكبير الراحل محمد حسنين هيكل. أنا قرأت كل كتب هيكل. بل كل محاضراته وندواته. وليس معني هذا أنني لا أقرأ لغيره. هناك من جيله كثيرون كالدكتور جمال حمدان صاحب موسوعة »شخصية مصر» التي اعيد قراءتها من وقت لآخر، وكذلك الأستاذان أنيس منصور وموسي صبري، وكتاب الرواية والمفكرون الكبار وغيرهم. وليس معني أنك تفضل القراءة لكاتب معين، أن كل رؤاه تتفق مع رؤيتك.
 هل اختلفت الصورة التي وجدت عليها حال البلاد عندما توليت الرئاسة، عن الصورة التي كنت تعلمها حينما كنت مديرا للمخابرات الحربية؟
- الرئيس: لا اختلاف في الصورة.
 
نعلم أن الزمان لا يعود للوراء.. لكن لو عاد الزمان هل تستجيب لرغبة الشعب وتترشح للرئاسة؟
- 
الرئيس: لا يمكن أبدا أن تكون هناك إرادة للمصريين ولا أتجاوب معها.. من أنا أمام إرادة المصريين؟!.. إنني رهن إرادة الشعب.
 
تتحدث كثيراً عن مدة رئاستك علي أنها 4 سنوات.. ماذا لو طلب منك الشعب أن تعلن عن خوضك الانتخابات لمدة ثانية؟
- الرئيس: إرجعوا إلي إجابتي السابقة.
 
خلال العامين الماضيين.. ما هو أكثر يوم شعرت فيه بالسعادة؟
- الرئيس: يوم افتتاح قناة السويس الجديدة.. ما تعرفوش العالم كان ينظر إلينا إزاي.
 
أين ذهبت روح شق القناة؟
- الرئيس: روح قناة السويس تسري في كل مكان. هناك 4 أنفاق يجري حفرها تحت القناة. وأنا متابع صعب لكل المشروعات الكبري، أكلم المسئولين في كل وقت.. واسألوهم.
الروح موجودة.. لكن الرصد ليس علي نفس مستوي ما يجري.
 
ما هو الموقف الذي ملأك بالغضب؟
- الرئيس: عندما يسقط شهداء لنا مثلما حدث في ليبيا وفي سيناء.
 
لماذا تأخرت حركة المحافظين؟
- الرئيس: لم تتأخر. كان يمكن أن نعين محافظاً للقاهرة في المكان الذي خلا بتعيين وزير النقل. لكننا انتظرنا حتي تشمل الحركة مجموعة من المحافظين.
 
كيف تقيم أداء الحكومة؟
- الرئيس: المهندس شريف إسماعيل من أكفأ رؤساء الوزراء. ولدينا في الحكومة وزراء عالميون كالدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، ووزراء أكفاء آخرون.
 
هل أنت راض إذن عن أداء كل الوزراء؟
- الرئيس: المرحلة تحتاج من البعض أداءً أكثر تميزا.
 
هل هناك نية  لإجراء تعديل في حقيبة وزارية أو أكثر؟
- 
يصمت الرئيس ويبدو في صمته إجابة وافية.
 هناك من يظن أن دائرة لقاءاتك محدودة، خاصة أن ما يعلن عنها يقتصر علي مسئولين أو رؤساء وضيوف أجانب.. هل تلتقي بشخصيات بعيدا عن دائرة الضوء؟
- الرئيس: بالطبع.. ألتقي بسياسيين واقتصاديين من مختلف الاتجاهات والمدارس الفكرية، واستمع إليهم لأني أحب أن أستفيد، وليست عندي مشكلة أن أجد بعض الناس تطرح تصورات معينة في بعض القضايا.. وقطعا ليست كل لقاءاتي معلنة.
 
هل تقابل أناساً عاديين من البسطاء؟
- الرئيس: بصراحة.. البسطاء بصفة خاصة يذهلونني بفهمهم ورضاهم ودعائهم.. وأقسم بالله ان الانطباع الذي أراه منهم غير الانطباع الذي يتشكل بأن الناس غضبانة أو زعلانة. أنا بسيط وهم بسطاء.
 
ما هي الرسالة التي تلقيتها أو الموقف الذي صادفته وتأثرت به؟
- 
الرئيس: هو المجموعة التي كانت تستقل أتوبيساً في الإسكندرية وتوقفوا حينما شاهدوني وقالوا لي: ما تخافش. تأثرت لأني شعرت أنهم يريدون أن يقولوا: نحن معك ومع بلدنا.
 
إذا أصدرت قراراً واكتشفت أنه خاطئ، هل تجد غضاضة في الرجوع عنه؟
- 
الرئيس: أبدا.. لا أجد أي غضاضة.
 هل اتخذت قراراً.. ثم شعرت بقدر من الندم؟
- 
الرئيس: نعم.. لكن لا داعي لذكر القرار.
 ما هو القرار الذي لم تتخذه في حينه وقلت بعدها انه كان لابد أن تتخذه وقتها؟
- 
الرئيس: لا يوجد.
 
التاريخ سوف يكتب عن عبدالفتاح السيسي.. هل تفضل أن يشير إليك كبطل شعبي استجاب لإرادة الجماهير، أم إلي الرئيس صاحب مشروع بناء الدولة المصرية الحديثة الثالثة؟
- الرئيس: عن الإنسان الذي خاف علي أهله وناسه وبلده، وبذل كل ما يستطيع من جهد من أجل وطنه.
 
الشعب يطلب منك الكثير.. ما الذي تطلبه من الشعب؟
- الرئيس: أن يستمروا في خوفهم علي بلدهم، ويصبروا، ولا يتخلوا عنه.
 
هل مازلت علي تفاؤلك رغم كل المصاعب. ؟
- الرئيس: لسه علي تفاؤلي.
 
ما هو السبب؟
- الرئيس: هذا سر بيني وبين ربي.
 
قلت إن مصر أم الدنيا حتبقي قد الدنيا.. هل مازلت علي مقولتك؟
-الرئيس: بفضل الله مصر قد الدنيا.
 
سيادة الرئيس شكراً لكل هذا الوقت الذي منحته لنا.. وشكراً علي سعة صدرك.

إرسال تعليق

0 تعليقات