بقلم
كاظم
فنجان الحمامي
العراق
*يصعب على العقلاء تجاهل
الدروس والعبر, اما الذين لا يعتبرون والسائرون في غيهم, فإنهم يدفعون في النهاية ثمن
تهورهم, فالاستئناس برفقة الأفاعي, والاستعانة بالعقارب لن تدوم طويلا, ومن المؤكد
إنها ستتمرد عليهم وتنقلب ضدهم, فالعقارب لا تميز بين الغريب والقريب, ولن يثنيها
الترويض عن العودة إلى ممارسة نزعاتها الشريرة, فالذين احتضنوا العقارب ودربوها
على لدغ أقرب الناس لابد أن تلدغهم في بطونهم حينما تسنح لها الظروف. .
مما ريب فيه إن الشواذ الذين
خانوا العراق, وجندتهم أمريكا للتجسس علينا, وصفقت لهم
عندما أساءوا إلى آبائهم وذويهم, لن يترددوا في نفث سمومهم داخل المجتمع الأمريكي, فالخائن يظل
خائناً, والفاسد يظل فاسداً, ولن تستقيم ذيول الكلاب حتى لو وضعوها في القوالب
الفولاذية, ويبقى الاعوجاج هو الخصلة الثابتة في طباع الجراء الصغيرة مهما
كبرت فالصبي الخبيث (جاسم محمد
حسين رمضان), الذي شجعته أمه على الخيانة, وعلمته على الاستهانة بكرامة الأب
وهيبته والتمرد على سلطانه, والخروج عن طاعته,
عاش الخائن الصغير تفاصيل
الأجواء الحربية الدامية, فرأى رؤوسا مقطوعة, وأجساداً مبعثرة, وبطونا مبقورة,
وشاهد عراقيين من مدينته يموتون أمامه, ورأى بيوتاً تُحرق وتُنسف بالمتفجرات, وسمع
استغاثات الجرحى, ودوي المدافع الثقيلة, حتى تحول إلى عقرب شرس بجسد طفل شرير. .
استعانت به القوات الأمريكية
في معظم عملياتها التعبوية داخل العراق, فأطلقت عليه اسم (السلاح السري) لكنها
كانت تخاطبه باسم: ((ستيف - أو. Steve-O), وكانت
فخورة به إلى حد بعيد, باعتباره من أدواتها الميدانية المفيدة. .
0 تعليقات