السحر الحلال
بقلم / د. حنان زين
قد يعتقد البعض أن الحياة الزوجية السعيدة هي التي تسير في اتجاه الرياح دون أن تعترضها أي عواصف،
في حين أنَّ الدراسات الحديثة المتطورة قد أكدت أن الخلافات الزوجية من الطبيعي أن تتواجد، ولكن المهم أن تكون كملح الطعام بشرط ألا يؤدي تصلب الرأي والعناد إلى فقد سفينة الزواج ومن ثمَّ تهوي إلى قاع المحيط.
ولكي ننجح في إدارة الخلافات لا بد أن نتقن فن الحوار وهو ما يسمونه العلماء السحر الحلال، والحقيقة أن جمال المرأة مرهون بحوارها، وكيف تكسب ود زوجها من خلاله وكيف تنجح في حياتها بإتقانه.
وأول خطوات النجاح في الحوار هو الحوار مع الذات ونقصد به أن تراجع كل زوجة نفسها وقت الخلاف وتحدث في دقائق معدودة عقلها بصدق:
- هل بالغت في تضخيم عيوب الطرف الآخر؟
- هل كنت قاسية في بعض المطالب؟!
- هل حملت زوجي مسئولية الأمر كله دون تحمل نفس المسئولية؟.
- ما الطريقة التي يرضى عنها الله تبارك وتعالى لأعبر بها عمَّا أود مناقشته فيه؟
ولتذكر جميعًا قوله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)﴾ (ق).
حتى لو أخطأ الطرف الآخر فلا يكون ذلك مدعاةً ومبررًا لخطأي، فكل منا سيُحاسب فردًا أمام الله عز وجل، وأُذكر نفسي أنَّ الخلافَ والغضب بيئة خصبة يرتع فيها الشيطان فيعمل على إشعال النفس تجاه الطرف الآخر.
ثانيًا: ضعي نقاطًا تتحدثين عنها معه بشرط لا تتعاملي معه على أنه أسوأ رجلٍ في العالم، وتذكري أن الله سبحانه وتعالى أخبر سيدنا موسى وهارون بالذهاب إلى فرعون بشرط ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾ (طه).. وأعتقد أنَّ أزواجنا ليسوا كفرعون!!
وأنت تكتبين النقاط أو تجهيزنها في ذهنك قفي أمام المرآة وانظري إلى ملامح وجهك وأصلحي منها، فهي أقوى من الكلام، لا نطلب منك الابتسام ولكن تحكَّمي في حركاتِ عينيك/ حاجبيك/ شفتيك.. بما لا يوحي بالسخرية والاستهزاء، ولكن لا مانع من تعبيرات الحزن والأسى بسبب موقف الخلاف فاللغة غير اللفظية لغة صامتة ولكنها مؤثرة ومجلجلة تحرك المشاعر إذا استخدمت بطريقة صحيحة.
والآن ابدئي وتحدثي وإياك أن تظلمي؛ وذلك باتباع النقاط الآتية:
- ابتعدي عن الجدال كما قال رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم-: "طوبى لمَن ترك الجدال ولو كان محقًّا"، وذلك حينما تجدين الطريق مسدودًا معه في هذا الأمر على أن تعودي للمناقشة في وقتٍ لاحق.
- إياك وغياب مفهوم التضحية والتنازل وإياك وعلو مفهوم الفردية والكرامة.
- راجعي نفسك.. هل أنت مضغوطة نفسيًّا من أمور كثيرة في الحياة؟ لو كانت الإجابة بـ"نعم" فعليك باللجوء للمتخصصين لتتعاملي بصفاءٍ نفسي وذهني في الحياة.
- انظري إلى إيجابياته والأمور المشتركة بينكما، وابدئي بجزءٍ منها قبل أن تدخلي في موضوع الخلاف.
- قللي من انتقادكِ لشخصية زوجك، ولكن يمكن أن تعترضي على السلوك، وأشعريه بأنك تُفرقي بين شخصه وبين سلوكه، مثل قولكِ له: "أنا لا أكرهك أنت؛ بل أكره هذا السلوك".
- تقبلي فكرة أنكما شخصان مختلفان في البيئة والتنشئة الاجتماعية، فحاولي الاستفادة من ذلك قدر الإمكان وذلك بتكامل الأدوار.
- اخفضي من صوتك؛ فالصوت العالي يغضب الرب ويُثير الأعصاب ولا يحل الخلاف.
- حاولي أن تستفيدي من الموقف ولا تكرري الأخطاء، فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.
- أجمل ما في الخلاف هو التراضي بعده، وخيركما الذي يبدأ بالصلح، واعلما أنتما الاثنين أن الخلاف في موضوعٍ معينٍ لا يُعكِّر صفو الحياة، واتفقا على أسلوب حُسن إدارة الأزمات، وضعا لها سيناريو على أن يذكر كل طرف ما يجب أن يفعله الطرف الآخر وقت الخلاف.
- تذكري أن هناك من شياطين الإنس والجن من يخطط لهدم بيتك، فاعلمي أنك بحفاظك على أسرتك ناجحة فأنتِ تقومين بعملٍ عظيم.. يقول رسولنا الكريم "ما من بناءٍ أعز وأعظم على الله تبارك وتعالى من الزواج".
- احرصي على اللجوء دائمًا إلى الله تبارك وتعالى والإلحاح في الدعاء فإنَّ الله يحب العبد اللحوح.
- أخرجي صدقةً ولو بسيطة.- واظبي على الرقية الشرعية، وثقي في الله كثيرًا، فلن يضيعك أبدًا ورددي دائمًا: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ (الفرقان: من الآية 74).
بقلم / د. حنان زين
قد يعتقد البعض أن الحياة الزوجية السعيدة هي التي تسير في اتجاه الرياح دون أن تعترضها أي عواصف،
في حين أنَّ الدراسات الحديثة المتطورة قد أكدت أن الخلافات الزوجية من الطبيعي أن تتواجد، ولكن المهم أن تكون كملح الطعام بشرط ألا يؤدي تصلب الرأي والعناد إلى فقد سفينة الزواج ومن ثمَّ تهوي إلى قاع المحيط.
ولكي ننجح في إدارة الخلافات لا بد أن نتقن فن الحوار وهو ما يسمونه العلماء السحر الحلال، والحقيقة أن جمال المرأة مرهون بحوارها، وكيف تكسب ود زوجها من خلاله وكيف تنجح في حياتها بإتقانه.
وأول خطوات النجاح في الحوار هو الحوار مع الذات ونقصد به أن تراجع كل زوجة نفسها وقت الخلاف وتحدث في دقائق معدودة عقلها بصدق:
- هل بالغت في تضخيم عيوب الطرف الآخر؟
- هل كنت قاسية في بعض المطالب؟!
- هل حملت زوجي مسئولية الأمر كله دون تحمل نفس المسئولية؟.
- ما الطريقة التي يرضى عنها الله تبارك وتعالى لأعبر بها عمَّا أود مناقشته فيه؟
ولتذكر جميعًا قوله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)﴾ (ق).
حتى لو أخطأ الطرف الآخر فلا يكون ذلك مدعاةً ومبررًا لخطأي، فكل منا سيُحاسب فردًا أمام الله عز وجل، وأُذكر نفسي أنَّ الخلافَ والغضب بيئة خصبة يرتع فيها الشيطان فيعمل على إشعال النفس تجاه الطرف الآخر.
ثانيًا: ضعي نقاطًا تتحدثين عنها معه بشرط لا تتعاملي معه على أنه أسوأ رجلٍ في العالم، وتذكري أن الله سبحانه وتعالى أخبر سيدنا موسى وهارون بالذهاب إلى فرعون بشرط ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾ (طه).. وأعتقد أنَّ أزواجنا ليسوا كفرعون!!
وأنت تكتبين النقاط أو تجهيزنها في ذهنك قفي أمام المرآة وانظري إلى ملامح وجهك وأصلحي منها، فهي أقوى من الكلام، لا نطلب منك الابتسام ولكن تحكَّمي في حركاتِ عينيك/ حاجبيك/ شفتيك.. بما لا يوحي بالسخرية والاستهزاء، ولكن لا مانع من تعبيرات الحزن والأسى بسبب موقف الخلاف فاللغة غير اللفظية لغة صامتة ولكنها مؤثرة ومجلجلة تحرك المشاعر إذا استخدمت بطريقة صحيحة.
والآن ابدئي وتحدثي وإياك أن تظلمي؛ وذلك باتباع النقاط الآتية:
- ابتعدي عن الجدال كما قال رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم-: "طوبى لمَن ترك الجدال ولو كان محقًّا"، وذلك حينما تجدين الطريق مسدودًا معه في هذا الأمر على أن تعودي للمناقشة في وقتٍ لاحق.
- إياك وغياب مفهوم التضحية والتنازل وإياك وعلو مفهوم الفردية والكرامة.
- راجعي نفسك.. هل أنت مضغوطة نفسيًّا من أمور كثيرة في الحياة؟ لو كانت الإجابة بـ"نعم" فعليك باللجوء للمتخصصين لتتعاملي بصفاءٍ نفسي وذهني في الحياة.
- انظري إلى إيجابياته والأمور المشتركة بينكما، وابدئي بجزءٍ منها قبل أن تدخلي في موضوع الخلاف.
- قللي من انتقادكِ لشخصية زوجك، ولكن يمكن أن تعترضي على السلوك، وأشعريه بأنك تُفرقي بين شخصه وبين سلوكه، مثل قولكِ له: "أنا لا أكرهك أنت؛ بل أكره هذا السلوك".
- تقبلي فكرة أنكما شخصان مختلفان في البيئة والتنشئة الاجتماعية، فحاولي الاستفادة من ذلك قدر الإمكان وذلك بتكامل الأدوار.
- اخفضي من صوتك؛ فالصوت العالي يغضب الرب ويُثير الأعصاب ولا يحل الخلاف.
- حاولي أن تستفيدي من الموقف ولا تكرري الأخطاء، فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.
- أجمل ما في الخلاف هو التراضي بعده، وخيركما الذي يبدأ بالصلح، واعلما أنتما الاثنين أن الخلاف في موضوعٍ معينٍ لا يُعكِّر صفو الحياة، واتفقا على أسلوب حُسن إدارة الأزمات، وضعا لها سيناريو على أن يذكر كل طرف ما يجب أن يفعله الطرف الآخر وقت الخلاف.
- تذكري أن هناك من شياطين الإنس والجن من يخطط لهدم بيتك، فاعلمي أنك بحفاظك على أسرتك ناجحة فأنتِ تقومين بعملٍ عظيم.. يقول رسولنا الكريم "ما من بناءٍ أعز وأعظم على الله تبارك وتعالى من الزواج".
- احرصي على اللجوء دائمًا إلى الله تبارك وتعالى والإلحاح في الدعاء فإنَّ الله يحب العبد اللحوح.
- أخرجي صدقةً ولو بسيطة.- واظبي على الرقية الشرعية، وثقي في الله كثيرًا، فلن يضيعك أبدًا ورددي دائمًا: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ (الفرقان: من الآية 74).
0 تعليقات